صوت كوردستان:
بعد سنوات من النقاشات والتأجيلات المستمرة، تمكنت الأطراف والقوى السياسية الكردية في روجآفا ( عربي كوردستان) من التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن موعد انعقاد المؤتمر الوطني الكردي . ومن المقرر أن يعلن القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والوسيط بين جميع الأطراف، مظلوم عبدي ، يوم انعقاد المؤتمر رسمياً.
خلفية القضية
منذ عام 2012، ظلت مسألة الوحدة الكوردية وبناء موقف سياسي موحد على رأس جدول أعمال الأحزاب والتنظيمات والشخصيات الكوردية في روجآفا. ومع ذلك، شهدت هذه الجهود تقلبات كبيرة تبعاً للأحداث والتطورات الإقليمية والمحلية.
الدفع الجديد نحو الوحدة
تسارعت الجهود مؤخراً بعد التغيرات الكبيرة التي شهدتها سوريا، وخاصة بعد سقوط نظام البعث في ديسمبر 2024. هذه التطورات أعادت قضية الوحدة الكوردية إلى الواجهة، وأصبحت الأولوية القصوى لدى الكرد في سوريا.
في نوفمبر الماضي، بدأت الأحزاب والمنظمات والشخصيات الكوردية سلسلة جديدة من المفاوضات، بهدف عقد مؤتمر وطني كردي يجمع جميع الأطراف تحت سقف واحد لتحديد استراتيجية مشتركة للمستقبل.
تشكيل اللجنة التحضيرية
لضمان نجاح المؤتمر، تم تشكيل لجنة تحضيرية تضم ممثلين عن الأحزاب الكوردية الرئيسية، المنظمات المدنية، والشخصيات المستقلة. قامت اللجنة بعقد سلسلة من الاجتماعات مع مختلف الأطراف، واستمعت إلى الآراء والملاحظات حول كيفية تحقيق الوحدة الكوردية.
على الرغم من التوافق النسبي بين الأطراف حول ضرورة عقد المؤتمر، إلا أن الطريق لم يكن سهلاً. ظهرت العديد من الخلافات حول موعد المؤتمر ، حيث تم تأجيله عدة مرات بسبب عقبات داخلية وخارجية. وفي بعض الحالات، تبادلت الأحزاب الاتهامات حول المسؤولية عن التأخير، مما أثار استياء المجتمع الكوردي.
الضغوط الشعبية والتوصل إلى الاتفاق
مع استمرار التأجيل، تصاعدت الانتقادات الشعبية ضد الأطراف المعنية، مما شكل ضغطاً كبيراً لتسريع الجهود. نتيجة لذلك، عقدت اللجنة التحضيرية سلسلة من الاجتماعات المكثفة بداية هذا العام، وتمكنت في مطلع أبريل الحالي من التوصل إلى اتفاق نهائي لعقد المؤتمر.
أهمية المؤتمر
المؤتمر الوطني الكوردي يمثل خطوة حاسمة نحو تحقيق الوحدة الكوردية في سوريا، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه الكورد في مرحلة ما بعد نظام البعث. يناقش المؤتمر قضايا أساسية مثل:
- الرؤية السياسية الموحدة للكورد في سوريا.
- مستجدات الوضع الإقليمي والدولي وتأثيرها على القضية الكوردية.
- سبل تعزيز التعاون بين الأحزاب والمنظمات الكوردية.
- التحديات الداخلية والخارجية التي تعيق تحقيق الوحدة.
العقبات السابقة
على الرغم من التقدم الأخير، فإن العقبات التي واجهت اللجنة التحضيرية كانت متعددة، بما في ذلك:
- الخلافات الداخلية بين الأطراف الكوردية حول الأولويات والأدوار.
- الضغوط الخارجية من جهات إقليمية ودولية تسعى للتأثير على المسار السياسي الكوردي.
- التباينات الإيديولوجية بين الأحزاب، والتي غالباً ما أدت إلى تعقيد المفاوضات.
الخلاصة
انعقاد المؤتمر الوطني الكردي يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق الوحدة الكوردية وبناء موقف سياسي موحد في سوريا. ومع ذلك، فإن نجاح المؤتمر يعتمد على قدرة الأطراف المشاركة على تجاوز خلافاتها والعمل معاً من أجل تحقيق أهداف مشتركة.
يبقى السؤال: هل سيكون هذا المؤتمر نقطة تحول حقيقية في تاريخ الحركة الكوردية في سوريا، أم أن الخلافات ستستمر في إعاقة الجهود الرامية إلى الوحدة؟