كما توقعنا سابقاً بحتمية إنهيار روسيا العظمى ، وقلنا مراراً أن الجانب العسكري في الحرب الروسية الأوكرانية لا تمثل أكثر من عشرة في المئة من مجمل مكونات الصراع الجاري بين روسيا المدعومة من الصين وايران وكوريا الشمالية والطرف الثاني هي اوكرانيا المدعومة من حلف الناتو ، ان تمرد قوات فاغنر على الحكومة المركزية في موسكو وعلى الجيش الروسي قد جاء على شكل مراحل ، المرحلة الاولى هو النقد الشديد الذي كان يوجهه رئيس قوات فاغنر الى القيادات العسكرية الروسية وتخلفها في امدادات قواته بالدعم الجوي وبالسلاح والعتاد ، ثم جاءت المرحلة الثانية من اعتراف قوات فاغنر من صعوبة المواجهة مع القوات الاوكرانية التي وصفها بإنها تمتلك اسلحة غربية أفضل بكثير من نوعية السلاح الروسي ، ثم هو نفسه قائد قوات فاغنر الروسية التي تمثل قوات النخبة الروسية أعترف بعد تحرير مدينة باخموت بأن تحرير مدينة باخموت كانت خسارة كبيرة لروسيا ولقوات فاغنر ، ثم بدأ التصعيد من جانب قيادة فاغنر عندما أتهم القيادات الروسية في الكرملين وفي وزارات الدولة بالبيروقراطية والسرقة ، واخيراً الاعلان الرسمي عن معاداته للقيادة الروسية والعمل على اسقاط الحكومة المركزية في موسكو وتشكيل حكومة جديدة ، القضية برمتها هو اعلان الهزيمة امام اوكرانيا ومعها حلف الناتو . اعتراف صريح وواضح بأن كل شيء يسير لصالح اوكرانيا والغرب ، يبدو ان الحرب مع اوكرانيا شارفت على نهاياتها .
الآن امامنا سيناريوهات أثنين بالنسبة للوضع الروسي لا ثالث لهما .
الاول هو فشل قوات فاغنر في اسقاط موسكو وهزيمة هذه القوات امام قوات وزارة الدفاع الروسية وقوات حماية موسكو ووحدات حماية الكرملين ، والفشل يتبعه حروب طاحنة وخسائر مادية وبشرية كبيرة ، بإنتهاءها ستعمل موسكو وبسرعة وتحت قيادة فلاديمير بوتين مباشرة على الانسحاب من جميع الاراضي الاوكرانية والقبول بجميع شروط حكومة زيلنسكي الاوكرانية خوفاً من هجوم اوكراني شامل تحتل فيها اوكرانيا اجزاءاً كبيرة من روسيا . اما السيناريو الثاني هو نجاح قوات فاغنر في الاستيلاء على موسكو واعلان تشكيل حكومة جديدة تعلن في بيانها الاول وقف اطلاق النار مع اوكرانيا وانسحاب القوات الروسية الى داخل عمق الاراضي الروسية واستعداد موسكو تحمل كل تبعات وتعويضات الحرب ، ففي الحالتين هو اعلان هزيمة تأريخية لروسيا وانتصار غربي صريح وواضح وبنفس الوقت هو انكسار صيني ايراني فنزويلي كوري شمالي ومن المحتمل ستكون هناك انهيارات في هذه الدول التي تقف الى جانب روسيا الحالية ، جميع النتائج ستكون متوقعة وهي بالاساس متوقعة ، فهذا عصر انهيار الانظمة الشمولية التي سرعان ما تظهر عيوبها مع اي مواجهة مع الغرب .
رئيس قوات فاغنر ( يفغيني بريغوجين ) ليس خائناً وليس عميلاً للغرب ولكنه لمس الحقيقة في ارض المعركة ، لمس بأن الغرب له تفوق كبير جداً على روسيا والصين والدول الذيلية لها ، ووجد بأن الغرب لم يحارب روسيا بقدر ما يتسلى بهذه الدمية التي اسمها روسيا ، وأكتشف بأن قوات النخبة الروسية التي هي بتعداد فيلق عسكري او أكثر اي بحدود خمسين الف مقاتل عجزت خلال ستة اشهر من هزيمة لواءين من الوية المشاة الاوكرانية وتكبدت خسائر لا تعوض في مدينة باخموت الاوكرانية ، فكيف إذا دخلت قوات حلف الناتو مباشرة في هذه الحرب ، لقد أكتشف هذا القائد العظيم هشاشة القوات الروسية ولم يكن امامه من سبيل إما الانتحار للتخلص من عار الخسائر التي تكبدتها قواته أو الالتفات الى من أجج هذه الحرب ومعاقبته أشد العقاب ، فقرر معاقبة القيادة الروسية اولاً ، لذلك توجهت قواته صوب موسكو ، الايام القادمة ستبين لنا ما كان مخفي .
انت تعيش في كوكب آخر
موافق معك كليا عزيزتي بالاضافة انه يعاني هلوسات فكرية وسياسية بحاجة الى المعالجة الطارئة للجراحة الراديكالية
وتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ، كان هنالك إحتمال ثالث
“وواضح بأن كل شيء يسير لصالح اوكرانيا والغرب” غباء مزمن حتى النخاع مع هلوسات فكرية وسياسية بحاجة الى المعالجة الطارئة للجراحة الراديكالية ….ولذلك خسرت اوكرانيا اكثر من ثلث اغني اراضيها والتى تحتوى على ٧٠ % من ثروات كل اوكرانيا واستنزاف كل اسلحة اوكرانيا مع تدمير منظومة باتوريد وهامرس, طبعا اكيد”واضح بأن كل شيء يسير لصالح اوكرانيا والغرب” ههههههههههههههه