كنت أتصفح مواقع على الانترنيت جذب أنتباهي فديو من عالم الحيوان ، الوعل ( حيوان من صنف الغزال ) أقترب ليشرب الماء من بركة مياه فما أن مد رأسه ليشرب الماء حتى احس بوجود التماسيح داخل البركة تتربص به فرفع رأسه ولم يشرب الماء مخافة الافتراس ليلتفت ويجد عدداً من الأسود تقترب منه ومن بعيد تقف الضباع للمشاركة في مراسيم الافتراس ، كان المنظر عجيباً وكأن نظرات الوعل تنطق بكلمات الكائن الذي أجتمع عليه الظلم واليأس من كل جانب ، لم يستمر الموقف سوى ثواني حتى أنقض عليه أحد التماسيح ليسحبه إلى داخل بركة الماء ثم يفترسه وهو يستنجد بالأسود التي جاءت لتفترسه لا لتنقذه . هذا المنظر المؤلم أكيد تعيشه الكائنات الحية بشكل متكرر ، لذلك نرى في عالم الحيوان كل صنف حيواني أو تجمع حيواني يسعى إلى العيش بعيداً عن الأصناف الأخرى لأجل الحفاظ على نفسها من الاعداء ولأجل الأمان والتكاثر ، وما كان ينبغي على الوعل الخروج من عالمه وعالم صنفه الخاص والتوجه إلى عالم الأصناف الحيوانيّة الأخرى بمجرد أنه رأى ماءاً من بعيد فذهب اليه متوهماً الأمان . في المقابل نلاحظ في عالم الكائن الراقي وهو عالم البشر أن الإنسان الحر الطيب أكثر الكائنات تعرضاً لمثل هذه المواقف ، ولكن يتم افتراسه من نفس فصيلته البشرية ، ليجد نفسه بين كماشة الظلم والعدوان ، إينما يولي وجهه تأتيه الطعنات وتتوالى عليه النكبات في مجتمع أكثر ظلماً من التماسيح والضباع والأفاعي وغيرها ، في كل صوب يدير العين يرى الأسنان الحادة تنتظره . حقيقة الحياة مشكلة كبيرة ، هي غابة فيها جمال الطبيعة وفيها الورود والبلابل والعصافير والمياه العذبة والسهول والوديان والجبال ، وفيها المفترسات في كل مكان ، فإذا نجا من هذه جاءته الأخرى ، وهكذا حتى يأتيه الموت كآخر المفترسين لا يمكن الإفلات منه . كل هذا مؤلم في عالم الطبيعة وممكن تقبله ولكن مالا يمكن تقبله هو أن تجد شعباً وأمة يتم افتراسها بأنياب حادة في وضح النهار من قبل شعب وأمة أخرى لا لشيء سوى أن هذه الأمة تريد العيش بسلام ووئام وكرامة وحرية كباقي شعوب الأرض ، ولكن للأسف الشعوب الظالمة العدوانية التي تقلد الحيوانات المفترسة تسيح بالأرض وتعتدي فقط لأنها تمتلك القوة ، فقط لأن الغدر متأصل فيها ، لا نستغرب أن بعض الشعوب تكره الحرية للشعوب الأخرى ، الكراهية والأحقاد زرعت فيها ، وزرعت في أدمغتها حب التسلط . أنها لا تقل حيوانية عن الحيوانات البرية ، عندما نقرأ في التأريخ أن المغول والتتر فعلوا كذا وكذا وحرقوا البيوت وحرقوا بيوت العلم وقتلوا الرجال والأطفال والنساء عندما أحتلوا المدن الإسلامية ، وعندما نقرأ اليوم في الصحف ووسائل الإعلام أن إسرائيل تعمل على إبادة الشعب الفلسطيني ويذكرون كل العيوب والهمجية والظلم عند من يفعل بهم فعل السوء ، إذا كان كل ذلك شيء سيء ومن الأعمال المنكرة المكروهة فلماذا تقلدونهم بأفعالكم ضد الشعب والأمة الكوردية ؟ ألم تبيدوا الشعب الكوردي بالأسلحة الكيمياوية ؟ ألم تقتلوا الكورد الفيلية وتهجروهم من ديارهم وتسرقوا أموالهم ؟ ألم تحاصروا الشعب الكوردي وتمنعون عنهم رواتبهم واموالهم لتقتلوهم ؟ فهل ان عملكم شرعي مبارك من الرب وعمل الآخرين ضدكم عمل مشين ؟ هذه إيران تستصرخ من ظلم الحصار الغربي عليها ، تركيا تستصرخ من ظلم الاتحاد الأوربي وعدائها لها ، وهم كل يوم يقصفون الكورد الآمنين ويحسبونها بطولة ومجدا . كيف نجعلهم يفهمون بأنهم أكثر سوءاً من الذين ظلموهم؟ كيف نجعلهم يدركون بان العدوانية داء في نفوسهم ؟ الأجدر بهم أن يحرروا أنفسهم من العقد التي توارثوها قبل أن يفكروا بتحرير فلسطين وقبل أن ينتقدوا غيرهم وقبل أن يذكروا المغول بالسوء . فلو أنهم قلبوا التأريخ وتمعنوا به وأخذوا الدروس والعبر وعرفوا بأن الدنيا تتغير ؟ فمن كان بالأمس متعال أصبح اليوم يرجو الرحمة والعطف ، هكذا هي الدنيا وهكذا ستدور الأيام ، وهكذا سيتغير الزمان ، ولو كانت فيهم ذرة من الحكمة لجعلوا الشعب الكوردي صديق لهم ليوم الضيق ، فالشعب والأمة الكوردية قادمة بأذن الله وسيعلمون كم أسرفوا ظلماً بحق هذا الشعب الطيب المسالم .
Related Posts
9 Comments on “العدوانية ضد الكورد .- كامل سلمان”
Comments are closed.
من قسم بلاد الكورد واقترف جريمة العصر وسلم الامة الكوردية المسالمة الى هؤلاء المتوحشين اعداء الحرية والانسانية والتعايش والسلام وحرم الشعب الكوردى من نعمة الحرية والاستقلال وحال دون رفع علمهم على سارية الامم المتحدة اسوة بباقى شعوب وامم الدنيا وكما يقر ويعترف بذلك كل قوانين وشرائع الارض والسماء بريطانيا العظمى الامبراطورية الاستعمارية التى كانت لا تغرب عنها الشمس والتى غدت واصبحت اليوم تابعه وعليلة وتعانى من اورام وعلل ومن ازمات ومشاكل سياسية واجتماعية واقتصادية وتفكك وتدهور وانقسامات وتشظى وتمزق فيا ترى متى تكفر عن سيئتها وجريمتها النكراء بحق هذا الشعب المظلوم المحاط بالوحوش الضارية الذين يحاولون افتراسهم تحية للكاتب
الاخ ابو تارا
نعم ، صدقت ، الكل أرتكبوا خطيئة كبرى بحق هذا الشعب العظيم وأولهم بريطانيا ، الشكر والتقدير لإضافاتك الرائعة
تحياتي لك يا استاذ الكريم و انا اختلف معك في كل ما تفضلت بة. يا استاذ الكريم و أليس الكورد 60 مليون و أليس لديهم إمكانيات و كتلة بشرية .أليس قادة كورد يقولون أخوية عربيه و كوردية و أليس هم اعدو و محتلين فكيف يكون اخوك. و هل القادة الكورد يناضلو من أجل تحرير كردستان . و أليس حزب عمال كوردستاني تعفنت في قنديل. و هل يناضلو من أجل تحرير كردستان. و أليس ب ي د يظلم كورد و يجوع كورد و أليس هم نصخة من نظام سوري و هم يناضلو من أجل تحرير كردستان. و هل أمريكا و الدول غريبه منظمات خيريه و هل هم مجبرين ان يحمون كورد . و فكفانا نعاتب المحتلين و غيرهم . و لك تحياتي
الاخ Marvin
نحن نطرح مظلومية الشعب الكوردي ومعاناة هذا الشعب العظيم بسبب أعداءه الظالمين الذين يمتلكون القوة والقدرة حالياً . أما مواقف القيادات الكوردية فهذا ليس له صلة بموضوعنا وشكراً ، تحياتي
الاخ المفكر والكاتب الرائع استاذنا كامل .. شكرا على جهودك المتميزة و العالية في نشرك مواضيع و افكار بل دراسات قيمة ومهمة .. واكرر هنا يمكن الاستفادة منه كل انسان وخاصة ” الانسان الكوردي ” الذي يحيط به ومن جميع الجهات الاشرار و الظلام والقتلة . واقترح ان تدرس هذه الدراسات و المواضيع لطلبة جامعاتنا في اقسام العلوم الانسانية .. مرة اخرى الشكر والتقدير لجنابك الغالي .
الاخ الدكتور قاسم المندلاوي
لا يخفى على أحد عطاءك الثقافي الوافر ، وحضورك الدائم في الساحة الفكرية ، كما تفضلتم الأشرار يحيطون بنا من كل جانب ، لكن مهما فعلوا فكوردستان قادمة بأذن الله ، تحياتي وأمتناني
كاك كامل سلمان المحترم
تحية
للاطلاع:
صدقتم صدقتم ولولاي لهلكتم!
قُسمت كردستان قَبل بروز امبراطورية بريطانيا العظمى وذلك من قِبل الامبراطوريتين المحليتين التركية العثمانية والايرانية الفارسية في معاهدة جِالديران في العام 1514. وساهمت العشائر الكردية في القتال بين الامبراطوريتين بتسخيرهما لملا ادريس البدليسي للترويج للحرب لصالح احديهما. وكذلك الأمر في مساهمتها كقوات الحميدية في الابادة الجماعية للأرمن وبقية المسيحيين. وكذلك الأمر في مساهمتها كقوات “فرسان صلاح الدين” في القتال ضد بِيَشمركَة كردستان العراق. ان دلّ هذا على شيئ فانه يدلّ على أن العدو الرئسي والمزمن للشعب الكردي هو بني جلدتنا الكردية استرشادا بالحكمة الكردية التي مفادها”الشجرة المصابة بالوباء ديدانها منها وفيها” ” داري كَه نده ل كرمي له خؤيه”. وعلى الصعيد الفكري فان عدونا هو عقليتنا الكردستانية المرتفعاتية الجبالية المبنية على الأوهام ” خه يالي خاو”؟. انكم نسيتم ان لم نقل تناسيتم هذه الحقائق التاريخية.
محمد توفيق علي
الاخ العزيز محمد توفيق علي
كلامك صحيح ونابع من قلب صادق ، أتذكر المهاتما غاندي عندما عاد إلى الهند قادماً من جنوب أفريقيا ، طلب من جميع أعضاء حزبه ، حزب المؤتمر الهندي أن يصعدوا معه في القطار للتنقل عبر الولايات الهندية ، وعند أنتهاء رحلته التي دامت عدة أيام ، أجتمع بأعضاء الحزب وقال لهم ( هذا هو الشعب الهندي الفقير البائس الجائع الجاهل كما رأيتموه ، هل تستطيعون خدمته وتغييره ؟ ) مثل هؤلاء القادة إن وجدوا يستطيعون فعل المستحيل .
كاك كامل سلمان المحترم
تحية
للاطلاع:
شكرا على استجابتكم الايجابية والتوضيح.
تعقيبا على ما ذكر أعلاه، نسيت أن أكتب التعديلين أدناه:
” من قبل شعب وأمة أخرى”. مِن قِبل حكومة أو دولة أخرى.
” الشعوب الظالمة العدوانية “. الحكومات أو الدول الظالمة العدوانية.
ولا داعي أن أذكر تبريري للتعديلين أعلاه.
محمد توفيق علي