الحقدُ الأسودُ داءٌ ليسَ لهُ دواءُ
والتسامحُ بَلسَمٌ وعِطرٌ وصَفاءُ
كُلُ إِناءٍ يَنضَحُ بِما فيهِ فَدَعِ
الْحَقودَ فَكُلُ ما يَقولهُ هَباءُ
أَمِنَ الحِكْمَةِ أَنْ تَعضَّ كَلباً عضَّكَ
فَإنْ فَعَلتَ فَمَنزِلَتُكما سَواءُ
وَإنْ ضاقَ بِكَ الأَرض فاهجُر غَيرَ آسِفٍ
فَلَرُبَما بَعدَ الليلِ نورٌ وَسَناءٌ
فَأعمَلْ ما تؤمن بِهِ صالِحاً دون وَجَل
وَإن لَمْ يَستَقم لَكَ الدَّهرُ كَما تَشاءُ
قَد يَنْعَمُ بالعَيشِ وَراحَةَ البالِ البَليدُ
وَتَصبَحُ حياة النَبيهِ ضَنكٌ وَشَقاءُ
فَكَم مِن مُعدَمٍ حَكيمٍ خُلِدَ ذِكراهُ
وَكَم مِن غَنيٍّ في الحَضيضِ لَهُ أَصداءُ
كَالعَوسَجِ لا يُرجى مِنهُ خَيراً وَإِحساناً
وَذاكَ كالأَيكَةِ لهُ ظِلٌ وَأَفياءُ
وأخْتَرْ بِقَلبِكَ لا بِعَينَيكَ خَليلَةً
وإنْ تكُ آيةً في الجَمالِ وَهيفاءُ
وَناقِشْ بِالَّتي هيَ أَحسَنُ مُناضريكَ
فَبالحكمة تَلينُ الصَخرَةُ الصمّاءُ
وَأحذرِ الأصدِقاءَ قَبلَ الأَعداءِ فَإِنَّ
الإِخلاصَ في هذا الزَّمانِ كِذبٌ وَهراءُ
وَأعلَم بِأَنَّكَ فاشِلٌ في الحَياةِ إِنْ لَمْ
يَكُنْ لَكَ حُسادٌ وَعُذالٌ وَأَعداءُ ٠ ٬٬