هذا الكتاب طبع لاول مرة في الثمانينات من القرن الماضي ويتألف من 582 صفحة وعام 2006م طبعت هذه النسخة وتتكون من 12 فصل والكتاب اثار ضجة عند طبعه ومنع من السوق المصرية بامر من الازهر ودور للسادات رحمه الله في منعه بحجة مهاجمته الثوابت الاسلامية والواضح يناقش الكتاب في فقه اللغة العربية وليس فقه الدين الاسلامي . وهذا المنع اضاف للكتاب قيمة وانتشر اكثر مما كان متوقع .والكتاب فيه تقلبات لغوية كثيرة تفاجئ القارئ. ومهما لخصت الكتاب فانه لايغني عن قرائته كاملا وسطرا سطراً.
بدء قراءة جزء/2
وص23 يقول لويس حين ننظر الى خريطة بطليموس في القرن -2 – الميلادي لشبه الجزيرة لايسعنا الا ان نتوقف طويلا امام بعض الاعلام التي يمكن ان تكون آثار جالية مصرية فتظهر الطائف باسم طيبة ومكة باسم ملكاي ليذكر وجودها قبل الاسلام ب 5 قرون يوحي بتاثيرات مصرية قديمة ، والتوراة تشير الى ان اماليك كانوا يسكنون شبه الجزيرة وهذه الرواية تطابق الرواية العربية بأن مكة كانت قبل مجئ العرب اليها يسكنها قوم اسمهم ” العماليق” ومنهم بنو ” جرهم ” .
ويقول ص24 ان العرب موجة متأخرة اتت من القوقاز لم تنزل في بلاد الرافدين والشام لانها وجدتها اقوام منظمة أقوى منها بأسا واعلى حضارة فنفذت الى الفراغ الكبيرفي شبه الجزيرة العربية عبر بادية الشام حاملة معها لغتها القوقازية المتفرعة من المجموعة الهندية الاوربية .
واسم نوح : صيغة حامية من أنس أو غنج المصرية القديمة ، قارن نوحوا/ خنوخ في المصرية القديمة .
ملاحظة ماقراتموه اعلاه بقلم “نسيم مجلي ” الذي نشره مقدمة لكتاب لويس عوض ومعاركة الادبية – وألآن نستعرض الكتاب باقتناء البعض منه والباقي لكم بقرائته كاملا ويتحمل – بي دي أف –
وص 35 –نقرأ العرب قسموا انفسهم الى ولد عدنان و ولد قحطان وفكرة متوارثة بان يعرب بن قحطان أصفى من عروبة نسل عدنان لذا جاء تبويب العرب الى عرب عاربة وهم الجنوبين ومستعربة وهم اهل الشمال وعلماء يعترفون بان عرب الشمال من أجناس غير عربية ثم استعربت أو انهم مولودون من العرب وغير العرب . عرب الشمال ينسبون الى اسماعيل بن ابراهيم وهذا يجعلهم من ابناء عمومة بني اسرائيل او اخوة غير اشقاء . وهذا النسب التقليدي لعرب الشمال يؤيد فكرة الاستعراب لان ابراهيم كان من اور الدويلة الشهيرة في اتلعراق واقام زمنا في حران “وهاجٍرّ” أم اسماعيل كانت من مصر او من الفرما في سيناء على وجه التحديد. وذكر ان موسى ينتمي الى القرن الثالث عشر ق.م .
وص 36 في سفر التكوين 14/19 أن ملك “سالم” في كنعان كان كاهن الآله “آل أليون ” بمعنى العال او العلي وكانت صفته انه صانع ” مالك السموات والارض . وان الهكسوس دخلوا مصر من جهة الشرق في عهد الملك تحتمس وحكموا مصر نحو 153 سنة من 1720 – 1567 ق.م .
وص 39 يذكر عن مانيتيون ان موسى كان معاصرا لخروج ألهكسوس من مصر وهو الذي قادهم خارج مصر ، وأن موسى كان كاهنا مصريا .
وص42 عزيز مصر يوسف بن يعقوب لم يكن سوى ملك الهكسوس أسيس او كرتيوس ساليس الذي ورد ذكره في بردية تورين .
وص 47 الهكسوس ليسوا بني اسرائيل وانما بني اسرائيل كانوا على الارجح قبائل دخلت مصر تحت جناح الهكسوس وعاشت في كنفهم ثم طردت من مصر بعد رحيل الهكسوس بقرون او ربما طردت معهم ايام أحمس.
و51 والذي ادى الى كل هذا الخلط والبلبلة في تحليل قوميات هذه المنطقة وقبائلها ولغاتها هو التمسك بنظريتين عنصريتين مستمدين من أدب التوراة والافستا وهما :-
اولاً : تقسيم البشر الى ساميين وحاميين وآريين كما تقول الافستا ايضا في قصة الطوفان الزرادشتية .
وثانيا: التلازم الدائم بين الجنس او اللغة او بين القومية واللغة فالناطقون بالساميات دائما ساميون ونفس الكلام ينطبق على الاريين والحاميين .
وص 52 المصريين وعامة سكان شمال افريقيا على سبيل المثال ينتمون سلاليا الى عنصر غير عربي ومع ذلك قبلوا اللغة العربية حينما قبلوا ثقافة الاسلام ، بل ان اقباط مصر لم يقبلوا ثقافة الاسلام بل قبلوا اللغة العربية لانها غدت ثقافة مصر القومية .
وص 55 – المخزن البشري العظيم الذي خرج منه عديد من أقوام منطقة الشرق القديم من الالف الثالث ق.م كانت المنطقة المحيطة ببحر قزوين في ميديا عبر جبال القوقاز حتى البحر الاسود . وقد دلت الابحاث التاريخية والاثرية على ان حضارة سومر في جنوب العراق وهي اقدم حضارة هندية اوربية فبتحليل نقوشها وجد العلماء ان اللغة السومرية لغة ميدية سكيذية وهذا يشير الى موجات هجرة بشرية خرجت في اوائل القرن الثالث ق.م من مراعي ميديا في شمال ايران المتاخمة لبحر قزوين .
وص 58 – فاذا كان العلماء الى تحديد مهد الهكسوس قبل هبوطهم على منطقة الشرق القديم ومصر بانه جبال القوقاز ومنطقة بحر قزوين ربما كان الكاسيون في العراق مزيجا منهم فمن حقنا ان نستلخص ان لغتهم كانت ميدية سكيذية وهي احدى فروع المجموعة الهندية الاوربية .
وص60 هؤلاء هم الختي او الحيثيون لغتهم اختلف العلماء في وضعها ومنهم من يرى اختلاطها بالبروتوحيثية وهي لغة سكان الاناضول الاصليين الذين استولت قبائل الختي على بلادهم . ولم تكن اللغة الحيثية هي اللغة الهندو اوربية الوحيدة في الشرق القديم وانما كانت ايضا لغة الحريين في شمال العراق او الارستقراطية الحاكمة فيها المعروفة بالميتاني . وكذلك انحدرت منها لغة كاديا الشائعة في اوراتو القديمة وهي الكلدانية واسنها يخفي وراءه اسم الكرد .
وص91 نقرأ في نظرية المعتزلة بان القران محلوقا وليس قديما وبالتالي فان اللغة ومنها اللغة العربية فانها محلوقة وليس قديمة – ومن ايمان المعتزلة بالعقل انهم قالوا بان الانسان قادر بعقله ان يميز بين الخير و الشر وان يضع شرائعه حتى لو لم يرسل له الله الانبياء.
وص 95 قد كان بعض المعتزلة يرون بان العرب كانت قادرة على معارضة القران لكن الله صرفهم عن فعل ذلك وكان امتناعهم هو المعجزة لانه جعل القران نسيج وحده .
وص 99 نقرأ في اللغة رأي القاضي عبد الجبار يقول مبدأين :-
1.انتماء الكلمة لاكثر من لغة امر وارد وليس يغض من اصالة كلمة في لغة من اللغات.
2.شرعية التجنس بمعنى ان دخول كلمة اجنبية في لغة من اللغات يجعلها جزء لايتجزأ من هذه اللغة .مادامت قد اتبعت قواعد الصرف في مهجرها الجديد .
وص 101 – ان رفض العرب في الدولة العربية امتصاص الاعاجم او تسويتهم بالعرب من حق المواطنة هو الذي أجج روح الشعوبية وألب ابناء الامصار عن العرب فمزقت دولتهم تمزيقا ، ولو اننا اخذنا بنظرية المعتزلة في اللغة لما دخلت اللغة العربية في هذا المأزق الذي شطرها الى لغتين : لغة الكتابة المقدسة – ولغة الكلام الدارجة ولتغيرت حال معاجمنا.
وص106 –القاضي عبدالجبار رفض ان يكون الوحي تعبيرا عن معان قديمة بلغة قديمة قدم الله لان كون القديم قديما يقتضي فيه كونه مختصا بالصفات التي معها يصح ان يفعل مايستحق معه العبادة . فلو كان كلام الله قديما لوجب كونه بهذه الصفات وهذا يوجب إله ثانيا ، وهذا ليس الا رداً على النظريات اللاهوتية التي تساوي في القدم وسائر الصفات بين اللوجوس اي الكلمة وبين الله ..
وقد تنبه القاضي عبد الجبار الى انها مدرسة من جنس تثليث النصارى حيث يساوى الاب والابن والروح القدس غير انها قائمة على الثنائية فقط اي تساوي الله بالكلمة الاب بالروح القدس .
وهل موقع النبي من التنزيل هو موقع الترجمان من كلام الله ؟ أم ان النبي مجرد مبلغ الكلام ثابت جاهز قديم صورة ومضمونا؟ والرد عنده : ان كلام الله لايكون مفيدا للناس إلا اذا بلغهم باللغة التي تواضع عليها الناس وجرت على نحو مخصوص باتفاق الناس .
وص115 لم يذكر العرب او تاريخ المنطقة إلا في الالف الاول قبل الميلاد ونسوا ان العربية لم تدخل عصر التدوين إلا في القرن الرابع الميلادي.
=له تابع ج/3
مايو 2024م