ومضات على كتاب ( رائد الأدب المهجري المعاصر / دراسة الشاعر المغترب قصي الشيخ عسكر ) للباحثة هدى صحناوي-   جمعة عبدالله

نحن بصدد دراسة وبحث اكاديمي جدير بالاعتبار والتقدير , في مجهر   التحليل النقدي  المبدع , اعتقد ستكون كمصادر بحث ودراسة ومراجع ,  للباحثين والدارسين  عن تجربة الشاعر قصي الشيخ عسكر , بما يتضمن البحث والتحليل براعة  في توغل في النصوص الشعرية  في المعنى والمغزى والرمز , بالاعتماد  على العديد من المصادر والمراجع  , التي ذيلت في نهاية الكتاب , تدل على جهد مكثف في التناول , في  الاتجاه الموضوعي الرصين , وخاصة ان تجربة الشاعر ثرية وواسعة  التناول ,  والاتجاهات متنوعة  في طرح النصوص الشعرية , بما تحمل من معنى ومغزى , بالصور الشعرية الباذخة  . إن تجربة الشاعر في الشعر المهجري المعاصر  , تمثل نقلة نوعية في الأدب الشعر في الغربة والاغتراب , واحتل مكانة مرموقة في هذا الجانب , بحيث لا يمكن لأي  باحث ودارس عن  الأدب والشعر والرواية  في المهجر ان يتناوله   , دون ان يعرج على تجربة الشاعر قصي الغنية والثرية , وقد برز الأديب قصي الشيخ عسكر , سطع اسمه في الأدب المهجري الحديث في الشعر والرواية , وهذا الكتاب يتناول الجانب الشعر فقط . لقد تطور الأدب الشعري  في المهجر , تطورات واسعة الآفاق ,  على ضفاف  الشعر الكلاسيكي في المهجر , ليس من  حيث  الكم  , ولكن  زادت الهجرة اكثر من السابق اضعافاً  , وكذلك من حيث النوعية والتوسع في التناول الشعري  , ان ما يحمله الشاعر من تجربة ومعايشة في الوطن الام , ينقلها الى الوطن البديل , مع اضافة الى المتغيرات والظروف المتبدلة ,  بأخذها بعين الاعتبار في بلد الهجرة  , توسعت الأدوات الشعرية  للشاعر , في المجتمع الجديد  , في خضم التطورات الطارئة ,  في اتجاهات متنوعة في الغربة والاغتراب  , يتعدى هموم الحنين , أي ان الشاعر لا ينفصل عن مكانه الأصلي , أو وطن الام فهو يعيش في قلبه وروحه ووجدانه  , ولكن يضاف الى هذا الكم , يضاف أليها على مصاعب الغربة والاغتراب , ولكن الحرية التي اكتسبها في بلد الهجرة ,  تؤهله ان يكشف المستور وما يجري داخل الوطن   , يكون سلاح الشعر يكشف مرارات الوطن . لكن يبقى التوجس والقلق والانفعال يأخذها  في الحسبان , لانه  قلبه ينزف على الوطن بلهيب الحنين  , من بواعث البعاد والفراق عن الوطن , وكذلك دخوله  في تجربة الغربة , التي لا تخلو من معاناة . لذلك تنوعت الدراسة البحثية , بتعدد تناول الصور  الشعرية  في مسائل كثيرة ومتنوعة , من الطرح والتناول .
نتناول بعضها في إيجاز شديد .
  ×× الغربة والاغتراب : الوطن الأم يبقى في القلب رغم كل الأهوال التي دفعته جبراً ,  ان يأخذ طريق الهجرة , والوطن البديل لا يملىء القلب ارتياحاً , لذلك فهو في دوامة يقضم السؤال والتساؤل , بين الاغتراب وعوامل القلق والضجر.
  وسعت غربة عينيك جميع الأفئده
 فتجاوزت اغتراباً منك يطويني مداه
 حين أيقنتُ بأن الدرب دوني موصده 
 والمدى تعثر بالأفق  من الشوق حطاه
 حملت زرق الرؤى روحي لنار موصده
أججت طيفي وهامت في رؤاه .
  ×× التعليق بأهداب الوطن : يبقى الحنين للوطن , الهاجس الأول في مشاعره, رغم علقم الغربة في حرقة التساؤل : من هو ؟ وأي اتجاه يسير ؟  , والفضول يور حوله  , والوطن ضائع والشعب يقتل بدم بارد . هذا الحنين الجارف , يجعل الشاعر في موقع  الوطن نفسه في التساؤل .
  منْ أنا ؟ من أكون ؟ أين اتجاهي ؟
ولماذا يثار حولي الفضول ؟
 إن سألت الاقدار عني أجابت
 وطن ضائع وشعب قتيل .
×× موروثات الوطن : المفهوم عن الوطن العراق , بأنه نسيج من الدماء والشهداء عبر القرون ولحد الآن, تسفك على ماء نهريه   , الشعب ضحية الجلاد والطاغي , وهل للشعر والشعراء معاني لحجم المعاناة ؟
  وطني أنت نسيج  / من دماء الشهداء
  فعلى مائك تاهت   / بالمعاني الشعراء
  وعلى ارضك هام الو  / حي  خلف الأنبياء
 ×× الوطن البديل : الغربة عن الوطن , والمأوى في  الوطن البديل يملك ضمان الحرية والقيمة الانسانية , فلا خوف ورعب رياء , مما يحتم عليه ان يكشف المستور في الوطن الام .
  ليس في عالمي الجميل رياء   /  فهلمي لنكشفي  المستورا
  والسراب الذي تلجلج في   / عيني من رقة يحول نميرا
 لذلك لم يسقط في اليأس والإحباط ,  يقتنص  اجمل لحظة  .
   لكني لم أسقط في يأسي
  إذ أطلقت جميع اللحظات
  وقعت عيناي على أجملها
 فوقفت عليها
  كانت أجمل لحظة
 ×× البعد الرمز الأسطوري : الحضارة السومرية متكاملة الترتيب والتكوين وشاملة في مفرداتها اللغوية ورمزية الكلمات  الدالة  , التي تشمل الكائنات الحية والنباتات والالوان وحركة الكون , ورمزية  الطبيعة ومكوناتها وفصول وأسماء   أزهارها   . مثلاً :  الافعى تمثل الخبث والرياء والخديعة , فالافعى هي التي سرقت عشبة الخلود من جلجامش , الذي خاطر وجازف بحياته وتحمل الاهوال .
  وأبصر جلجامش بئراً باردة الماء
  فنزل ليغتسل في مائها
   فشمت الحية شذى نفس النبات
  فتسللت واختطفت النبات
  ××  الموروث    الديني : منها ملحمة كربلاء وما جرى للامام الحسين في معركة الطف وما آل إليه في استشهاد الامام .
   أنا الحسين  قد أضعت كربلاء
  بحثت عنها في مجاهل السماء
  بحثت عنها في مجاهل البلاء
  في بسمة الأطفال في مناحة النساء
 ×× الرفض والاحتجاج : ما يدور في الوطن من مآسي , تدعو الى الرفض والاحتجاج  , والى ثورة الغضب :ما يوظف ما جاء في القران الكريم ,  ثورة الحجارة ( وأرسل عليهم طيراً أبابيل , ترميهم بحجارة من سجيل )
  الطير أبابيل
  والغضب الآتي 
   عربي من عمق الصحراء 
  دعني يا شوقا 
  ينزف من أوردتي 
 دعني 
 ألثم كل الأحجار 
  واصافح كل الأيدي
  فالغضب الآتي من سجيل
 والحجر الساطع بعض من  ذات الله
  جمعة عبدالله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *