بعد أن قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتهديد في أكثر من مناسبة بأستخدام السلاح النووي ، عاد الينا اليوم أحد وزراء حكومة نتينياهو الإسرائيلية بمطالبة حكومته بأستخدام القنابل النووية في غزة ، وقد سبق الرئيس الروسي والوزير الإسرائيلي الرئيس الكوري الشمالي بالتهديد بأستخدام السلاح النووي ، هذه الإشارات تبين لنا بوضوح بأن السلاح النووي مرهون أستخدامه عند الدول التي تمتلك السلاح النووي ، مرهون بشخصيات القيادة في ذلك البلد الذي يمتلك السلاح النووي ، فكلما كانت شخصيات القيادة في البلد الذي يمتلك السلاح النووي أكثر دكتاتورية كلما أصبح السلاح النووي ممكن الاستخدام ، وهذا يعني أن حياة سكان الارض أصبحت تحت التهديد ، ولا أمان لمن يعيش على الارض . . فالموت رهن إشارة القائد ، بمعنى أوضح يمكن تحديد مصير سكان الارض من قبل شخص واحد . . ليس هذا هو المستقبل الذي كنا ننتظره قبل عشرات السنين ، هل كان هذا هو حلمنا أن نعيش المستقبل بحياة قلقة مهددة بالفناء في أية لحظة ؟ كنا نتصور بان المستقبل سيكون ربيعاً دائماً ، كنا نتصور بأن العدالة الإنسانية نقترب منها وتقترب منا أكثر كلما مر يوم جديد ، ولكن فجأة عندما أقترب المستقبل وبانت ملامحة ، فإذا هو كابوس مرعب ، حروب في كل مكان من العالم ، حروب دول أو حروب تنظيمات مسلحة ، أو حروب بالوكالة ، أو حروب عصابات أو حروب أصحاب المال مع الفقراء او حروب السياسين مع بعضهم أو حروب الجشع والمخدرات ، صراعات في كل مكان ، أوبئة وأمراض تملىء الدنيا ، عودة رجال الدين الى الحكم في دول كثيرة ، أو على الأقل أصبح لهم دور مهم في سياسات الدول بعد أن أختفوا قرابة المئة عام ، الظلم والظلام يخيم على حياة الشعوب والافراد ، الناس والأمم يتلاومون ، بعضهم يلوم بعض ، بعضهم يقول هذه نتاجات الفكر الرأسمالي وبعضهم يقول هذه مؤامرات الدول التي تنصب العداء للرأسمالية ، فأصبحنا جميعاً نؤيد هذا الطرف أو ذاك ، فأصبحت الكراهية هي أفضل رابطة تجمع بين الناس ، أنت تكره أمريكا وهو يكره امريكا صار أخوك وعضيدك بالكراهية ، أنت تكره الاسلام وهو يكره الاسلام صار اخوك وحليفك بالكراهية للدين الاسلامي ، هكذا هي تحالفات اليوم ، لا شيء يجمع الناس على المحبة ولكن هناك أشياء تجمعهم على الكراهية ، يمكن أن تشتعل حرب في أية لحظة بين دولتين لسبب تافه . بقدر ما تطور الخير فأن الشر قد حصد المكاسب . . السؤال الذي يطرح نفسه ، إذا كان مستقبلنا الذي شق طريقه بين تحولات علمية فائقة السرعة أصبح بهذه الرداءة ، فكيف سيصبح مستقبل أجيالنا مع هذا الخوف والرعب والقلق ؟
الاعلام قادر على أن ينهي الحياة من على كوكب الارض قبل أن تنهيه القنابل الذرية ، الاعلام يخلق الفتن ، يخلق الكراهية ، يفضح الاسرار ، ينتصر لصالح طرف ضد طرف . فهل تحول الإعلام وتحولت وسائل التواصل الإجتماعي من منظومات توعوية إلى منظومة تخريبية ؟ ما كان لنا أن نرى هذه الجاهلية المقيتة والكراهية والعصبية الدينية والمذهبية والقومية في عقول الناس لولا سهولة إيصال هذه الامراض الى الناس ، لولا بركة التكنلوجيا .
فمن أية قنبلة سننجو ؟ من القنبلة النووية أم من قنبلة الكراهية ، أم قنابل القطيع والتخلف ، أم قنابل الأوبئة والامراض ام قنابل الفقر والجوع ؟ فكلها تريد أن تنهي الحياة على الارض ، وكلها تستهدف الإنسان .
كان في السابق خريج الدراسة الابتدائية له بصمته في داخل المجتمع لأنه مثقف ، واليوم يأتيك من هم حملة الشهادات العليا يؤمنون بالخزعبلات والاشياء التافهة ويركضون وراء مشعوذ ليتبركوا به . هذا الشيء يحدث في عصر العلم وعصر التكنلوجيا وليس في العصور الحجرية .
الثقافات الوحيدة التي لها السيادة في الساحة اليوم هي ثقافة القطيع وثقافة الموت وثقافة الخوف ، فهنيئاً لنا نحن البشر على هذا الانجاز الذي راهن عليه آباءنا وأجدادنا !!
تحياتي لك يا استاذ الكريم. و ليس النووي يهدد حياة انسان و إنما انسان أخطر من النووي و اما بنسبه الدولة راسمالية و هم تجار الحروب و نفس الوقت هم يحترمون انسان و حقوق الإنسان و حقوق الحيوان. و اما بنسبه الدولة شرق اوسط و اقصد العرب و الفرس و الترك و هم أخطر من النووي .و لك تحياتي
السيد Marvin
تحية وتقدير ، شكراً لمداخلتك وإضافتك ، وكما تفضلت بعض الاحيان عدوانية الإنسان ذاته أخطر من أي سلاح نووي .