“قوات الجولاتي تسيطر على مدينة جرمانا الدرزية و تقطع الطريق بين دمشق و السويداء من أجل منع وصول الامدادات الدرزية

صوت كوردستان:

شهدت مناطق في ريف دمشق ، وخاصةً أشرفية صحنايا وجرمانا ، توتراً أمنياً غير مسبوق بعد اندلاع اشتباكات عنيفة بين مجموعات مسلحة من الطائفة الدرزية وقوات وزارة الدفاع والأمن العام السوري. يأتي هذا التصعيد بعد موجة غضب واستياء لدى الطائفة الدرزية نتيجة ما تعتبره “محاولات فرض سيطرة إسلامية متطرفة” على مناطقهم، في إشارة إلى الجماعات المسلحة التابعة لحكومة الجولاني.

قطع الطرق ومنع المواجهة

في خطوة تصعيدية، قامت “مجموعات مسلحة” بقطع طريق دمشق – السويداء بهدف منع وصول مسلحين من محافظة السويداء إلى ريف دمشق. يُعتقد أن هذه الخطوة جاءت لتجنب تصعيد أكبر بين الطوائف المختلفة ولإظهار رفض الدروز لوجود مسلحين إسلاميين في مناطقهم.

الاشتباكات في أشرفية صحنايا

اشتباكات عنيفة دارت في أشرفية صحنايا بين مسلحين دروز وصفتهم وسائل إعلام تابعة للجولاني بأنهم “مجموعات خارجة عن القانون”، بينما أكدت مصادر محلية أن هؤلاء المسلحين يسعون إلى حماية مدنهم وإدارتها بشكل مستقل بعيداً عن هيمنة الجماعات الإسلامية المتطرفة.

وفي بيان رسمي، أعلنت وزارة الدفاع السورية السيطرة على مدينة صحنايا بعد اشتباكات مع المسلحين، مشيرة إلى أن “المسلحين الدروز انسحبوا باتجاه أشرفية صحنايا”. ومع ذلك، يرى كثيرون أن هذا الانسحاب لا يعني نهاية الأزمة، بل قد يكون بداية لمواجهة أوسع بين الطائفة الدرزية والجماعات الإسلامية.

بداية التوتر: جرمانا وخلفيات الأحداث

بدأت التوترات فجر أمس في مدينة جرمانا ذات الغالبية الدرزية، حيث شهدت المدينة اشتباكات بين مسلحين محليين وقوات الأمن العام. هذه الأحداث جاءت على خلفية نشر تسجيل صوتي مسيء منسوب لشخصية من الطائفة الدرزية، والذي أثار استفزازاً لدى بعض الفصائل الإسلامية، مما أدى إلى تصعيد العنف ضد المدنيين الدروز.

اتهامات متبادلة ومخاوف من حرب طائفية

تشير التطورات الأخيرة إلى وجود مخاوف حقيقية من انزلاق البلاد نحو صراع طائفي جديد. فالدروز يعتبرون أنفسهم مستهدفين من قبل الجماعات الإسلامية التي تحاول فرض نفوذها على مناطقهم، بينما تصف السلطات السورية هذه التحركات بأنها “خروقات أمنية” تهدف إلى زعزعة الاستقرار.

مصادر محلية تؤكد أن هذه الاشتباكات ليست مجرد اضطرابات أمنية، بل تعكس رفض الطائفة الدرزية لفكرة فرض “سلطة إسلامية” عليها، خاصةً في ظل التجارب السابقة التي تعرض فيها الدروز لانتهاكات خطيرة من قبل الجماعات المتطرفة.

ردود الفعل الحكومية

وزارة الدفاع السورية أكدت أنها لن تسمح بأي “تحركات خارجة عن القانون”، مشددة على ضرورة استعادة الأمن والاستقرار في جميع المناطق. ومع ذلك، فإن هذه التصريحات لم تلقَ قبولاً واسعاً لدى الطائفة الدرزية، التي تعتبر أن الحكومة تغض الطرف عن الجماعات الإسلامية المتطرفة وتسعى لفرض هيمنتها بالقوة.

الخلاصة

الأحداث في أشرفية صحنايا وجرمانا تشير إلى تصاعد التوترات الطائفية في سوريا، حيث يبدو أن الطائفة الدرزية قد بدأت تتخذ موقفاً دفاعياً واضحاً ضد أي محاولات لفرض سيطرة إسلامية على مناطقها. ومع استمرار الاشتباكات، يزداد القلق من أن تتحول هذه الأحداث إلى حرب طائفية أوسع قد تؤدي إلى المزيد من التدهور في البلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *