بعد أسبوع من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية على عشرات الدول الشريكة للولايات المتحدة، عاد ليكشف بشكل مفاجئ عن تعليق تلك الرسوم لمدة 90 يومًا. الخطوة أثارت تساؤلات واسعة حول دوافع هذا القرار المفاجئ، خاصة مع بقاء نسبة 10% فقط من الرسوم مؤقتًا لفتح المجال أمام التفاوض.
إعلان التعليق
في منشور على منصة “تروث سوشيال” يوم الأربعاء، أعلن ترامب تعليق جزء كبير من الرسوم الجمركية التي كان قد فرضها مؤخرًا، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى إتاحة الوقت للتفاوض مع الدول المتضررة. وأوضح أن الهدف هو الوصول إلى اتفاقيات تجارية جديدة تخدم المصالح الأميركية.
وزير الخزانة يوضح الأسباب
وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت ، كشف أن قرار التعليق نوقش خلال لقاء بينه وبين ترامب يوم الأحد الماضي. وقال بيسنت للصحفيين في البيت الأبيض: “هذه كانت استراتيجية ترامب منذ البداية”. وأشار إلى أن أكثر من 75 دولة، بما في ذلك اليابان، تواصلت مع واشنطن للتفاوض بشأن تخفيف الرسوم.
تأثير الأسواق والضغط الداخلي
أحد الأسباب الرئيسية لهذا التعليق يبدو أنه الضغط الناجم عن تراجع الأسواق المالية. فقد تكبدت البورصات العالمية خسائر ضخمة بلغت تريليونات الدولارات بعد الإعلان عن الرسوم، مما أثار مخاوف من حدوث ركود اقتصادي. كما أكد وزير الخزانة أن ترامب تأثر أيضًا بمخاوف قادة الأعمال الذين أعربوا عن قلقهم بشأن تأثير الرسوم على الاقتصاد.
وفي السياق ذاته، كشف أحد مساعدي البيت الأبيض أن الأيام القليلة الماضية شهدت تدفقًا كبيرًا من الرسائل إلى سوزي وايلز ، كبيرة موظفي البيت الأبيض، من مديرين تنفيذيين وجماعات ضغط، طالبين “إيجاد مخرج” للأزمة.
ترامب يقر بالإمكانية الاقتصادية
ترامب، الذي دعا الأميركيين قبل أيام إلى الهدوء وعدم الهلع، أبلغ مستشاريه استعداده لتحمل “الألم” الاقتصادي الناتج عن سياسته التجارية. لكنه أقر بأن هذه السياسة قد تؤدي إلى ركود، مشددًا على أنه يريد التأكد من أنها لن تسبب كسادًا اقتصاديًا، وفقًا لمصادر مطلعة على المحادثات.
الأسواق تتنفس الصعداء
تأتي خطوة ترامب بعد أسبوع من اضطرابات حادة في الأسواق العالمية، حيث تراجعت البورصات بشكل كبير نتيجة المخاوف من تأثير الرسوم الجمركية على التجارة العالمية. التعليق المؤقت للرسوم جاء بمثابة “تنفس الصعداء” للمستثمرين والشركات التي تخشى تداعيات سياسة الحمائية الأميركية.
الخلاصة
قرار ترامب تعليق الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا يبدو أنه محاولة لإعادة التفاوض مع الدول المتضررة وتخفيف الضغوط الداخلية والدولية. ومع ذلك، فإن هذا التحرك يعكس أيضًا التوتر المستمر بين تحقيق المكاسب الاقتصادية قصيرة الأمد واستراتيجية ترامب طويلة الأمد في إعادة هيكلة العلاقات التجارية.
يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه الخطوة ستؤدي إلى اتفاقيات تجارية جديدة أم ستكون مجرد تأجيل لأزمة أكبر.
