الكورد السوريون يطالبون بنظام فيدرالي وسط رفض السلطة المركزية

في تطور لافت، أكد قيادي كردي بارز لوكالة “رويترز” أن الكورد في سوريا سيطالبون بنظام اتحادي (فيدرالي) يتيح الحكم الذاتي وإنشاء قوات أمن محلية خاصة بهم. يأتي هذا المطلب في ظل تصاعد القلق بين الأقليات السورية بشأن الأحداث الأخيرة، بما في ذلك المجازر التي استهدفت الطائفة العلوية الشهر الماضي. ومع ذلك، فإن هذه الرؤية اللامركزية تواجه معارضة شديدة من الرئيس السوري المؤقت، أحمد الشرع ، الذي يعتبرها غير متوافقة مع مصلحة سوريا.

النظام الفيدرالي: الحل الكوردي للتنوع السوري

قال بدران جياكرد ، القيادي البارز في الإدارة الذاتية الكوردية، إن جميع القوى السياسية الكوردية في سوريا اتفقت على رؤية سياسية مشتركة تتضمن نظامًا فيدراليًا برلمانيًا تعدديًا ديمقراطيًا. وأوضح أن هذا النظام ضروري لضمان خصوصية كل منطقة إداريًا وسياسيًا وثقافيًا، عبر إنشاء مجالس تشريعية محلية وهيئات تنفيذية لتدبير الشؤون الإقليمية، إلى جانب قوات أمن داخلية تابعة لكل منطقة.

وأضاف جياكرد أن هذه الرؤية يجب أن يتم تضمينها في الدستور السوري المستقبلي. التصريحات تمثل أول إعلان رسمي عن استخدام مصطلح “النظام الاتحادي” منذ توافق الأحزاب الكوردية عليه الشهر الماضي، حيث كانت الإدارة الذاتية سابقًا تتحدث فقط عن “اللامركزية”.

المعارضة الرسمية للنظام الفيدرالي

من جهته، أعلن الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع رفضه القاطع للنظام الفيدرالي، معتبرًا أنه لا يحظى بقبول شعبي ولا يخدم مصلحة سوريا. وقال في مقابلة سابقة مع صحيفة “الإيكونوميست” إن الفيدرالية قد تقود إلى مزيد من الانقسامات بدلاً من تعزيز الوحدة الوطنية.

توافق كوردي نادر

في خطوة نادرة، اجتمعت الجماعات الكوردية السورية المتنافسة، بما في ذلك حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) والمجلس الوطني الكوردي المدعوم من عائلة بارزاني، وأجمعت على رؤية سياسية مشتركة تشمل النظام الفيدرالي. وأكد سليمان أوسو ، رئيس المجلس الوطني الكوردي، أن هذه الوثيقة المشتركة سيتم الإعلان عنها رسميًا في مؤتمر قبل نهاية أبريل/نيسان الجاري.

مطالب الأقليات والتطورات الأخيرة

يشير الكورد إلى أن التطورات الأخيرة، بما في ذلك المجازر التي وقعت في الساحل السوري ضد الطائفة العلوية، ورفض المجتمع الدرزي في السويداء الخضوع لسلطة الحكومة المركزية، دفعت العديد من السوريين إلى التفكير في النظام الفيدرالي كحل وسط للحفاظ على وحدة البلاد.

وقال أوسو: “سوريا بلد متعدد القوميات والأديان والمذاهب، وبالتالي فإن النظام الفيدرالي هو الحل الأمثل لضمان التعايش والوحدة”. وأضاف: “سنطرح مطالبنا بكل شفافية على الحكومة المؤقتة عندما نذهب إلى دمشق”.

التحديات المستقبلية

على الرغم من توافق القوى الكوردية، فإن تحقيق هذا الهدف يواجه تحديات كبيرة، خاصة مع رفض السلطة المركزية في دمشق لهذا النموذج السياسي. كما أن هناك تساؤلات حول كيفية استيعاب باقي المكونات السورية لهذا النظام، وهل سيكون قابلاً للتطبيق في ظل التعقيدات السياسية والاجتماعية التي تشهدها البلاد.

الخلاصة

يطمح الكورد السوريون إلى تحقيق نظام فيدرالي يمنحهم الحكم الذاتي ويحفظ حقوقهم ضمن سوريا الموحدة، لكن هذا المطلب يصطدم بمواقف السلطة المركزية التي تعتبره تهديدًا لوحدة البلاد. مع استمرار النقاشات حول مستقبل سوريا، تبقى الفيدرالية واحدة من الخيارات المطروحة، ولكنها تحتاج إلى توافق وطني ودولي لتحقيقها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *