أفادت مصادر متطابقة أن فصائل سورية موالية لتركيا أرسلت، ظهيرة اليوم، تعزيزات عسكرية إلى محيط سد تشرين في شمالي سوريا. يأتي هذا التحرك في ظل تقارير عن تصاعد التوترات بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والفصائل المسلحة ضمن الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا، رغم الحديث عن وقف إطلاق نار غير رسمي يرعاه الجانب الأمريكي.
تصاعد التوترات حول سد تشرين
شهدت منطقة سد تشرين، التي تُعتبر ذات أهمية استراتيجية كبيرة بسبب موقعها على نهر الفرات ودورها في توفير المياه والطاقة الكهربائية، حالة من الهدوء النسبي خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. ومع ذلك، يبدو أن الوضع قد تغير مع وصول التعزيزات العسكرية التركية والفصائل الموالية لها إلى المنطقة.
مصادر محلية أكدت أن هذه التعزيزات تأتي بعد أشهر من الاشتباكات المتقطعة بين قسد والفصائل المسلحة المدعومة من تركيا، والتي تصاعدت بشكل خاص بعد انهيار نظام بشار الأسد في كانون الأول 2024. وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد تمكنت من صد الهجمات المتكررة على السد، الذي يُعد نقطة استراتيجية حيوية.
وقف إطلاق النار غير المعلن
رغم التقارير التي تحدثت عن وقف إطلاق نار ترعاه الولايات المتحدة بين قسد والجيش التركي ، لم يتم الإعلان رسمياً عن أي اتفاق من هذا النوع حتى الآن. وقد أثار هذا الغموض تساؤلات حول طبيعة التفاهمات الجارية بين الأطراف المعنية، خاصة في ظل استمرار الحشد العسكري في مناطق التماس.
دمشق تتهم “قسد” بعدم تنفيذ الاتفاقيات
من جهتها، أرجعت مصادر حكومية في دمشق سبب التعزيزات العسكرية إلى “عدم تنفيذ قسد للاتفاقيات الموقعة مع الدولة السورية”. وتشير هذه التصريحات إلى تفاقم الخلافات بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية، التي كانت قد أبرمت اتفاقيات مؤقتة لتنسيق الجهود ضد الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا. و لكن من المرجح أن السبب يعود الى المؤتمر الوطني الكوردي الذي أنعقد يوم السبت الماضي و تم تشكيل وفد كوردي للتفاوض مع دمشق حول النظام اللامركزي . هذه الخطوة لم تعجب حكومة دمشق و لا حليفتها تركيا.
أهمية سد تشرين
سد تشرين ليس مجرد بنية تحتية هيدروليكية، بل يُعتبر أيضًا رمزًا استراتيجيًا وسياسيًا في شمال سوريا. السيطرة عليه تعني:
- التحكم بمصادر المياه والكهرباء : حيث يوفر السد الطاقة الكهربائية لملايين السكان في المنطقة.
- التوازن العسكري : سيطرة أي طرف على السد تعزز من موقفه في المفاوضات السياسية والعسكرية.
- الأبعاد الإنسانية : أي تصعيد عسكري في محيط السد قد يؤدي إلى كارثة إنسانية بسبب تأثيره على توفر المياه والطاقة.
السيناريوهات المحتملة
- تصعيد عسكري : إذا استمرت التعزيزات التركية والفصائل الموالية لها في التقدم نحو السد، قد يؤدي ذلك إلى انهيار وقف إطلاق النار غير المعلن وعودة الاشتباكات العنيفة.
- مفاوضات جديدة : من الممكن أن تكون التعزيزات التركية وسيلة ضغط لإجبار “قسد” على تقديم تنازلات في المفاوضات الجارية برعاية أمريكية.
- تدخل دولي : قد تسعى القوى الدولية، بما في ذلك الولايات المتحدة، إلى التوسط لتهدئة الأوضاع ومنع تصعيد جديد في شمال سوريا.
الخلاصة
تحرك الفصائل الموالية لتركيا بإرسال تعزيزات عسكرية إلى محيط سد تشرين يعكس تصاعد التوترات في المنطقة، رغم الحديث عن وقف إطلاق نار غير رسمي. ويبدو أن الخلافات بين الأطراف الرئيسية – سواء بين “قسد” والفصائل المدعومة من تركيا أو بين “قسد” والحكومة السورية – لا تزال قائمة.