لا نقول منذ بداية الحكم البعثي و لا منذ بدأ الحرب في سوريا سنة 2011 و لكن و بالتكأكيد منذ سقوط نظام الاسد فأننا نرى و نسمع الاغلبية الغالبة من القوى السورية يمنيين و “يساريين”، مثقفين و جهلاء، علمانيين و اسلاميين، راديكاليين و ليبراليين،أسلاميين و ملحدين، نراهم و نسمعهم و نقرأ أحاديثهم و أفكارهم عن سوريا و عن نظام الحكم الذي يريدونه بعد سقوط الاسد. الكل يتحدثون عن الوطن الواحد و الشعب الواحد و الدولة الواحدة و الحكومة الواحدة و الجيش الواحد و البيت الواحد و الاكل الموحد و الزي الموحد و غير ذلك من الشعارات. كل شئ لديهم واحد و موحد و لا يقبل القسمة على أثنين. تلك هي الاقوال التي لا تعكس أبدا الواقع فبينما هم يتحدثون عن الواحد الموحد نرى الاسلاميين المتطرفيين و الارهابيين يبسطون سيطرتهم على البلاد و على نظام الحكم و يفرضون شروطهم على الجميع و يريد أدخال جميع السوريين في قميص واحد و الذي هو القميص الاسلامي الذي فصله الجولاني و أرهابيوا الخارج لسوريا و للسوريين. وبينما الجولاني و جنوده يقتلون السوريين نرى الشعب السوري يصفق لهم و جعلوا من رئيس التطرف الاسلامي أن يكون هو الحكم بينهم في الوقت الذي هو الخصم الحقيقي.
الواقع الان هو أن كبرى المنظمات السورية لا تتجرأ أنتقاد الجولاني أو القول و لو في سبيل المزحه أنه أخطأ في هذا الامر أو ذاك أو يحملونه مسؤولية قتل المئات من السوريين على يد الفصائل الارهابية المنظوية تحت حكمة. و كدليل فأن المرصد السوري قام بنشر المئات من الجرائم التي أقترفها جنود الجولاني. هذا الشعب السوري كان يحمل الاسد بكل ما قام به الجيش السوري العربي الاسدي من جرائم. و لكن الجولاني بريئ من أعمال قواته العسكرية في الساحل السوري و بقية الاراضي السورية.
هذا الشعب يريد من الاسلاميين المتطرفين أن يبنوا لهم دولة واحدة و حكومة واحدة و جيش واحد و يعتني بالشعب الواحد و الدولة الواحدة و يضمن للجميع حقوق موحدة. هذا القسم من الشعب السوري لا يعلم أذا أثبت الاسلاميون أقدامهم في سوريا و أذا كان هؤلاء الاسلاميون هم من يسيطرون على جميع لجان الدستور فأن هؤلاء الاسلاميين المدججين بالسلاح و الذين يسيطرون على جميع أنحاء سوريا بشتى أنواع القوى العسكرية فأنهم سوف لن يقبلوا سوى بدستور أسلامي متطرف على غرار دستور الامر بالمعروف و النهي عن المنكر. هذا الدستور لا يقبل سوى الواحد و هذا الواحد هو الاسلامي الواحد، العربي الواحد، السني الواحد و هذا بحد ذاته يعني رفض المسيحي و الايزدي و الاسماعيلي و الدرزي و الارمني و السرياني و طمس حقوقهم الدينينة. وعلى هذا السوري الواحد أتباع المذهب السني و هذا يعني رفض العلوي و فرض المذهب السني علية. و يعني أيضا العربي الواحد و هذا يعني رفض جميع القوميات الاخرى كالكورد و الدروز و الارمن و باقي القوميات في سوريا.
و هنا نرى أن الشعب السوري ليس شعبا واحدا بل شعوب، و ليسوا ديانة واحدة بل ديانات و ليسوا قومية واحدة بل قوميات و هذا يعني أن مقلوله الشعب الواحد الدولة الواحدة و الحكومة الواحدة و الجيش الواحد حسب الشروط الاسلامية أكذوبة كبيرة و الغرض منها سيطرة الاسلامي السني المتطرف الواحد على بقية الاحاد الموجودة في سوريا.
أيران تدعي نفس الشئ و الواحد الايراني يعني سيطرة الشيعة الفارسية على جميع شعوب أيران. وهنا نرى أن سوريا تسير بأتجاه نظام الحكم الايراني و الفرق الوحيد هو أن النظام الايراني شيعي المذهب و السوري سني المذهب و الاثنان متشابهان في الدكتاتورية الدينية.
في أمريكا هناك دول أجتمعت في دولة واحدة و الشعب فيها أمريكي، اي مجموعة شعوب و دول متحدة في دولة واحدة وهي أقوى دولة في العالم. و هي أتحدت من حالة التقسيم الى الوحدة. و الذي جمعهم هو ليس نظام ديني بل نظام ديمقراطية علماني يضمن حقوق الجميع و ليس فقط حقوق فئة واحدة.
في روسيا أتحدت دول و قوميات في دولة و في ألمانيا هناك فداليات متحدة من نفس القومية أي يمكن حتى أقامة النظام الفدرالي في الدولة القومية. و في الصين هناك أيضا فدراليات متحدة و في الهند هناك ولايات متحدة في دولة. و كلها اجتمعت على أسس ديمقراطية و ليست دينية.
و هنا نعلم أن أقوى دول العالم هي دول فدرالية أو حتى كونفدرالية بعكس عقلية الاغلبية الغالبه من السوريين الذي يريدون من حكم اسلامي متطرف بناء دولة واحدة تضم عددا هائلا من الاديان و عددا كبيرا من القوميات. أذا أراد السوريون الدولة الواحدة فعليهم بالحكم الديمقراطي الذي يعطي الحرية لبناء حكم لامركزي فدرالي.
السوريون بهذه العقلية قد يبنون دولة و لكنها ستكون دولة دكتاتورية اسلامية متطرفة كأيران و لا يستطيعون أبدا بناء دولة ديمقراطية.الاساس الاسلامي المتطرف الذي يسلكونه السوريون يحمل في طياته الحرب و الانشقاقات و العداوات و سوف لن ينعموا بدولة هادئة و حكم رشيد أبدا.
الجيش الواحد الذي يدعونه بعض السوريين الاسلاميين القومجيين و المتطرفين سيحدث و لكن في حال قيادة الدولة من قبل نظام علماني ديمقراطي و في ظل دستور يضمن حقوق جميع المكونات في سوريا و ليس قبل كتابة هكذا دستور و قبل تشكيل حكومة ديمقراطية في سوريا.
والله هذا ما أراده الشعب السوري , كيف كان سوق سوريا في زمن بشار قبل الحرب , وكم كانت الديون الخارجية , بدا بشار بانتاج النفط فهجم عليه الربيع العربي وحولوه إلى أمريكا وتركيا , هذا ما كنتم تتمنونه