سلامي و اشواقي يا غاليتي
اتدري من اين اكتب لك رسالتي هذا
اكتبها في وطن ليس لي
في وطن بياض قممها كشيب راسي
صفاءه كصفاء قلوب اهليه
كنقاء المياه العيون
التي تجري كجريان دمي في جريحي
نعم
يا ابنت العزيزة
انا في وطنهم
وليس وطني
وهمونا عندما قالوا لنا
قبل مجئينا ها الى هنا
عندما ارسلونا
قالوا لنا في الوهلة الاولى
انكم ذاهبون لقتال الكورد الكفار
تحت اسم الانفال
قالوا اننكم منتصرون لا محال
لانكم تدافعون عن ارض الوطن
هكذا قالوا لنا واوهمونا
لكن اي وطن هذا يا عزيزتي
نعم وطنهم و ليس وطنهم
قاتلناهم في عقرة دارهم
نعم قاتلناهم
في بيوتهم
في اوطانهم
وديارهم
لم نكن نشفق على اطفالهم
ولا على شيوخهم
وحتى لم نرحم معوقيهم
هكذا اوهمونابها عن الانفال
عرق البيوت .. و قتل الاطفال
استحينا النساء
اجتثنا جذور الاشجار
هدمنا العيون والابار
ابنتي الغالية
في الوقت الذي اكتب لك رسالتي هذه
والدم تنزف من جسدي
واتنفس اخر انفاسي
وانا انظر الى جرحي الذي في بدني
اتأمل ما حولي و اتمعن
واقول لنفسي
يا ترى لماذا جئنا ؟
لماذا قالتنا و سفكنا الدماء بلا رحمة
ها هنا
في الوطني الذي ليس لنا
بل اوطان اجدادهم
جئنا لمحوا هويتهم
و نجتث جذورهم من الوجود
اه يا ابنت الغالية
كم انا نادم عما قمت به
قتلناهم ظلما و خدرا
كل ما قالوا لنا كان كذب و بهتان
زينوا لنا بالاوهام
فالكورد ليسوا كفار كما قالوا لنا
اوطانهم معمر بالاخيار
حتى قراهم
لا تخلوا من المساجد كقرانا
وتعلوا كلمة الله فيها اكثر ما لدينا
اسمعني جيدا يا عزيزتي
عندما يصلك رسالتي هذا
اعلني
اكتبي
اصرخي باعلى صوتك
كي يسمعوك الدنيا
قل لشباب بلدي
احذرهم
لا يأتون الى هنا
لا يوهمون كما وهمنا…
للقتال و سفك الدماء
حرب الظلم و الاختصاب
وهتك الاعراض
وقتل الاخوان
لان هذا الحرب ليس دفاعا عن الوطن
لان وطهم هذا وليس وطننا كما قالوا لنا
اوهموا عندما قالوا لنا
عن الانفال… عن الانفال