بعد سقوط النظام في سوريا بتاريخ 8 من كانون الأول الجاري، وتولي إدارة العمليات العسكرية الحكم، يسعى المئات من عناصر الفصائل المسلحة التابعة لتركيا، مع عائلاتهم، للعودة إلى مناطقهم الأصلية في مناطق متفرقة من سوريا، والتي كانوا قد هجّروا منها سابقاً بسبب آلة الحرب وخوفاً من الاعتقال على خلفية مواقفهم المعارضة لآل الأسد، فهؤلاء العناصر، الذين قدموا إلى مدينة رأس العين في منطقة “نبع السلام” في ريف الحسكة الشمالي الغربي، يأملون العودة إلى منازلهم إلا أن قيادات الفصائل المسلحة، وبأوامر من الجانب التركي، ترفض بشكل قاطع السماح لهم بالعودة إلى مناطقهم في الداخل السوري.
في هذا السياق، حصلت مصادر المرصد على شهادات عدد من العناصر المنضوين ضمن صفوف “الجيش الوطني” الذين يحاولون العودة إلى منازلهم، حيث يقول (عدي، د)، وهو عنصر من أحرار الشرقية، قال: “بعد تحرير دير الزور من النظام السوري، وإعلان العفو من قبل الإدارة الجديدة بقيادة “الجولاني”، قررت العودة مع عائلتي إلى منزلنا، لكن الجانب التركي يرفض عودتنا، ونحن نبحث عن طرق للتهريب للوصول إلى دير الزور ومغادرة رأس العين في أقرب وقت”.
(أبو عمر، د)، وهو عنصر في “جيش الإسلام”، أوضح قائلاً: “أنا من الغوطة الشرقية وتم تهجيرنا من قبل النظام المجرم. أريد العودة إلى منزلنا مع عائلتي التي تضم 5 أفراد، لكن الجانب التركي يرفض السماح لنا بالعبور إلى حلب ليتسنى لنا بعدها التوجه إلى دمشق، نحن لا نعمل هنا في رأس العين ولا نرى أي مستقبل لنا هنا، ونناشد القائد أحمد الشرع بالتدخل للسماح لنا بالعودة إلى منازلنا بعد سقوط النظام المجرم”.
(مؤيد، ح)، عضو في الشرطة العسكرية في “الجيش الوطني” ، قال: “حاولت العودة إلى مدينتي حمص بعد سقوط نظام بشار الأسد، إلا أن قيادات الشرطة تمنعنا من ذلك بناءً على تعليمات من الجانب التركي، نحن هنا في رأس العين منذ 5 سنوات و نناشد أبو محمد “الجولاني” أن يوفر لنا طريق العودة إلى منازلنا، وأعرف 10 مسلحين من حمص قرروا العودة معنا، لكنهم مُنعوا من قبل الجانب التركي”.
وشنت تركيا مع فصائل “الجيش الوطني”، عملية “نبع السلام” في 9 تشرين أول 2019، وسيطروا من خلالها على رأس العين وتل أبيض.
وفي 29 نيسان الماضي، أشار المرصد السوري إلى إسكان عناصر “التنظيم” وآخرين من عائلات المقاتلين، من قبل فصائل “الجيش الوطني” في منازل بمنطقة “نبع السلام”، بعد هروبهم من سجون ومناطق “قسد”، استكمالاً لعمليات التغيير الديمغرافي التي تنتهجها القوات التركية في تلك المناطق.
وتوزعت تلك العائلات بمنازل في عدة أحياء في مدينة رأس العين كحي الحوارنة والخرابات ضمن مدينة رأس العين بالإضافة إلى قرية رشو عطية وتل صخر ومريكيز ومبروكة وعنيك الهوى وتل محمد وأم عشبة والداودية والسفح و العريشة وتل أرقم والراوية وتل خنزير.