أيلول 2024 – دوﭬر , بريطانيا
المحتويات:
- مقدمة
- التهميش التاريخي
- التهميش التاريخي للكورد
- عصور ما قبل التاريخ
- فترة الالفيات الثلاثة الماضية
- العصر الميلادي
- خاتمة
- ملحق 1: تناقض التهميش التاريخي للكورد مع الدور الحضاري الرائد لكوردستان خلال الالفيات العشرة الماضية
- ملحق 2: تناقض التهميش التاريخي للكورد في العصر الميلادي مع المنجزات الحقيقية للكورد في هذا العصر
(1) مقدمة:
تهدف هذه المقالة إلى دراسة مفهوم التهميش التاريخي بشكل عام والتهميش التاريخي للكورد بشكل خاص، والغوص في تفاصيل عبارة “الكورد قوم بلا تاريخ” المعنونة لهذه المقالة لغرض تأكيدها او نفيها نظرا للإضرار المعنوية الناتجة من استمرار وجود هذا الادعاء في كتب التاريخ والمصادر المعجمية ووسائل النشر المختلفة.
إن التهميش التاريخي هو مصطلح ابتدعه المؤلف لوصف ظاهرة استبعاد أو حذف شعوب معينة من السرديات التاريخية، غالبًا بسبب التحيزات النظامية أو التهميش أو عدم كفاية التوثيق.
لهذه الظاهرة العديد من الاضرار مثل الفهم المشوه للماضي، وتجاهل أو محو لتجارب ومساهمات وهويات الشعوب المقصودة بها.
اما فيما يتعلق بالكورد، فان التهميش التاريخي لهم يعني استبعاد الهوية الكوردية من السرديات التاريخية، وتجاهل او تقليل دورهم في الأحداث والمنجزات التاريخية المهمة ولهذا حين البحث عن دور الكورد في وسائل الاعلام التقليدية لا نجد أي ذكر لهم او في احسن الأحوال يتم اختصار تاريخ الكورد بسرد سلسلة الانتفاضات التي قاموا بها خلال القرنين الماضيين ضد الحكومات المركزية المستعمرة لامتهم.
ينبغي جذب انتباه القارئ بان ذكر الأسماء القومية او العرقية في كتب التاريخ لم يبدأ الا في العصر الميلادي الحاضر لان الأسماء القومية كانت غير موجودة في الفترات السابقة للعصر الحالي: قبل اكتشاف الكتابة في الالف الثالث ق م , عدم وجود الكتابة يعني عدم وجود التاريخ البشري المشبع بالتفاصيل العرقية وغيرها. وخلال الالفيات الثلاثة الماضية ورغم ان الكتابة أصبحت معروفة الا ان الإشارة الي الانتماءات القومية والعرقية كانت غير موجودة او نادرة جدا لان الانتماء الي الدين او الملوك والعوائل الكاريزماتيكية او الحضارات المميزة كانت الصفاة الطاغية لتعريق الدول والحضارات القديمة في هذا العصر.
الدراسة الموجودة في هذه المقالة تمت في مرحلتين: 1
. المرحلة الأولى: تم تقسيم فترة الاثني عشر ألف سنة الماضية منذ الثورة النيوليتية (الزراعية) إلى ثلاثة عصور مميزة لكل منها أسبابها الخاصة في التهميش التاريخي: هذه العصور هي عصر ما قبل التاريخ، عصر الالفيات الثلاثة الماضية، والعصر الحالي.
قرار اعتبار التهميش التاريخي للكورد مؤكدا او مزيفا يتم بعد القيام بتحليل ودراسة كل عصر من العصور الثلاث المذكورة سابقا.
المرحلة الثانية: هنا يتم بحث مجموعتين من الاحداث المناقضة لمفهوم التهميش التاريخي للكورد وهما:
أ. التناقض الموجود بين التهميش التاريخي للكورد وحقيقة أن كوردستان خلال العشرة آلاف سنة الماضية كانت في طليعة العالم الحضارية الامر الذي جعل المؤرخون يشيرون اليها “مهد الحضارات ما قبل التاريخ”.
ب. التناقض الثاني هو بين التهميش التاريخي للكورد وحقيقة الأدوار والأنشطة الفعلية التي قاموا بها الكورد خلال العصر الحالي.
وأخيرا فهنالك سببان دعت لكتابة هذه المقالة . الأول هو استمرار عرض الكورد في الكتب والمنشورات كشعب مجرد من التاريخ والثاني هو التناقض الذي يخلقه هذا الادعاء الظالم مع الواقع الفعلي لكوردستان حين كانت تمثل مهد للحضارات الإنسانية على مدى العشرة آلاف سنة الماضية.
– (2) التهميش التاريخي–
- أسبابها
- الشعوب المقصودة بها
- اضرارها
من النادر أن نجد مجموعة عرقية مجردة تمامًا من التاريخ أو المراجع التاريخية. فالمجتمعات البشرية، بغض النظر عن حجمها أو بروزها، تتمتع بثقافات غنية ومتنوعة تساهم في السرد الأوسع للإنسانية. وحتى المجموعات العرقية الأقل شهرة أو الأصغر حجمًا لعبت أدوارًا مهمة في تشكيل التاريخ بطرقها الفريدة.
ومع ذلك، فإن بعض الجماعات العرقية لديها تاريخ محدود نظرا لتهميشها تاريخيًا، مما يجعل قصصها أقل وضوحًا في الروايات السائدة. وقد تكون هنالك أسباب أخرى للتهميش التاريخي مثل الاعتماد على التقاليد الشفوية لحفظ التراث واحداث الماضي، أو ندرة السجلات المكتوبة، أو العزلة الجغرافية، أو القمع المتعمد لهوياتهم الثقافية.
من المهم أن ندرك أن السجلات التاريخية غالبًا ما تؤكد على روايات المجتمعات الأكثر قوة أو هيمنة، مما يؤدي إلى إهمال المجموعات الأصغر أو المهمشة. يشير مفهوم التهميش التاريخي إلى الانفصال بين اسم المجموعة العرقية والأحداث التاريخية للمنطقة التي تسكنها حيث يصبح اسم شعب المهمش غائبًا عن سجلات الأحداث التاريخية المهمة.
على سبيل المثال، مصطلح “كورد” مألوف لدى الكثيرين، ومع ذلك نادراً ما يرتبط بأي أحداث تاريخية رغم ان الكورد لهم وجود تاريخي قديم جدا حتى يمكن اعتبارهم واحدة من اقدم شعوب العالم لان الأعراق بدأت بالتكوين بسبب الثورة الزراعة وأول نسخة من هذا الحدث حصل في كوردستان في الالف العاشر ق م .
بغض النظر عن الأسباب التي تدفع البعض لوصف أي مجموعة بأنها بلا تاريخ، فإن هذه الأفعال تحمل في طياتها ضررًا أخلاقيًا وفكريًا. غالبًا ما تؤدي هذه الأفعال إلى رفع مجموعة على حساب أخرى دون مبرر، مما يخلق سردًا متحيزًا يقلل بشكل غير عادل من أهمية المجموعة المهمشة.
ان التهميش التاريخي لبعض الشعوب يعكس النظرة الخاطئة للتاريخ كقصص يتم فيها تفضيل إنجازات الشعوب القوية وتجاهل او تقليل أهمية شعوب أخرى اقل قوة او ضعيفة، ولهذا يصبح التاريخ منصة للشعوب المهيمنة تاريخيا!
أسباب ظاهرة التهميش التاريخي
قبل الخوض في ألاسباب الموجودة وراء ظاهرة التهميش التاريخي، من الضروري أولاً إبداء هذه الملاحظات:
- قبل اختراع الكتابة في الألفية الثالثة، لم يكن هناك تاريخ عرقي مسجل لأنه لم تكن هناك مخطوطات كتاببة.
- استمر الوضع المذكور أعلاه حتى بعد اكتشاف الكتابة واستعمالها خلال الألفيات الثلاثة الماضية والسبب هو طغيان الدين وكاريزما الملوك والرؤساء وأسماء المدن المشهورة على الهوية القومية التي تم النظر اليها كشئ ثانوي غير مهم.
- اذن فان استعمال الأسماء العرقية او القومية لم تظهر الا في بداية العصر الميلادي الحالي وصاحبتها ظاهرة التهميش التاريخي للشعوب الضعيفة أو المعزولة لعدد من الأسباب الموضحة أدناه:
الأسباب:
- على مر التاريخ، دأبت القوى والحضارات المهيمنة والحاكمة على توجيه كتابة السرديات التاريخية بشكل يسلط الضوء على إنجازاتها ووجهات نظرها، وغالبًا ما كانت تعمل على تهميش أو استبعاد الجماعات العرقية التي تفتقر إلى القوة السياسية أو الاقتصادية.
- في حالات معينة تفتقر بعض الجماعات العرقية إلى اللغات المكتوبة أو السجلات الموسعة. وبدون توثيق مكتوب، يصبح تتبع تاريخها أكثر صعوبة. وغالبًا ما يرفض المؤرخون التقاليد الشفوية، على الرغم من ثرائها، باعتبارها أقل موثوقية.
- الاضطهاد العرقي او السياسي او الديني والمذابح الجماعية تؤدي أحيانا الي إزالة كل أنواع الأدلة والنصوص في الكتب التاريخية.
- أحيانا يقوم المؤرخون والمعلمون والاساتذه بنشر الادعاءات السلبية بحق الأقليات الامر الذي يؤدي الي تشويه صورتهم امام الرأي العام وتحوير مناهج تدريس التاريخ ضد مصالح أولئك المشمولين بهذه الحملة.
أسماء بعض الشعوب المعرضة للتهميش التاريخي:
- قبائل وشعوب أمريكا.
- السكان الاستراليون الاصلاء (ابوريجين)
- الغجر
- النكسين (داليت) في الهند.
- شعب الاينو في اليابان.
- شعب السامي في اسكندانافيا.
- الكلاش في الباكستان
- الكورد في الشرق الأدنى.
النتائج الاجتماعية والسياسية المترتبة على التهميش التاريخي:
عندما تتعرض مجموعة عرقية إلى التهميش التاريخي، فإن ذلك يؤدي إلى العديد من التحديات والمخاطر التفسيرية. وقد يتعامل العلماء والمؤرخون، وحتى عامة الناس، مع هذا الفراغ بطرق مختلفة، بعضها قد يكون إشكاليًا أو متحيزًا. وفيما يلي بعض التفسيرات والمخاطر المحتملة:
- قد يفترض الآخرون أن المجموعة المعرضة للتهميش التاريخي لم تساهم بشكل كبير في التاريخ أو الحضارة وانها كانت أمية أو تفتقر إلى أشكال متطورة من حفظ السجلات.
- تصنيف المجموعة العرقية المعرضة للتهميش التاريخي بصفات سلبية مثل كونها “بدائية” أو “متخلفة” أو “عديمة الثقافة”.
- . قد يفسر البعض التهميش التاريخي كدليل على أن المجموعة كانت بدوية أو غير متحضرة أو أدنى ثقافيًا من المجموعات الأخرى ذات الوثائق التاريخية الغنية.
- في غياب السجلات التاريخية، قد يتم إنشاء الأساطير والسرديات الخيالية أو فرضها على المجموعة من قبل الغرباء. يمكن أن تصبح هذه السرديات راسخة ويصعب تصحيحها.
- قد يستغل أشخاص آخرون الفجوة التاريخية الناتجة من التهميش التاريخي عن طريق ادراج قصص واساطير وافتراضات مسيئة للمجموعة المهمشة تاريخيا.
- قد يتجاهل العلماء المجموعة المقصودة بالتهميش التاريخي ، مما يؤدي إلى عدم الاعتراف بثقافتهم وإسهاماتهم وفهمهم.
-(3) التهميش التاريخي للكورد–
إن التهميش التاريخي للكورد يعني أن السجلات التاريخية تتجنب او نادراً ما تذكر الكورد فيما يتصل بالأحداث المهمة، ولا يُنسب أي دور على الإطلاق لهذا الشعب في اية مرحلة من مراحل التاريخ البشري. وقد ساهم هذا الغياب الموثق عن التاريخ في اظهار الكورد كشعب مجرد هلامي عديم الوجود رغم ان الاثار الاركيولوجية قد ثبتت بان سكان زاگروس كانوا يمثلون ارقى منطقة في العالم في الالفيات العشرة الماضية والثورة الزراعية ومعبد گوبكلي تبه ومدينة ارينكويو ذي الأربعة عشر طابق تحت الأرض وحضارة سومر دليل دامغ يدحض مفهوم التهميش التاريخي للكورد.
إن القول بأن الكورد لا يملكون سرداً تاريخياً لا يعني بالضرورة أن مصطلح “الكورد” غير موجود في السجلات التاريخية، بل إن الكورد ورد اسمهم في عصور مختلفة بدءاً من توثيقات السومريين في الألفية الثالثة قبل الميلاد ([1]). وقد ورد ذكر هذه الأسماء التاريخية بصورة مجردة وتعميمية، دون ربطها بأحداث تاريخية محددة، مما جعلها رمزية وليس لها أساس من الوقائع أو الروايات الموثقة.
يمكن القول أن إغفال تاريخ الكورد أو عدم تسليط الضوء عليه بشكل كافٍ في المصادر التاريخية التقليدية لا يعني غيابهم عن مسرح الأحداث التاريخية لان تاريخ الكورد قديم جدا كما يثبت ذلك الاثار الاركيولوجية الغزيرة جدا في كوردستان.
أحد الأسباب وراء غياب الإشارات الواضحة لتاريخ الكورد في كتب التاريخ العامة قد يكون بسبب التأثيرات السياسية والثقافية في كتابة التاريخ. فالتاريخ غالبًا ما يُكتب من منظور القوى المهيمنة في تلك الفترات، مما أدى إلى إهمال الأقليات أو الشعوب غير المركزية.
مع ذلك، الدراسات الحديثة والتوسع في علم التاريخ والآثار أثبتا أن الكورد كانوا موجودين عبر العصور المختلفة، وذكرهم في الحضارات القديمة يؤكد أن لديهم إرثًا تاريخيًا طويلًا. كتب المؤرخين العرب والفرس والأتراك في فترات لاحقة تحدثت أيضًا عن الكورد كعنصر مهم في المنطقة، مما يبيّن أن تجاهل تاريخهم في بعض المصادر لا يعني غيابهم، بل ربما هو نتيجة تحيزات تاريخية أو نقص في المصادر المتاحة حينها.
أسباب التهميش التاريخي للكورد
التهميش التاريخي للكورد مقتصر على العصر الميلادي الراهن لان مفهوم القومية والعرق لم يكن موجودا في العصور السابقة للعصر الميلادي كما تم شرح ذلك سابقا.
- الفرس والعرب والأتراك المستعمرين لكوردستان مارسوا سياسة التطهير القومي منذ ان تسلطوا على الحكم وانشؤا امبراطورياتهم. لهذا فمن غير المستغرب ان نجد ذكر اسم الكورد شبه محرم في الكتب التاريخية الصادرة بهذه اللغات الثلاثة.
- فقدان الكورد للادلة المشيرة الي تاريخهم العريق والتي كانت مدونة عن طريق الكتابة المسمارية بعد انهيار الإمبراطورية الميدية. تعليل ذلك هو قيام الجيش اليوناني بحرق وتدمير كل معالم الحضارة في الإمبراطورية الميدية بضمنها الوثائق والكتب. إضافة الي ذلك قام اليوناينون بمحاولة فرض لغتهم ونظام كتابتهم الابجدية على الكورد ولكن لم ينجحوا وضل الكورد في حالة الامية الثقافية اثناء الاستعمار اليوناني. وحين تم انشاء الدولة البارثية لم تتغير الامور لان هؤلاء كانوا قليلي الثقافة لهذا ضل الكورد مهمشين وفاقدين الي وسيلة وجو مساعد لهم لممارسة الكتابة والثقافة. هذه الفترة المظلمة استمرت لغاية انشاء الإمبراطورية الساسانية في القرن الثالث الميلادي وضل الكورد عمليا في حالة امية عامة خلال ستة قرون .
- المؤرخون التابعين للقوميات الفارسية والعربية والتركية كان لهم دورا كبيرا في تهميش الدور الكوردي في تاريخ منطقة الشرق الأدنى.
- الكثير من المؤرخين الغربيين كانوا يعتمدون على المصادر الفارسية او العربية او التركية اثناء الكتابة حول تاريخ الشرق الأدنى لهذا صارت مسألة التهميش التاريخي للكورد معممة.
- عنصرية بعض المؤرخون والعاملون في مجال التعليم من الفرس والعرب والأتراك تنعكس في طريقة عرضهم للامور المتعلقة بالكورد وتاثير ذلك على أسلوب سردهم للتاريخ الكوردي.
- نؤكد بان سجلات الكتاب الفرس والعرب والأتراك التاريخية كانت تمثل وجهة نظرهم الخاصة، متجاهلين دور وأهمية الجماعات العرقية والدينية الأخرى مثل الكورد والمسيحيين والإيزيديين والصابئة وغيرهم من الأقليات.
الاضرار الناتجة من التهميش التاريخي للكورد
لقد أدى التهميش التاريخي للكورد إلى عواقب اجتماعية وسياسية عميقة، سواء داخل مجتمعاتهم أو في نظر العالم الأوسع. وكثيراً ما أدى غياب السجلات التاريخية الشاملة إلى التقليل من شأن مساهمات الكورد في الحضارة أو رفضها تماماً.
في غياب أي دليل موثق على إنجازاتهم السابقة، تم تهميش الشعب الكردي في كثير من الأحيان في السرديات التاريخية، مما أدى إلى تصويرهم على أنهم “متخلفون، وحمير، وبلهاء، وموضع للنكات”.
هذه الصور النمطية السلبية عن الكورد والمتجذرة بعمق في أوساط الرأي العام الفارسية والعربية والتركية لحد اليوم، لم تلطخ سمعة الكورد فحسب، بل بررت أيضًا استبعادهم من الاعتراف السياسي والثقافي، وجعلت مستعمري كردستان يعتبرون اضطهاد الكورد وتعريضهم للتطهير العرقي وجميع أنواع الفظائع أمرًا مفروغًا منه.
وعلاوة على ذلك، ساهم هذا التهميش التاريخي ومحو الكورد من سجلات التاريخ إلى تقويض هويتهم القومية ومكانتهم كشعب عريق.
إن نتيجة هذا الانعدام للتاريخ ليست مجرد فقدان الذاكرة التاريخية بل إضعاف قدرة الكورد على تأكيد مكانتهم الصحيحة في العالم، مما يؤثر على تطلعاتهم الاجتماعية والسياسية الحالية والمستقبلية. ويؤكد هذا الوضع على الحاجة الملحة لاستعادة التاريخ الكوردي والحفاظ عليه.
لا يمكن المبالغة في التأثير المدمر للاستعمار على الكورد على مدى 2300 عام الماضية من ممارسة التهميش التاريخي للكورد.
(5)-التهميش التاريخي للكورد في عصور ما قبل التاريخ–
يشكل غياب السجلات المكتوبة قبل الألفية الثالثة قبل الميلاد تحديًا كبيرًا في تحديد عرقية أولئك الذين شاركوا في الأحداث ما قبل التاريخ.
نظرًا لعدم وجود توثيق مباشر، يعتمد الباحثون بشكل كبير على النتائج الأثرية، مثل الأدوات والفخار وممارسات الدفن، لتجميع حياة هؤلاء الشعوب القديمة. ومع ذلك، لا تقدم هذه القطع الأثرية سوى صورة جزئية، وغالبًا ما تفتقر إلى التفاصيل الثقافية أو اللغوية اللازمة لتحديد مجموعات عرقية معينة بالطريقة التي قد يفعلها العلماء المعاصرون.
ونتيجة لذلك، تظل الهويات العرقية للسكان ما قبل التاريخ تخمينية إلى حد كبير، وتتشكل من خلال تفسير الثقافة المادية بدلاً من الأدلة التاريخية الواضحة.
وعليه , فان الاعتماد على الأدلة غير المباشرة التي تمت الإشارة اليها يعني أن فهمنا ومعرفتنا بالهوية العرقية للشعوب ما قبل التاريخ هو فرضية متعلمة في أفضل الأحوال وخاضعة للمراجعة في حالة حصول اكتشافات اركيولوجية جديدة.
لهذا فإن تعقيدات تلك المجتمعات المبكرة وندرة الاثار الاركيولوجية تجعل التوصل إلى استنتاجات قاطعة بخصوص الهوية العرقية امرا مستحيلا.
ونتيجة لذلك، يبقى تاريخ الأعراق في عصور ما قبل الألفية الثالثة قبل الميلاد، بما في ذلك تاريخ الكورد خلال تلك الفترة، غامضًا وغير مؤكد، وتعتمد معرفتنا به على التخمينات التي تفتقر إلى الدقة، مما يجعل الوصول إلى حقائق قاطعة حوله أمرًا صعبًا.
اذن كل شعوب العالم مهمشة تاريخيا في العصور السابقة لعصر اكتشاف الكتابة في الالف الثالث ق م لانه بدون كتابة لا يوجد تاريخ بشري فقط ثقافات منطقوية.
(6)- التهميش التاريخي للكورد خلال الالفيات الثلاثة السابقة –
تمثل الألفية الثالثة قبل الميلاد لحظة محورية في التاريخ بسبب اختراع الكتابة، مما أتاح نظريًا انعكاسًا أوضح للوضع العرقي في تلك الحقبة.
واحدة من اهم الفوائد الناتجة من اختراع الكتابة كان في توثيق الوقائع التأريخية بدقة بحيث أصبح بالإمكان تسجيل الاحداث والاسماء والتواريخ والأماكن والشعوب …الخ.
رغم ان هذه التطورات كانت قادرة على اظهار الجغرافية العرقية في تلك الفترة, الا ان الواقع يشير الي العكس! فقد تم خلال هذه الفترة تهميش المظاهر الدالة على الهوية العرقية إلى حد كبير، بينما تم التركيز على المظاهر المؤكدة للانتماء الديني او الانتماء الي الملوك والعوائل الكاريزماتيكية او المدن الشهيرة.
كانت المظاهر العرقية تلعب دورًا ثانويًا في التطورات التاريخية للأحداث لان المشهد السياسي للوقائع كان يحدده القادة الكاريزماتيون والمدن القوية والحروب. في العصور القديمة، كان الناس يرتبطون بشكل وثيق بالحكام والمعتقدات الدينية والطبقات الاجتماعية والانتماءات الإقليمية على حساب اهمال الانتماءات القومية او العرقية.
مثلا، تبنت الممالك والإمبراطوريات الاتية أسماء تشير الي المدن او الدين او المعتقدات النبيلة مثل الانسان النقي والرجولة: الآشوريين والبابليين والمصريين والكاسيين واللولبيين والعيلامين والميديين و،…الخ.
على الرغم من استمرارية المظاهر الحضارية خلال الالفيات الثلاثة السابقة للعصر الميلادي، إلا أن العرقية لم تكن تُعتبر مفهوماً مركزياً في خطاب العديد من المجتمعات القديمة.
في عصور ما قبل التاريخ، كانت أفكار “الأمة” و”العرقية” مختلفة تمامًا عن التعريفات المعاصرة. لم تكن العرقية مرتبطة بالدول، أو المدن أو الشعوب أو الجيوش أو الأديان كما هي اليوم. ونتيجة لذلك، لم يتم الاعتراف بالتاريخ العرقي أو التعبير عنه بشكل منتظم عبر العصور المختلفة حتى الأزمنة الحديثة.
رغم وجود المشاعر بالانتماء القومي او العرقي في كل الأزمنة , الا ان هذه المشاعر لم يتم ترجمتها الي الواقع السياسي اما بسبب اختلاف النظرة المجتمعية لهذا المفهوم مقارنة بالمفهوم الحالي او بسبب تهميش الانتماءات العرقية.
بناء على ما ذكر أعلاه فمن البديهي الاستنتاج بان استبعاد اسم الكورد من سجلات الالفيات الثلاثة الماضية لم يكن يستهدف هذا الشعب على وجه التحديد بل كل شعوب العالم كانت مهمشة تاريخيا على حساب الانتماءات الأخرى السابق ذكرها، فقد كانت النصوص القديمة خالية تقريبًا من التسمية العرقية.
(7)-التهميش التاريخي للكورد خلال العصر الميلادي الراهن –
العصر الراهن دشن بداية ظهور دور القوميات او الأعراق في كتب التاريخ ولهذا برزت ظاهرة التهميش التاريخي للأقليات وتضخيم التاريخ للقوميات المتسلطة على زمام الامور.
السبب الرئيسي وراء التهميش التاريخي للكورد في العصر الراهن هو سياسات الدول التي استعمرت كوردستان، بالإضافة إلى الكراهية العنصرية التي يحملها الكثير من كتابهم تجاه الكورد. لهذا السبب، يتجنبون ذكر أي شيء يتعلق بالتاريخ الكوردي ويحاولون عرقلة أي محاولات للإشارة إلى هذا التاريخ.
لذلك، فإن أساس الاعتقاد السائد بعدم وجود تاريخ للكورد عائد لخلو الكتب والمطبوعات من أي ذكر للتاريخ الكوردي! تعليل ذلك هوان السجلات التاريخية الخاصة بالشرق الأدنى وخصوصا السجلات الكوردية كانت تدار تحت هيمنة السلطات الاستعمارية الممثلة للفرس والعرب والأتراك.
ان هذا النوع من الكتابة القسرية والمتحيزة للتاريخ غير صحيح ومرفوض تمامًا، لأنه ينكر إسهامات 50 مليون كردي في عمليات تطوير وبناء الشرق الأدنى.
تقسيم كردستان إلى أربعة أجزاء في القرن العشرين لم يقتصر على تجزئة الوطن الكوردي، بل أدى أيضًا إلى تهميش هويتهم وتاريخهم. هذا التقسيم أخضع الكورد لقمع اجتماعي واقتصادي وعسكري شديد، وخفضهم إلى مرتبة المنبوذين، وفرض عليهم لغة وتاريخ وحكم وادعاءات العرب والفرس والأتراك.
هذه السياسات العنصرية الممنهجة صارت كفيلة في تجريد الكورد من حاضرهم وحتى ماضيهم باستثناء الإشارة التهكمية الي اقتصار تاريخ الكورد بانتفاضاتهم “الانفصالية” ضد السلطات المركزية خلال القرنين الماضيين.
وللختام، فإن التاريخ الكوردي في العصر الحالي لا يزال غير مدون في الكتب والوثائق بسبب منعه من النشر من قبل سلطات الدول المستعمرة لكوردستان.
(8)-الخاتمة–
- حصلت تغييرات كبيرة لظاهرة التأكيد على النسب العرقي للشعوب على مر التاريخ.
ففي العصور السابقة لعصر اكتشاف الكتابة، كان سبب غياب ذكر أسماء الشعوب في التاريخ هو عدم وجود الكتابة أي عدم وجود التاريخ البشري. فقدان الكتابة جعل من المستحيل توثيق دور الجماعات العرقية في الأحداث التاريخية.
وخلال الألفيات الثلاثة الماضية ومع ظهور الكتابة , لم يتسنى اظهارالانتماءات العرقية بسبب تهميشها نظرا لطغيان الانتماءات الدينية والزعامات الكاريزمية والمدن القوية إلى حد كبير على الانتماءات العرقية.
لهذا لم يبدأ الاعتراف بدور الجماعات العرقية في السرديات التاريخية إلا في العصر الحالي. ومن عجيب المفارقات أنه على الرغم من هذا التحول، ظل الكورد مستبعدين، لان وضعهم الجيولوليتيكي المستعمر من قبل الفرس والعرب والأتراك كان يحرم اظهار دورهم ونشاطاتهم في كتب التاريخ.
- وفي نهاية المطاف، يمكن الاستنتاج بان الادعاء بتجرد الكورد من التاريخ هو ادعاء كاذب لانه فرض بشكل قسري من قبل الفرس والعرب والأتراك على الكورد.
- في الملحقين الموجودين في الصفحات القادمة هنالك حدثين مناقضتين لفكرة التهميش التاريخي للكورد:
- الدور الرائد لكوردستان كمهد للحضارات الإنسانية خلال الالفيات العشرة الماضية.
- الدور الفعال للكورد في أمور الا مبراطوريات التي أنشأت في العصر الميلادي الراهن.
هذين الحدثين يؤكدان الدور الكوردي الفعال قبل وبعد انهيار امبراطورية ميديا وسقوط كوردستان تحت نير المستمرون المحليون.
ملحق 1: تناقض التهميش التاريخي للكورد مع الدور الحضاري الرائد لكوردستان خلال الالفيات العشرة الماضية–
الكورد، الذين يعود أصلهم إلى منطقة زاگروسيا القديمة، التي كانت تمتد على مساحات واسعة من الهضاب الأناضولية والإيرانية، مرتبطون بشكل وثيق بتكوين الحضارات خلال الالفيات العشرة الماضية ولهذا اطلعت “مهد حضارات ما قبل التاريخ”. لهذا فان لوجودهم على مدى ألاف السنين في هذه المنطقة الفائقة الأهمية التاريخية يثبت الدور الحاسم الذي لعبوه في عملية التطور الحضاري المبكر للبشرية. وعليه، فانه من المضحك والسخيف اتهام الكورد بعبارة “الشعب المجرد من أي ارث تاريخي”.
النصان التاليان يهدفان إلى إثبات أن كردستان كانت مهد الحضارات ما قبل التاريخ:
كانت هضبة الأناضول وهضبة إيران مهد الحضارات ما قبل التاريخ–
غالبًا ما يُنظر إلى هضبة الأناضول وهضبة إيران على أنها مهد الحضارة ما قبل التاريخ نظرًا لمساهماتها الكبيرة في التنمية البشرية المبكرة على مدى العشرة آلاف عام الماضية.
كانت هذه المناطق محورية في الثورة الزراعية، حيث انتقل البشر من أنماط الحياة البدوية إلى المجتمعات الزراعية المستقرة. حينئذ, ساعدت وجود الأراضي الخصبة في هذه المناطق الي ابتكار تدجين النباتات والحيوانات، مما مكن من ظهور مستوطنات دائمة مثل جاتال هويوك في الأناضول وسوسا في إيران.
من جانب اخر فان موقع هذين الهضبتين الجغرافي الاستراتيجي – بين بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام والقوقاز وآسيا الوسطى قد ساعد في نمو التبادلات التجارية والثقافية وانتشار التكنولوجيا.
كانت هذه الهضاب أيضًا في طليعة الابتكارات التكنولوجية المبكرة، بما في ذلك الفخار والمعادن والهندسة المعمارية، والتي أرست الأساس للمجتمعات المتطورة مثل تلك المرتبطة بالمؤسسة الدينية (گوبكلي تبه) وكذلك الحال في منطقة عيلام واللذان سلطا الأضواء على الهياكل الاجتماعية والدينية والسياسية المتقدمة.
ان اهم النتائج المنبثقة من التطورات الثقافية والتكنولوجية في هضبتي الاناضول وإيران كان ظهور الإمبراطوريات العظيمة اللاحقة مثل الهيتيت وميديا وسومر، مما عزز لقب “مهد الحضارة ما قبل التاريخ” لهاتين الهضبتين.
أدلة تثبت ان زاگروسيا (كردستان ما قبل التاريخ) كانت تغطي الجزء الأكبر من هضبتي الأناضول وإيران.
- الاستمرارية الجغرافية والبيئية والتجارية والدينية والاجتماعية والثقافية لهذه المنطقتين.
- حقيقة وجود كردستان في العصر الحالي ممتدة في الهضبتين المشار اليهما، من شأنه أن يعكس نفس التواجد الجغرافي في عصور ما قبل التاريخ.
- أصالة الكورد في وطنهم كردستان يمكن اثباتها من خلال غياب أي بقعة تحمل اسم كورستان خارج حدود اناضوليا وايران.
- فقدان أي دليل يثبت وجود مجموعات قومية او عرقية اصيلة غير الكورد في هضبتي اناضوليا وايران هو دليل دامغ على اصالة الكورد في هذه المنطقة.
- عدم وجود اية مطاليب من اية مجموعات عرقية او قومية غير الكورد بان وطنهم الام هو كوردستان هو دليل ظمني على الهوية العرقية الكوردية لهذه المنطقة.
- تاريخيًا، امتدت إمبراطوريتا ميديان وعيلام من بحر إيجة إلى مضيق هرمز من القرن الثامن قبل الميلاد إلى نهاية القرن الرابع قبل الميلاد. لم يكن من الممكن أن يستمر هذا الوجود الذي دام قرونًا لهاتين الإمبراطوريتين الكورديتين لولا هيمنة الاستيطان الكردي على هضبة الأناضول وهضبة إيران.
ملحق 2: التهميش التاريخي للكورد في العصر الميلادي يتناقض بشكل واضح مع إنجازاتهم الفعلية
ان التهميش التاريخي للكورد في العصر الحالي هو عمل عنصري متخلف ونابع من سياسات المحو العنصري المتبعة من قبل العرب والفرس والأتراك منذ سقوط الإمبراطورية الميدية سنة 331 ق م .
تهميش دور الكورد التاريخي هو عمل مناقض للدور الذي لعبه الكورد في تشكيل النسيج السياسي والثقافي والفني والديني والفلسفي والرياضي والعلمي على مدى الألفي عام الماضية.
خلال العصر الميلادي الحالي, قدم الكورد مساهمات كبيرة في مختلف مجالات الحياة حيث ساهموا مع القوميات الأخرى في بناء الإمبراطوريات والدول التي ظهرت في العصر الحالي في الشرق الأدنى وظهر منهم بشكل مستمر أنواع الحرفيين، والعلماء، والزعماء والفنانين والرياضيين. عدد ضخم من مشاهير الشرق الأدنى هم من أصول كوردية.
مع ذلك، فقد تم تجاهل تأثيرهم ودورهم المميز في حضارة الشرق الأدنى وإظهار قادتهم ومبدعيهم بشكل خاطئ على أنهم عرب أو فرس أو أتراك، مما أدى إلى محو هويتهم الحقيقية وتقليص مساهماتهم، وتقليص او محو تاريخهم الغني وحولهم الي شعب هلامي لا وجود له.
إن الإغفال المتعمد للإنجازات الكوردية في كتب التاريخ يتناقض مع الحقيقة، ويمحو ثقافة نابضة بالحياة وغنية. ويعمل هذا التشويه كأداة للقمع من قبل المستعمرين الذين يسعون إلى نزع الشرعية عن الهوية الكوردية.
الطريقة التي استعملت لدحض ادعاء ان الكورد بلا تاريخ هو في عرض جزء من مظاهر النشاط الكوردي في العصر الحالي والمتمثل في أسماء المشاهير الكوردية وأسماء الامارات الكوردية المستقلة والمدن المهمة وكذلك الدور المميز للكورد في تطوير الفكر والممارسة الدينية.
الدور الذي لعبه الأكراد في الدين خلال العصر الحالي:
إن الادعاء بأن الأكراد لا يمتلكون سجلا تاريخياً هو ادعاء زائف بشكل قاطع عندما ننظر إلى الدور المهم الذي لعبه الأكراد في تشكيل المشهد الديني والثقافي في الشرق الأوسط.
وبعيداً عن كونهم خالين من التأثير التاريخي، فقد ساهم الأكراد بشكل كبير في تطوير التقاليد الدينية الرئيسية على مر القرون. فالزرادشتية، وهي واحدة من أقدم الديانات التوحيدية، نشأت في مناطق متأثرة بالأكراد وتركت علامة لا تمحى على التراث الروحي للمنطقة.
وعلاوة على ذلك، فإن أنظمة المعتقدات المتميزة لليزيدية واليارسانية، والتي تتجذر بعمق في الهوية الكردية، تعرض تقاليدها الروحية الغنية.
كما لعب الأكراد دوراً فعالاً في نشر التصوف، وخاصة من خلال الطرق القادرية والنقشبندية، مما أضاف بعداً روحياً عميقاً للإسلام.
ويمتد نفوذهم إلى كل من الطوائف السنية والشيعية في الإسلام، فضلاً عن العلويين، مما يؤكد على تنوعهم الديني.
وتؤكد هذه المساهمات بوضوح الدور المحوري الذي يلعبه الأكراد في تاريخ الشرق الأوسط.
بعض من مشاهير الكورد:
إن ظهور العديد من المشاهير الأكراد في السياسة والأدب والفنون في مختلف أنحاء الشرق الأدنى يتحدى الرواية القائلة بأن الأكراد “لا تاريخ لهم”. إن مساهماتهم في الثقافة والمجتمع الإقليميين تظهر حضوراً تاريخياً غنياً، مما يتعارض مع الادعاءات بأن الأكراد يفتقرون إلى هوية تاريخية مميزة أو أهمية في العصر الحديث.
جابان الكوردي
بابا طاهر همداني أبو مسلم الخراساني احمد شوقي جميل صدقي الزهاوي معروف الرصافي مصطفى جواد صلاح الدين الايوبي عبد القادر الكيلاني رضا علي كريم خان الزندي قاسم امين |
ابن الاثير
ابن خلكان حسين قولي خان احمدي خاني عبيد الله النهري بدر خان محمود الحفيد عادلة خانم قيم خير مصطفى البارزاني جلال الطالباني خالد بكداش يلماز غينيه نجاة الصغيرة |
عبد الله اوجلان
عزيز الحاج فخري كريم حبيب محمد كريم منيربشير نصير شمه عبد الكريم قاسم عزيز محمد حسني الزعيم بكر صدقي فاضل برواري جيكر خوين إبراهيم طاطليس كمال جنبلاط |
امارات كوردية مستقلة:
إن ادعاء “عدم وجود تاريخ” للأكراد لا أساس له من الصحة، ذلك أن ظهور العديد من المناطق الكردية المستقلة يؤكد على القومية المتجذرة. وهذا لا يسلط الضوء فقط على الهوية الثقافية المتميزة للأكراد، بل وأيضاً على تطلعاتهم السياسية المتطورة. ويؤكد استقلالهم على الوعي الجيوسياسي، حيث يتعامل الأكراد بمهارة مع الديناميكيات الإقليمية المعقدة والتأثيرات الخارجية من الدول المجاورة، مؤكدين بذلك حضورهم التاريخي والمعاصر.
- منطقة جزرة المستقلة في عام 360 م. كانت محصنة بشدة، ويحرسها ثلاثة فيالق وقوة كبيرة من الرماة الأكراد.
- منطقة الموصل المستقلة: ترأسها مير جعفر في عام 838.
- في عام 934، تأسست سلالة البويهيين الديلميين، والتي احتلت فيما بعد معظم إيران والعراق الحاليين. خلال فترة حكم هذه السلالة، ثبت الزعيم والحاكم الكردي بدر بن حسنويه نفسه كواحد من أهم الأمراء في ذلك الوقت.[126]
- كانت السلالة الأيوبية سلالة مسلمة من أصل كردي، أسسها صلاح الدين.
- امارة الشداديون (951-1174) أجزاء من أرمينيا وأران.
- امارة الرواديد (955-1221) كانوا من أصل عربي، ثم تحولوا إلى الأكراد[130] وحكموا أذربيجان.
- امارة الحسنويون (959-1015) غرب إيران وبلاد ما بين النهرين العليا.
- امارة المروانيون (990-1096) شرق الأناضول.
- امارة الأنازيديون (990-1117) غرب إيران وبلاد ما بين النهرين العليا (خلفوا الحسنويين).
10.امارة الهزارة (1148-1424) جنوب غرب إيران.
- امارة الأيوبيون (1171-1341) مصر وسوريا وبلاد ما بين النهرين العليا والحجاز واليمن وأجزاء من جنوب شرق الأناضول.
مدن تاريخية كوردية مهمة:
إن ادعاء عدم وجود تاريخ كردي هو ادعاء زائف، حيث تعكس المدن التي بناها الأكراد إرثًا تاريخيًا غنيًا. تحافظ هذه المدن على التقاليد القديمة، وتثبت قدرتها على الصمود، وكانت بمثابة مراكز ثقافية وفكرية لفترة طويلة. من خلال الفن والأدب والهوية، تجسد هذه المدن الارتباط العميق للشعب الكردي بتاريخه وتراثه.
- أربيل (هولير)،
- ديار بكر (آمد)،
- ماردين،
- القامشلي (قامشلو)،
- سنندج (سين)،
- السليمانية (السليمانية)،
- كركوك،
- همدان
- شوش
- اورمية
- كرمنشاه
- عيلام
القلاع التاريخية الكوردية:
إن ادعاء عدم وجود تاريخ كردي لا أساس له من الصحة، حيث تقف القلاع الكردية كدليل قوي على إرث تاريخي غني. وتسلط هذه القلاع، التي تخدم أغراضًا عسكرية وثقافية، الضوء على قرون من المرونة والخبرة المعمارية الكردية. وهي تعكس سعيًا عميق الجذور للاستقلال والهوية الثقافية الدائمة التي تمتد عبر التاريخ.
- قلعة حسن كيف
- قلعة نهر ريزان
- قلية خاني (بيتليس)
- قلعة العمادية
- قلعة عكا
- قلعة بيرانشهر
- قلعة الرقة
- قلعة زاكسو
- أربيل
- كركوك
ملاحظة:
يمكن قراءة النسخة الاصلية المفصلة لهذه المقالة بعنوان (Kurdish Historylessness Explained) في الرابط الاتي:
https://sabah–dara.com/articles
[1] قائمة بالاسماء التاريخية الكوردية
- كور استعمل من قبل السومريون وبعدهم الميتانيون
- كارداي
- كورديوم
- كيرتا
- كورك
- كوتي
- كارادا
- كورتي
- كوردا
- كاردوخوي
- اكراد
- باكاردي