في حال قررت الولايات المتحدة الانسحاب من سوريا، قد تجد إسرائيل نفسها مضطرة إلى اتخاذ خطوات أحادية الجانب لضمان أمنها القومي. هذا ما فُهم من حديث المسؤولين الإسرائيليين عن “حراك ملائم”، الذي قوبل بتفسيرات على أنه تهديد باتخاذ إجراءات احتلالية في سوريا، خصوصًا في منطقة التنف الحدودية مع العراق والأردن، حيث تتخذ القوات الأمريكية قاعدة عسكرية استراتيجية.
تهديد إسرائيلي بالتحرك في منطقة التنف
- مخطط السيطرة على التنف :
تشير تقارير إلى أن إسرائيل قد تسعى للسيطرة على منطقة التنف إذا انسحبت القوات الأمريكية. هذه المنطقة تعتبر محورية استراتيجيًا، حيث تمنع إيران من استخدامها كمعبر لتهريب الأسلحة إلى حزب الله في لبنان والجماعات المسلحة الأخرى.- إسرائيل ترى أن وجودها في التنف ضروري لقطع “ممر الأسلحة الإيراني” الذي يربط طهران بدمشق وصولاً إلى بيروت.
- الوجود الأمريكي كعامل استقرار :
المسؤولون الإسرائيليون يعتبرون أن الوجود العسكري الأمريكي في سوريا يشكل “عامل استقرار” في المنطقة. ومع ذلك، فإن الانسحاب الأمريكي قد يؤدي إلى فراغ أمني يمكن لأنقرة أو طهران استغلاله لمصالحهما.
إشارات إسرائيلية لتركيا: “تجاوز الخطوط الحمراء”
- القواعد العسكرية السورية في دائرة الاستهداف :
أبلغت إسرائيل كلًا من تركيا والولايات المتحدة بأن أي تحرك تركي للتمركز في قواعد عسكرية سورية، مثل قاعدة T4 وسط سوريا أو المناطق القريبة من تدمر ، سيُعتبر “تجاوزًا للخطوط الحمراء”.- إسرائيل تخشى أن يؤدي هذا التمركز التركي إلى تقييد حرية عمل الجيش الإسرائيلي في الجبهة الشمالية، خاصة فيما يتعلق بتنفيذ الغارات الجوية ضد الأهداف الإيرانية في سوريا.
- مخاوف من “فتح شهية تركيا” :
يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن الانسحاب الأمريكي قد يدفع تركيا إلى توسيع نفوذها العسكري في سوريا، بما في ذلك السيطرة على مواقع استراتيجية ذات أهمية عسكرية. هذا السيناريو يُعتبر تهديدًا مباشرًا للمصالح الأمنية الإسرائيلية.
الخلاصة
الانسحاب الأمريكي المحتمل من سوريا يضع إسرائيل أمام تحديات كبيرة، حيث قد تضطر إلى اتخاذ خطوات جذرية، مثل التحرك العسكري في منطقة التنف أو تعزيز عملياتها في الجبهة الشمالية.
إسرائيل ترى في الوجود الأمريكي عامل استقرار يمنع تمدد النفوذ الإيراني والتركي، وبالتالي فإن رحيل القوات الأمريكية قد يؤدي إلى تصعيد جديد في المنطقة. ومع إبلاغ تركيا وواشنطن بوضوح أن أي تحرك تركي نحو مواقع استراتيجية في سوريا سيُعتبر “تجاوزًا للخطوط الحمراء”، يبدو أن إسرائيل مستعدة لمواجهة أي تهديد قد يمس أمنها القومي.
في ظل هذه الديناميكيات المعقدة، قد تشهد سوريا مرحلة جديدة من التوترات الإقليمية، حيث تتصارع القوى الكبرى والإقليمية على النفوذ في البلاد.