أصدرت جبهة كوردستان سوريا بياناً حازماً أعربت فيه عن “إدانتها واستنكارها الشديدين” للتصريحات الصادرة عن رئاسة الإدارة الجديدة في سوريا، والتي وصفت الفيدرالية بأنها “تهديد لوحدة البلاد”. وأكدت الجبهة أن هذه التصريحات تعكس “استمرار عقلية النظام البائد الذي أقصى شركاء الوطن وتعامل مع القضية الكردية كقضية أمنية”، محذرة من محاولات فرض سياسات الإقصاء والتهميش.
الفيدرالية: إطار لسوريا متعددة ومتنوعة
شددت الجبهة في بيانها على أن “الفيدرالية ليست تهديداً أو تقسيماً للبلاد”، بل هي الحل الأمثل لبناء سوريا جديدة تقوم على قيم التعددية والديمقراطية . وأشارت إلى أن التجارب العالمية تثبت أنه “لا توجد دولة فيدرالية في العالم قد انقسمت”، معتبرة أن الانقسامات تحدث فقط في الدول الأحادية والمركزية التي ترفض الاعتراف بحقوق جميع مكوناتها.
وطالبت الجبهة بتوضيح الموقف الوطني الحقيقي تجاه الفيدرالية، مؤكدة ضرورة أن تكون كردستان سوريا كياناً سياسياً وإدارياً موحداً داخل إطار سوريا المستقبل.
دعوة الكونفرانس المشترك إلى التمسك بالفيدرالية
وجهت الجبهة نداءً إلى أطراف الكونفرانس المشترك ، بما في ذلك المجلس الوطني الكوردي وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) ، لتبني موقف واضح وحازم تجاه تصريحات رئيس الإدارة السورية. ودعت هذه الأطراف إلى التمسك بمبدأ الفيدرالية كحل دائم للأزمة السورية، يضمن حقوق جميع المكونات ويحقق الاستقرار.
التصعيد العسكري حول سد تشرين
حذرت الجبهة من “التصعيد العسكري” الذي شهده محيط سد تشرين مؤخراً، معتبرة إياه “محاولة للضغط على الكرد بالقوة وفرض سياسة الإملاءات بدلاً من الحوار”. وأعربت عن قلقها من أن مثل هذه الخطوات قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار وتعميق الانقسامات بين مكونات الشعب السوري.
دعوة إلى الحوار الوطني الشامل
في ختام بيانها، طالبت جبهة كوردستان سوريا رئيس الإدارة الجديدة في دمشق بـ”التوقف عن إطلاق التهديدات والوعيد”، والبدء في الدعوة إلى حوار وطني شامل وجاد يضم كافة مكونات الشعب السوري. وأكدت أن الحلول السياسية والحوار البناء هما السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد.
الخلاصة
بيان جبهة كوردستان سوريا يعكس موقفاً واضحاً وحازماً تجاه قضية الفيدرالية وحقوق الكرد في سوريا. كما يسلط الضوء على المخاطر المرتبطة بالتصعيد العسكري ومحاولات فرض الحلول بالقوة. وفي ظل التحديات المستمرة، يبقى السؤال: هل ستستجيب الإدارة الجديدة في دمشق لهذه الدعوات وتبني حواراً وطنياً حقيقياً؟ أم أن التوترات ستستمر وتهدد استقرار البلاد؟