أصدرت الرئاسة السورية اليوم الأحد بيانًا رسميًا بشأن مستجدات الاتفاق مع قيادة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ، مؤكدة رفضها القاطع لأي محاولات لفرض واقع تقسيمي أو إنشاء كيانات منفصلة تحت مسمى الفيدرالية أو الإدارة الذاتية. البيان جاء في سياق تصاعد التوترات بعد اتهامات وجهتها حكومة الجولاني لقسد والكورد بمطالبة “الفدرالية”، على الرغم من أن القادة الكورد أكدوا مرارًا وتكرارًا أن مطلبهم يقتصر على نظام لامركزي ضمن إطار سوريا الموحدة.
رفض دمشق للفيدرالية وتأكيد الوحدة الوطنية
في الوقت الذي لم يتطرق اي قائد كوردي في سوريا الى النظام الفدرالي و خاصة قيادة قسد فأن الرئاسة السورية للجولاني أشارت إلى أن التحركات والتصريحات الأخيرة الصادرة عن قيادة قسد، والتي تدعو إلى الفيدرالية وتُكرّس “واقعًا منفصلاً” على الأرض، تتعارض بشكل صريح مع مضمون الاتفاق وتهدد وحدة سوريا وسيادتها. و هذا أتهام فارغ عن المظمون و يوحي بكيل الجولاني للتهم الى قسد من أجل التراجع عن الاتفاقية.
وأكدت الرئاسة أن وحدة سوريا أرضًا وشعبًا تمثل خطاً أحمر و كأن قسد تريد تقسيم سوريا في الوقت الذي أكد قائد قسد أن هدفهم الوحدة السورية و ليس تقسيم سوريا. و قال رئاسة دمشق أن أي محاولة للمساس بالوحدة السورية ستُعتبر خروجًا عن الصف الوطني وهوية سوريا الجامعة. كما أعربت عن قلقها البالغ من الممارسات التي قد تشير إلى توجهات خطيرة نحو تغيير ديمغرافي في بعض المناطق، وهو ما يهدد النسيج الاجتماعي السوري ويضعف فرص الحل الوطني الشامل. و نسى الجولاني التعريب الحاصل في المدن الكوردية من سري كاني الى عفرين.
انتقادات لسيطرة قسد على الموارد
حذرت الرئاسة السورية أيضًا من تعطيل عمل مؤسسات الدولة في المناطق الخاضعة لسيطرة قسد، مشيرة إلى أن تقييد وصول المواطنين إلى الخدمات العامة واحتكار الموارد الوطنية واستخدامها خارج إطار الدولة يساهم في تعميق الانقسامات ويهدد السيادة الوطنية. وأكدت أن قسد لا يمكنها “استئثار القرار” في شمال شرق سوريا، حيث تتعايش مكونات أصيلة مثل العرب والكورد والمسيحيين وغيرهم.
وشددت على أن مصادرة قرار أي مكوّن أو احتكار تمثيله أمر مرفوض تمامًا ، مؤكدة أن الاستقرار والمستقبل في سوريا لن يكونا ممكنين دون شراكة حقيقية تمثل جميع الأطراف بشكل عادل.
حقوق الكورد ضمن إطار الدولة الواحدة
أكدت الرئاسة السورية أن حقوق الإخوة الكورد، شأنهم شأن جميع مكونات الشعب السوري، مصونة ومحفوظة في إطار الدولة السورية الواحدة، على قاعدة المواطنة الكاملة والمساواة أمام القانون. في الوقت الذي لم يتطرق الدستور السوري الى الكورد و الى حقوقهم و وورد فقط كلمة المواطنون الكورد و ليس القومية الكوردية أو المناطق الكوردية. وأنزعجت القيادة السورية من التدخل الخارجي لحماية الكورد و باقي المكونات السورية أو وصاية أجنبية، بل يجب أن يتم عبر إطار وطني شامل.
ودعت الرئاسة شركاء الاتفاق، وعلى رأسهم قسد، إلى الالتزام الصادق بمضمون الاتفاق المبرم وتغليب المصلحة الوطنية العليا على أي حسابات ضيقة أو خارجية.
رد فعل قسد والتطورات المستقبلية
البيان يعكس تصعيدًا في الخطاب السياسي من قبل دمشق تجاه قسد، خاصة في ظل اتهامات متبادلة حول تنفيذ الاتفاق. ومن الواضح أن دمشق تسعى إلى استعادة السيطرة على المناطق التي تديرها قسد، بينما تؤكد قسد أنها تعمل على حماية حقوق جميع المكونات في شمال شرق سوريا.