أغرب ظاهرة تعيشها البشرية ، هي ظاهرة وجود أحزاب سياسية هي نفسها مليشيات إرهابية وهي نفسها مقاومة وطنية وهي نفسها تصنع وتصدر على بركة الله حبوب الكبتاجون والمخدرات وهي نفسها تدير صالات القمار وبيوت الدعارة وهي نفسها عصابات السطو المسلح ، فهي تنظيمات متعددة المواهب ، تستطيع هذه الأحزاب أن تعمل بالسياسة وتدخل الانتخابات وتستحوذ على السلطة ومن جانب آخر تستطيع أذرعها المسلحة من أن تبسط يدها على كل الاجهزة الأمنية للبلد وتحكم قبضتها على الخيرات وتعلن نفسها بأنها القوة التي تحمي الارض والعرض وتسحق من لا يرضى بها ، لأنها تتحرك من منطلق الشرعية ، ذلك الغطاء الذي وفرتها لها الانتخابات بقوة السلاح . سياسة وإرهاب .
من يستطيع فعل ذلك غير الأحزاب الدينية ؟، والاحزاب ذات العقائد الشمولية ، بالضبط هي عملة ذات وجهين ، وجه سياسي يعطي الشرعية للحزب ، ووجه مسلح يعطي الخوف والهلع للناس . . المسألة كلها من أجل المال والجنس والهيمنة والملذات التي لا تفتح أبوابها على مصراعيها إلا من خلال تسلق السلطة والبقاء بالسلطة بشكل دائم وبغطاء ديمقراطي شرعي ، وهذه النوعية من الديمقراطية هي ديمقراطية المحتوى الهابط لأنها خاوية من الاخلاق ، لذلك نراهم يعيدون تكرار مفردة المحتوى الهابط ضد أعداءهم لأنها الرحم الذي خرجوا منها . الحقيقة التي عشناها في الالفية الثالثة من التأريخ الميلادي هو تطعيم الديمقراطية بمطعمات والوان زاهية ، فتعرضت الديمقراطية للغش والتقليد حالها حال أي منتج صناعي او زراعي ، فصارت عندنا انواع من الديمقراطيات الهجينة ويستطيع أي حزب مليشياوي ابتداع ديمقراطية ذات مواصفات خاصة تحاكي المجتمعات المغلوبة على أمرها وتخبرها أن لا تتمنى مافضل الله به على اهل الديمقراطية الحقيقية بالحكمة والعقل ، لأن هؤلاء الكفرة الفجرة (حسب وجهة نظرهم في تقييم أصحاب الديمقراطية السليمة ) همهم بناء الإنسان فليس من الحكمة تقليدهم ، ، التنظيمات المليشياوية هي أحزاب ذات عقيدة العنف ولكنها توحي للناس بأنها تريد الديمقراطية ، وإذا خسرت بالتصويت الانتخابي ستنزل بكامل جيوشها الى الشارع لتلقن الناس الدرس الذي يعلمهم معنى السلطة للقوي ومعنى أن الديمقراطية لم تخلق لكم . هذا يذكرني بفلم للفنان عادل إمام عندما عرضوا عليه المشاركة في مقطع لفلم غرامي يقبل ( يبوس ) فيها احدى الفنانات ، وعندما أقترب عادل أمام ليحصل على البوسة الجميلة سحبه المخرج وقال له أنت لا تبوس ، أنت أختصاصك في الفلم تنضرب فقط ، فشبع ضرب حتى تورمت اجزاء وجهه ، كذلك الحال معنا ، فرحنا بالديمقراطية التي جاءتنا من مكان بعيد لكننا فوجئنا بأننا أمام مليشيات تقول لنا هذه ليست لكم ، من حقكم أن تشاهدوا الديمقراطية وتعيشونها على طريقتنا ، فأنها لم تصنع لكم لأننا نحن من صنعونا لكم لنجعل ديمقراطيتكم سم زعاف في أنفسكم .. تصوروا أن هذا الشيء لم يحدث في القرون الوسطى ولم يحدث خلال الحرب العالمية الاولى والثانية وأنما يحدث في مرحلة زمنية وصل فيه الإنسان الى قمة التكنلوجيا وقمة المعرفة وقمة البناء الإنساني وأصبح الإنسان يتحدى الكون كله ، أمام هذا التحدي الإنساني يبرز من بيننا من هو عكس الإنسان الراقي ليقول أن الرهان ليس الذهاب الى الكواكب في السماء وليس الانتقال الى المستقبل ، بل الرهان الذهاب الى القرون الوسطى والعصور الحجرية لنتعلم من إنسان تلك العهود انواع الخزعبلات ، ومع ذلك تتبعهم قطيع من الناس بالملايين ممن يسمون أنفسهم بالبشر ، في منظر زومبي لا يمكن وصفه لأن مثل هذا المشهد بالنسبة للعقلاء نوع من الكوابيس التي لا يمكن تصديقها . ماكان ظننا عندما كنا صغاراً أن يكون هذا هو شكل مستقبلنا وقد يكون مستقبل أبناءنا ذات سيناريوهات أكثر ظلامية ، الكلام فقط في مجتمعاتنا العقائدية ، لأن المجتمعات الأخرى مشغولة في سباق مع العلم . . أما نحن فمشغولون بداعش ، ماعش ، بوكا حرام ، طالبان ، اخوان المسلمين ، تيار حمودي ، حركة الشباب ، حزب الله ، ربع الله ، وغيرها من هذه الاسماء المقززة وحدها بالساحة تسرح وتمرح ، وشعاراتها لا حياة لمن أراد الحياة .
kamil.salman@ Gmail.com
يا استاذ الكريم. هم كلهم يتاجرون بسم الله و بسم الدين و الحقيقة الدين اسلام و هو نزل على العرب فقط ولا لغيرهم و من ايام الصحابة و هم مجرمين و هم حتى هذا اليوم يقومون بغزوات و الغزو معروف ما معناها و كلهم مجرمين وحراميه. القرآن غير كامل و العرب يستخدمون الدين حسب مصالحهم و هم أخطر من الحيوان المفترس و ما إيران ليس هلة الدين ولا الرب و هي أيضا يتاجر بسم الله والدين و هذا أفضل تجارة و بنسبه لهم . ولك تحياتي
السيد Marvin
في أي مكان بالعالم المتاجرون الناجحون يتاجرون بالبضاعة الأكثر تداولاً وخاصة البضاعة التي لها سوق عند المحرومين ، فهي الأكثر ربحاً ، أسأل تجار السوق …. وهذه هي لب مشاكلنا ، تحياتي