تستمر السلطات السورية في سياسة التعتيم الكامل بشأن ملف المعتقلين في سجون حماة وعدرا وحارم ، وسط مطالب متزايدة بالكشف عن مصير أكثر من 8000 معتقل مضى على احتجازهم قرابة 146 يومًا دون تقديم أي تهم رسمية أو إجراء محاكمات عادلة. هذا الوضع يُعتبر انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي ويثير تساؤلات جدية حول التزام النظام السوري بمعايير حقوق الإنسان.
نقل الضباط المعتقلين إلى سجن عفرين
في تطور جديد، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بنقل عدد من الضباط المعتقلين، من رتبة نقيب وما فوق ، من سجن حماة إلى سجن عفرين الواقع في ريف حلب الشرقي. هذا النقل تم دون أي إعلان رسمي من وزارة الدفاع السورية ، التي تواصل رفضها تقديم أي معلومات حول مصير المعتقلين أو توضيح أسباب نقلهم، رغم مرور قرابة خمسة أشهر على احتجازهم. هذا الصمت الرسمي يعزز المخاوف بشأن مصير هؤلاء المعتقلين، خاصة في ظل غياب أي شفافية حول ظروف اعتقالهم وأسباب نقلهم إلى سجون أخرى.
مخاوف من التعذيب والانتهاكات الممنهجة
حذر المرصد السوري من أن استمرار التكتم الرسمي يُفاقم المخاوف من تصاعد الانتهاكات داخل السجون. وتشير تقارير حقوقية إلى وجود حالات تعذيب ممنهجة ، بالإضافة إلى وفيات تحت التعذيب أو في ظروف غامضة. هذه الممارسات تُعد انتهاكًا واضحًا للقوانين الدولية والإنسانية، وتضع السلطات السورية أمام مسؤوليات كبيرة.
وأكد المرصد أن السجون الآنفة الذكر تضم فئات مختلفة من المعتقلين، بما في ذلك:
- ضباط وعناصر سلموا أنفسهم دون قتال.
- مدنيون اعتقلوا خلال مداهمات أو على الحواجز.
- مقاتلون سابقون ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” أو أولئك الذين أُعيدوا من العراق.
مصير المعتقلين كمعيار للعدالة الانتقالية
يشدد المرصد على أن مصير المعتقلين في سجون النظام بات معيارًا حقيقيًا لمدى التزام السلطات السورية بمسار العدالة الانتقالية . واستمرار الصمت الرسمي بشأن هذا الملف يعيد إنتاج الانتهاكات التي شهدتها البلاد في مراحل سابقة، مما يقوض أي جهود لتحقيق المصالحة الوطنية والاستقرار.
الإدانات الدولية والمطالبات الحقوقية
منظمات حقوقية دولية، بما في ذلك منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش ، أدانت مرارًا سياسات الاحتجاز التعسفي والتعذيب في سوريا. وتدعو هذه المنظمات إلى:
- الإفراج الفوري عن المعتقلين دون تهم واضحة.
- إجراء تحقيقات شفافة حول حالات التعذيب والوفيات داخل السجون.
- محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.