تشهد مدينة بصرى الشام في ريف درعا الشرقي توتراً أمنياً متصاعداً منذ مساء أمس، إثر اشتباكات عنيفة بين قوات تابعة لسلطة دمشق ومسلحين من اللواء الثامن بقيادة أحمد العودة . هذا التصعيد يأتي في ظل حملة اعتقالات نفذتها مجموعة محلية تابعة للواء الثامن، استهدفت عنصراً حديث الانتساب إلى وزارة الدفاع في سلطة دمشق، ما أثار حالة من الغضب وسط تصاعد التوتر.
أسباب التوتر
الحادثة بدأت عندما تم اعتقال عنصر من القوات الموالية لسلطة دمشق داخل سيارة تقل نساء، وهو ما وثقته مقاطع مصورة انتشرت على نطاق واسع. هذه الحادثة أشعلت فتيل المواجهات، حيث ردت قوات سلطة دمشق بشن حملة أمنية واسعة النطاق في المنطقة، استهدفت عناصر تابعين للواء الثامن.
اشتباكات وإصابات
وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أسفرت الاشتباكات التي اندلعت في بصرى الشام عن إصابة ثلاثة عناصر من قوات سلطة دمشق بجروح بالغة. كما شهدت المدينة انتشاراً عسكرياً مكثفاً، مع فرض حظر تجوال، في حين لا تزال المعلومات حول دوافع الاشتباك أو وجود ضحايا آخرين غير مؤكدة.
روايات متضاربة
حاولت وسائل إعلام موالية لسلطة دمشق تصوير ما جرى على أنه عملية لمكافحة المخدرات تستهدف شحنة قادمة من السويداء، وهو ما نفته مصادر محلية. وأكدت هذه المصادر أن القضية تتعلق بصراعات داخلية محصورة في مدينة بصرى الشام، وأنها ليست مرتبطة بتجارة المخدرات.
تحركات عسكرية وأمنية
في إطار التصعيد، تحركت أرتال عسكرية كبيرة تابعة لوزارة الدفاع في سلطة دمشق باتجاه بصرى الشام والريف الشرقي. ودعت إدارة الأمن العام عبر مساجد المنطقة إلى تسليم السلاح لكل المنتسبين للفيلق الخامس واللواء الثامن.
كما شنت سلطة دمشق حملة اعتقالات واسعة في بلدة الجيزة بريف درعا، استهدفت عناصر تابعين للواء الثامن، في خطوة تعكس تصعيداً أمنياً خطيراً يعيد خلط الأوراق في الجنوب السوري.
استسلام بعض المجموعات
في تطور لافت، أفادت منصات إعلامية محلية بأن مجموعات تابعة للواء الثامن قامت بتسليم نفسها وأسلحتها لقوات الأمن العام المنتشرة في المنطقة. هذا الاستسلام يشير إلى ضغوط كبيرة تمارسها سلطة دمشق على اللواء الثامن لتقويض نفوذه.
محاولات احتواء التوتر
وصل وفد من وجهاء حوران برفقة لجنة الإصلاح إلى مدينة بصرى الشام في محاولة لاحتواء التوتر. ووفقًا للمعلومات، طرحت وزارة الدفاع في سلطة دمشق شروطاً صارمة تتضمن:
- حل اللواء الثامن بالكامل.
- تسليم مطلوبين متهمين بمحاولة اغتيال بلال الدروبي ، أحد الشخصيات البارزة في المنطقة.
الخلفية السياسية
يبدو أن هذه التحركات تندرج ضمن خطة أوسع تهدف إلى تقليص نفوذ اللواء الثامن في الجنوب السوري، الذي يعتبره البعض كياناً شبه مستقل يعمل تحت قيادة أحمد العودة. وقد تكون هذه الخطوة جزءاً من استراتيجية سلطة دمشق لإعادة توحيد السيطرة الأمنية والعسكرية في البلاد.
الخلاصة
يشير هذا التصعيد إلى تفاقم الأوضاع الأمنية في درعا، مع تصاعد الصراع بين سلطة دمشق والقوى المحلية المسلحة مثل اللواء الثامن. ومع غياب حلول شاملة للأزمة، قد يؤدي هذا التوتر إلى المزيد من الفوضى في منطقة تعاني أصلاً من الانقسامات والهشاشة الأمنية.