استمرار التنسيق الأمني والعسكري بين قوات التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)… دورية مشتركة في سد تشرين

صوت كوردستان:

تشهد مناطق شمال سوريا تطورات لافتة على صعيد المفاوضات بين حكومة دمشق و”الإدارة الذاتية”، إلى جانب استمرار التنسيق الأمني والعسكري بين قوات التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية (قسد). هذه التحركات تعكس تعقيد المشهد السياسي والعسكري في المنطقة، حيث تتداخل المصالح المحلية مع التدخلات الإقليمية والدولية.

مفاوضات سد تشرين: زيارة مسؤولين عبر معبر الطبقة

في خطوة لافتة، توجهت 8 سيارات تحمل مسؤولين عبر معبر الطبقة في ريف الرقة الغربي باتجاه سد تشرين الواقع في ريف منبج شرقي حلب. يأتي ذلك في إطار مفاوضات جارية بين حكومة دمشق والإدارة الذاتية حول مستقبل إدارة السدود ومنها سد تشرين، الذي يعتبر من أهم المنشآت المائية في سوريا.

هذه الخطوة تشير إلى أن هناك محاولات جدية لإيجاد تفاهمات مشتركة بشأن إدارة الموارد المائية، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي تواجه البلاد. ومع ذلك، فإن نجاح هذه المفاوضات يعتمد على مدى قدرة الطرفين على تجاوز الخلافات السياسية والتاريخية.

دوريات التحالف الدولي وقسد: تعزيز التنسيق الأمني

تزامناً مع زيارة المسؤولين إلى سد تشرين، سير التحالف الدولي برفقة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) دورية عسكرية في محيط السد بريف حلب، بالتزامن مع تحليق لطائرات التحالف في أجواء المنطقة. هذا النشاط العسكري يعكس استمرار التنسيق الوثيق بين التحالف الدولي وقسد ضمن مناطق شمال وشرق سوريا.

أهداف الدوريات العسكرية:

  1. تعزيز الأمن والاستقرار :
    تهدف هذه الدوريات إلى ضمان استقرار المناطق التي تسيطر عليها قسد، خاصة في ظل التهديدات المستمرة من قبل الجماعات المسلحة.
  2. إظهار التواجد الدولي :
    ترسل هذه الطلعات رسالة واضحة إلى الأطراف الأخرى، بما في ذلك تركيا والنظام السوري، بأن التحالف الدولي لا يزال ملتزماً بدعم قسد.
  3. حماية المنشآت الاستراتيجية :
    يُعتقد أن سد تشرين يحظى بأهمية استراتيجية، وبالتالي فإن تسيير الدوريات حوله يهدف إلى حمايته من أي تهديد محتمل.

تحركات أخرى للتحالف الدولي وقسد

وفقًا للتقارير الميدانية، كثف التحالف الدولي وقسد نشاطهما العسكري في عدة مناطق:

  1. دير الزور: إشعال القنابل الضوئية
    في 18 أبريل الحالي، رصد المرصد السوري تسيير قوات التحالف الدولي دورية عسكرية اعتيادية مؤلفة من عدة عربات مصفحة برفقة قسد في منطقة سرير النهري بريف دير الزور الغربي. وأثناء مسير الدورية، أطلقت القوات قنابل ضوئية في سماء المنطقة، ما يشير إلى حالة تأهب واستعداد عسكري.
  2. الحسكة: تدريبات ومناورات عسكرية
    أجرت قوات التحالف الدولي بمشاركة قسد تدريبات ومناورات عسكرية في قاعدة الوزير بريف الحسكة الشمالي. هذه المناورات تأتي في إطار تعزيز قدرات قسد وضمان استعدادها لمواجهة أي تهديدات محتملة.

تحليل التطورات

1. أهمية الملف المائي

سد تشرين ليس مجرد منشأة مائية، بل يمثل عنصراً استراتيجياً يمكن أن يؤثر على الاقتصاد والسياسة في المنطقة. لذلك، تسعى جميع الأطراف إلى تحقيق تفاهمات بشأن إدارته، خاصة في ظل الأزمة المائية التي تعاني منها سوريا.

2. دور التحالف الدولي

استمرار التحالف الدولي في دعم قسد عسكرياً ولوجستياً يعكس التزامه بحماية المصالح الغربية في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب واستقرار الموارد الاستراتيجية.

3. تحديات أمام المفاوضات

على الرغم من الجهود الجارية، فإن المفاوضات بين دمشق والإدارة الذاتية تواجه تحديات كبيرة، بما في ذلك:

  • التباينات السياسية : الخلافات العميقة بين الطرفين حول مستقبل الحكم في سوريا.
  • الضغوط الخارجية : التدخلات التركية والإقليمية قد تعرقل أي تقدم في المفاوضات.
  • الثقة المفقودة : الأطراف المعنية تحتاج إلى بناء ثقة متبادلة لتحقيق تفاهمات مستدامة.

الخلاصة

التحركات الأخيرة حول سد تشرين والنشاط العسكري للتحالف الدولي وقسد تعكس تعقيد المشهد في شمال سوريا. بينما تعمل الإدارة الذاتية ودمشق على التفاوض بشأن الملفات الاستراتيجية مثل المياه، يستمر التحالف الدولي في تعزيز وجوده العسكري لضمان استقرار المناطق التي تسيطر عليها قسد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *