مع إن قضية الكرد وكردستان ، هي من أكثر القضايا مشروعية وعدالة في العالم كله ، وبشرائع السماء والأرض . أما في نفس الوقت فهي من أكثر القضايا في العالم تعقيداً وحساسية من جميع النواحي . لهذا فإن حلها ليس ممكناً في المستقبل المنظور ، وربما غير المنظور أيضاً . تأسيساً على ماورد فإن تقادم الزمن عليها لايضرها وحسب ، بل له عليها أعظم السلبيات وأكبر المخاطر والأضرار التي لايمكن تلافيها أبداً ، لإنه يُميِّعها ويُقزِّمها على الصعيد الجغرافي – الوطني والسكاني والإقتصادي والثقافي وغيره . لهذا آرتأيت أن أختصر قضية كردستان وتقادم الزمان عليها على شكل خواطر .
مير عقراوي / كاتب بالشؤون الإسلامية والكردستانية
معضلة كردستان وشعبها معقدة بالعمق
ولايدرك مداها إلاّ مَنْ تدبَّرها وتأمل فيها وآستقرأها بعمق
لا من خلال العواطف والأحاسيس والإنفعال
حيث لايجدي ولاينفع ولايُداوي داءً
لعمرك حلها ليس صعباً وحسب
بل هي بحاجة لمعجزة أيها اللبيب
وزمان المعجزات قد ولَّى وفات
إذن ، حلها قد يصل الى حد المحال
فياويحي من مظلومية الكرد وكردستان
ثم ياويلي من قادمات الدهر والزمان
من تصاريف الدهر على أمة الكرد وكردستان
ينبغي الصدع بالحق ولو كان أمَرُّ من العلقم
وهو مَنْ لم يعتبر بفرص التاريخ والزمان
سوف يندم ويَعُضُّ الأنامل في قادمات الأيام
[ 1 ]
واقع الكرد لايحتاج الى دليل في كردستان
فتقادم الزمان على أمر ما
كعقود من الدهر عليها خلت ؛
فما بالك بقرون ؟
لايضُرُّها وحسب ، بل يُقزِّمها ويُميِّعها
من كل حَدَبٍ وصَوْبٍ لها
ومن كل جانب من جوانبها
هي معضلة معقدة متشابكة من كل نواحيها
والنظام الدولي هكذا حكم عليها
أما داخلها فهو رخوٌ ومهتزٌّ بكامله
[ 2 ]
وحول قضية الكرد وكردستان
لوِ آفترضنا حلاًّ قادماً في قادمات الأيام
سوف يكون غريباً يا لَلْحسرة وعجيباً ومُدْهشاً في تلكمُ الأيام
هذا ما جناه في التاريخ الماضي والحديث
أمراءُ الإمارات والأحزاب بغالبية في كردستان
وذلك بسبب الأنا الطاغية والحسد والغيرة وقصر النظر
فهذا ما يراهُ غريب الديار والزمان
بعد طول تحقيق وفكر في مُصاب الكرد والوطن
عليه أرجو وأدعو أن أكون مخطئاً
فيما ترائى لي وخطر عن أمر الكرد
فهيهات ، ثم هيهات تحقيق أمر
في الوقت الضائع ، أو بالتمني والرجاء
هدى الله المجاورون لكردستان
فيما يخصُّ حقوق إخوانهم الكرد بكردستان
فالمسلم الصحيح الإيمان
كما الإنسان السويِّ في الإنسانية
يحب لأخيه الإنسان كما يحب لنفسه
كما ينبغي أن يكره لأخيه كما يكره لنفسه
كأن غريب الديار والزمان
في آستصراخه للأمة والوطن
يصرخ من بئرٍ عميقة يا لَلْأسى
لأنه بالنسة للكرد وكردستان
فقد قضي الأمر الذي فيه تستفتيان
ولايقع اللوم إلاّ علينا وأنفسنا
[ 3 ]