أسباب تجعل القادة يفشلون في القيادة  ….؟ الحقيقية- إعداد زيد حلمي

في الماضي القريب، شهدنا سقوطاً علنياً لقادة من كل مجالات الأخبار تقريباً ـ الأعمال والسياسة والدين والرياضة. ولكن بغض النظر عن القطاع أو التخصص الذي ينتمي إليه هؤلاء القادة، فإن المسافة بين القائد المحبوب والقائد الفاشل المكروه أصغر مما نتصور. فالقيادة علم وفن في نفس الوقت يتطوران باستمرار. ولكي تكون قائداً جيداً، فإن الأمر يتطلب تحفيز نفسك ومراقبتها وتطويرها من خلال المشاركة العملية النشطة في مؤسستك. ولتجنب الفشل في القيادة، انتبه إلى هذه السلوكيات التي قد تعمل كعلامة تحذير.
وإن القادة عادة ما يحظون بالثناء على قدرتهم على “التفكير الكبير”. ولكن خطر الفشل يتسلل إليهم عندما يتحول تركيزهم ويبدأون فجأة في التفكير في أشياء صغيرة . وإن القادة الجيدين هم أولئك الذين يستطيعون تفويض المهام والتأكد من أن كل فرد في فريقهم يتعلم وينمو ويواجه التحديات. وعندما يبدأ القادة في القيام بالعمل الذي ينبغي لهم تفويضه لموظفيهم، فإنهم ينتهي بهم الأمر إلى إيذاء أنفسهم. فهم ينشغلون بالتفاصيل التي من الأفضل تركها لفريقهم، وبالتالي ينشغلون بالمهام الدقيقة والتافهة. ونتيجة لهذا، يشعرون بالتوتر لأنهم مثقلون بالعمل ويشعر موظفوهم بالعجز والملل ويبحثون عن عمل في مكان آخر. ثق في الأشخاص من حولك والفريق الذي وظفته لإنجاز المهمة.وهنالك  ضعف التواصل عندما لا يكون القادة على دراية بالغرض الذي يسعون إلى تحقيقه فإنهم غالباً ما يخفون ارتباكهم وعدم يقينهم في التواصل الغامض. إن الوضوح الأساسي للغرض هو نقطة البداية لكل تواصل فعال. بعبارة أخرى، يحتاج القادة إلى الإيمان بالغرض. كما يرتكب القادة خطأ الاعتقاد بأن أتباعهم يدركون أهدافهم تلقائياً ويعرفون ما يريدون دون أن يُقال لهم. إذا كنت تريد قيادة فريق، فسوف تضطر إلى التواصل معهم باستمرار والتأكد من أنهم جميعاً على علم بما يدركون .
وهنا نقطة أخرى هو  الخوف من الفشل
إن النجاحات السابقة تخلق ضغوطاً على القادة، إلى الحد الذي قد يدفعهم إلى أن يصبحوا سلبيين ويتوقفوا عن المخاطرة بسبب الخوف من الفشل. إن القيادة الحكيمة لا تخاطر أبداً بالمخاطر المتهورة التي قد تؤدي إلى تدمير ما تم تحقيقه، ولكنها لا تصاب بالشلل بسبب الخوف أيضاً. إن القادة يسعون إلى الحصول على المشورة من فريقهم، مستعينين بمعرفتهم الخاصة، ثم يخوضون مخاطرات محسوبة لدفع المنظمة إلى الأمام.
وأما  الأخلاق المشكوك فيها
فان المبدأ الأعلى للقيادة هو النزاهة. وعندما تتوقف النزاهة عن كونها أولوية قصوى لدى القائد، فإنك بذلك تتنازل عن أخلاقياتك وتحاول تبريرها. ومن الضروري لقيادتك أن تخضع حياتك وعملك باستمرار لأعلى درجات التدقيق.
  وكذلك هنا غالبًا ما يقع القادة في فخ محاولة إرضاء الجميع وتكوين صداقات مع زملاء العمل. هذه الاستراتيجية غير فعّالة وقد تأتي بنتائج عكسية. عليك أن تتراجع خطوة إلى الوراء وتنظر إلى نقاط ضعف فريقك وتتحدث معهم حول ما يمكنهم تحسينه. إذا كان كل ما تفعله هو مجاملة الجميع، فأنت تقدم لهم خدمة سيئة. من ناحية أخرى، يجب أن تتقبل انتقادات فريقك. قد لا تكون بعض تكتيكات القيادة الخاصة بك هي الأفضل للمجموعة وعليك أن تعرف ذلك.
وأخيرًا، لا يكفي أن نوجه النقد ونتلقى النقد. فالقادة الذين يفشلون في العمل على التطوير الشخصي، أو لا يأخذونه على محمل الجد، يضعون أنفسهم في مواجهة الفشل. لذا، اتخذ الإجراءات اللازمة واعمل على تحسين مهاراتك التي تحتاج إلى تحسين، وافعل الشيء نفسه مع فريقك. وبدلاً من التركيز على نقاط ضعف الموظفين، ينبغي للقائد أن يبني على نقاط القوة والقدرات الفردية ويعززها.
وإن فهم هذه العلامات التحذيرية وكيفية تجنبها، وكذلك إدارة نفسك من خلالها، هي خطوة مهمة لتصبح قائدًا ناجحًا ومتكاملًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *