تعقيب على مقال الاستاذ هشام عقراوي  –  عبد الرسول علي المندلاوي  

في مقال نشره الاستاذ هشام عقراوي مشكورا بتاريخ 2 / 11 / 2024  وبعنوان ( الكورد  و ” وعد نتانياهو ” اليهودي الاسرائيلي كوعد ” بلفور ” البريطاني ) اشار فيه الى ضرورة ان ينتبه الكورد الى وعود و عهود تصدر من دول تمني الكورد بتاسيس دولة كما حصل لليهود في تاسيس دولة اسرائيل استنادا الى الوعد الذي صدرعن وزير الخارجية البريطاني ” بلفور ” كما اشار السيد “عقراوي ” الى مكامن الخطرالذي يحيق بالامة الكوردية ، وان يعتمد الشعب الكوردي على نفسه لتحقيق طموحات الكورد دون الاعتماد على هذا وذاك ، وقد اثبتت الواقع والايام ان الشعب الكوردي كان وسيبقى معتمدا على نفسه ، وهذا ما اثبتته التضحيات الجسام التي قدمها منذ مئات السنين في نيل حقوقها حالها حال الامم الاخرى .. ولكن تعالوا وانظروا على ما يحصل للكورد من ظلم وظلمات تنطبق عليه من كل جانب ، ونرى الشوفينيين يحاولون بكل قوة طمس كل نقطة مضيئة في تاريخ هذا الشعب واختلاق كل ما يسيء اليه ماضيا و حاضرا .. وبدعم مادي و معنوي من دول لها تاثيرها على الساحة الدولية .. والدليل هو ما اظهرت بوادر تاسيس كيان كوردي اسوة بشعوب العالم حتى وقفت دول عديدة حائلا ضد هذا القرار الذي اقرته معاهدة ” سيفر ” ليتم وضع الشعب الكوردي تحت رحمة انظمة عرفت بسياساتها  الشوفينية ضد الكورد الذي لم يحصل على ابسط الحقوق ، وان اقصى ما حصل عليه هو اعطائهم ما يشبه الحكم الذاتي في مناطقهم لتضليل الراي العام العالمي دون ان يتمتع صاحب هذا الحكم الذاتي برسم السياسة او الاشتراك في الحكم ولا في توجهات الدولة المختلفة لانه غير مؤتمن على الدولة ليكون وضعهم مثل وضع عرب فلسطين تحت الحكم الاسرائيلي ، ثم توجوا هذا القرار اي الحكم الذاتي الى تهجير الكورد بشكل همجي من مناطق سكنهم واحراق مزارعهم لتغيير ديمغرافية المنطقة التي يسكنها الكورد منذ مئات السنين  ، وكما واضح للقاضي و الداني  ، هذا من جانب ومن جانب اخر ، هو الصراع الكوردي الكوردي الذي بدا ينشب بسبب الخلافات بين الاحزاب الكوردية التي غادرت مبادئ الشرف و القومية والتنكر لها جملة وتفصيلا لبصل الى حالة الصدام المسلح التي سالت فيه دماء غزيرة و الهدف هو لتحقيق  المصالح الشخصية و الحصول على مكاسب و المغانم الذي الحق الاذى بمسيرة الثورة ، لانها فسحت المجال للناقمين على الكورد لتمرير سياساتهم الشوفينية التي توقفت في وقت معين عقب سقوط النظام الصدامي ليتم العمل مجددا بسياسة التعريب في مناطق كوردستان والسيطرة اداريا على المؤسسات الحكومية وايقاف تنفيذ القرارات و القوانين التي اكدت على اعادة الحقوق للكورد الذين تم تهجيرهم من مناطق سكنهم  ، وكل هذا يحصل بشكل منظم ، والمدعين كذبا بالدفاع عن الكورد يقفون موقف المتفرج دون ان يحركوا ساكنا عن كل ما يحصل ، حتى ان احد اعضاء البرلمان العراقي صرح ان الكورد كانوا وسيبقون مواطنين من الدرجة الثانية مما حدا باحد افراد حماية النائب الثاني لرئيس البرلمان الى الاعتراض على هذا الكلام و الاشتباك معه ، فاذا كان هذا هو واقع الشعب الكوردي فماذا عساه ان يفعل ، اليس من حقه ان يلجا هنا او هناك من اجل ضمان شيء من حقوقه المسلوبة   وهناك مثل يقول ان الغريق يتمسك بالقشه من اجل انقاذ نفسه من الغرق ، لانه لا احد يهرع لمساعدته في النجاة  او يضطر التشبث بارخى الجبال في سبيل عبور مرحلة الاحباط وتغيير الواقع المزري الذي يعيشه .. واخيرا فان على الشعب الكوردي التوجه برامج وانشطة تستنهض روح الاندفاع و المثابرة وتثير الرغبات لبناء الذات بكل ابعادها ، وتبني القدرات لتلبية مستلزمات التطور في المجتمع الكوردي ومواكبة المتغيرات التي تحصل .. مع فائق الشكر الى الاستاذ هشام عقراوي    .

2 Comments on “ تعقيب على مقال الاستاذ هشام عقراوي  –  عبد الرسول علي المندلاوي  ”

  1. الاخ الكريم و الفاضل عبدالرسول المندلاوي المحترم
    بداية أشكر تعقيبكم على الموضوع و أتفق على ما تفضلت و كما تعلم فلا يمكن التوغل في التفاصيل عند كتابة المواضيع مع ضرورتها.
    أخي العزيز : الكورد كما تفضلت يعيشون في جغرافية صعبة جدا و معادلة الكورد لا تشبة أبدا أية معادلة أخرى في العالم فهي لا تشبة أسرائيل كون أسرائيل لديها دعم مضمون من مجموعة دول مستعدة حتى أن تقاتل من أجل بقائها. و لا تشبة معادلة كوسوفو و لا البوسنة التي كانت الدول الاوربية و حتى أمريكا تدعمهم حتى عسكريا و أعترفوا بهما كدول مستقلة لابل هم شجعوهما على الاستقلال من أجل تقسيم يوغسلافيا، و لا معادلة أوكرانيا التي نرى أوربا و أمريكا تدعمها بكل شئ و لهذا تستطيع الاستمرار في الحرب و ما أن جاء ترامب الى السلطة حتى بدأت أوربا تخاف كثيرا من سحب الدعم الامريكي و التي قد تصبح بداية هزيمة أوكرانيا. كما أن المعادلة الكوردية لا تشبة حتى معادلة فيتنام او كوبا حيث حلف وارشوا القديم كان يدعمهما بشكل مباشر.
    تركيا و أيران و العراق و سوريا يستطيعون بتنازل بسيط سحب البساط من أية ثورة كوردية. ما جرى في 16 أكتوبر حول كركوك ايام الاستفتاء هو مثال أخر على سحب أمريكا لدعمها للكورد في العراق على الرغم من حجم التعاون الكوردي مع أمريكا. عندها أعادت العراق أحتلال حوالي نصف أراضي اقليم كوردستان و أمريكا و العالم يتفرج على الرغم من أن الحشد الشعبي الموالي لايران هو الذي قام بالهجوم و التحرك نحو كركوك و لكن أمريكا و قفت مكتوفة الايدي ليس بسبب العراق فقط و لكن بسبب تركيا التي أنزعجت كثيرا من خطوة الاستفتاء و بهذه الخطوة أنهت أمريكا و تركيا و العراق و أيران حلم تحول أقليم كوردستان الى دولة.
    غربي كوردستان هذه الايام لا يختلف أبدا عن أقليم كوردستان 2016 فمن الممكن أن تنسحب أمريكا من سوريا بكل بساطة في حالة قامت تركيا بأنهاء دعمها لداعش و للفصائل الاسلامية المعادية لامريكا. و اسرائيل لا تستطيع حماية أقليم غربي كوردستان أبدا. حيث أنها تنهمك في حماية نفسها الان.
    الجزء الوحيد الذي يستطيع العمل هو شرقي كوردستان و يستطيع أستغلال الخلاف الامريكي الاسرائيلي مع ايران من أجل تحرير فقط شرق كوردستان و ليس أزاحة النظام الايراني. حيث ان أمريكا و اسرائيل سوف يقومان بالتعاون مع أية حكومة أيرانية تأتي بعد حكم ولاية الفقية.
    بأعتقادي الكورد عملوا خطأ كبيرا لانهم تعاونوا مع المعارضة العراقية ومع أمريكا بهدف أسقاط نظام صدام. بهذا السقوط رجعت بغداد الى الحضن الامريكي و صار الاستغناء عن الكورد ممكنا من قبل أمريكا. الان فقط و بعد 30 سنة سيحصل الكورد على فرصة دولية اخرى. العراق الان هو بصدد طرد القواة الامريكية من وسط و جنوب العراق. هذه الخطوة مع بقاء الخلاف الايراني الامريكي الاسرائيلي و خلاف الميليشيات الشيعية الامريكية سيجعل من أقليم كوردستان مرة أخرى الملاذ الوحيد لحماية المصالح الامريكية في المنطقة. و لكن على الكورد الحذر فبمجرد اسقاط النظام الايراني أو أنهاء دور الفصائل الشيعية المعادية لامريكا في العراق فأن الدور الكوردي سينحصر بشكل كبير.
    للكلام بقية …
    أشكرك مرة أخرى
    تقبل أحترامي
    أخوكم
    هشام عقراوي

  2. الاخ الكبير استاذ هشام عقراوي المحترم .. لكم مني كل الشكر و التقدير على كلامكم المفيدو المشوق الذي يبعث الامل في النفوس ، وانا اتفق معكم كما اتفقتم معي وهو شرف كبير وعلى الاخص في موضوع تعاون الكورد مع المعارضة العراقية و الذي وجدوا في كوردستان ملاذهم الامن ، لانهم ما ان تربعوا على سدة الحكم حتى تنكروا لكل شيء ويمارسون نفس السياسات الهوجاء التي مارستها الانظمة السابقة ، وفي المقدمة نظام صدام الفاشي .. استاذي العزيز املنا كبير في ان يستغل الكورد المتغيرات الدولية بحكمة وحذر كما تفضلتم وترك الخلافات التي تضاعفت مع كل الاسف وخاصة خلال هذه الفترة الاخيرة لان الكورد وكما يعلم الجميع لا معين له ولا صديق سوى الجبل ، وقديما قال احد الشعراء ( تأبى الرماح اذا اجتمعن تكسرا .. واذا افترقن تكسرت احادا ) مع فائق محبتي و تقديري لكم واعجابي الكبير بقلمكم الرائع .. واتمنى ىان اقرا لكم المزيد

  3. تحية طيبة للجميع
    مع الأٍف لم يتسنّ لي الإطلاع على مقال الأستاذ هشام , لكن من خلال التعليق والرد فهمت شيئاً فدعني أقول , صحيح الموقع الجغرافي للكورد ليس إستراتيجياً جذاباً دولياً , لكنه أفضل بكثير من موقع كوسوفو التي دعمها الغرب حتى الإستقلال, الشاطر هو الذي يصنع لنفسه الجاذبية والأصدقاء حتى يتشبث به الآخرون ,فإسرائيل ليس لها أصدقاء إلاّ من صنعتهم هي لنفسها , إقرأ تاريخهم لتعرف الحقيقة ………… الكورد ليسوا موضع ثقة أحد ولا أحد إعتمد عليهم إلاّ وخاب ظنه فيهم وندم , وإسرائيل تعلم هذا لكن ليس لأعدائها في المنطقة معارض غير الكورد فهم مضطهدون من قبل دول المنطقة كلهم , والكورد لا يزالون يُفضلون هذه الدول المحتلة لكوردستان على إسرائيل عند الجد , فالثقة فيهم معدومة لكن إسرائيل تنتظر الزمن فقد تحدث المعجزة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *