صوت كوردستان:
تشهد عملية تشكيل حكومة إقليم كردستان تعثّرًا مستمرًا منذ الانتخابات الأخيرة، وسط خلافات عميقة بين الحزبين الرئيسيين في الإقليم، الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني . ويبدو أن هذه المرة تختلف عن التجارب السابقة، حيث يغيب الدور الخارجي الفاعل الذي كان يتدخل بشكل مباشر أو غير مباشر لتسهيل الحلول وتوزيع النفوذ.
غياب الضغط الدولي
لفترة طويلة، لعبت كل من إيران والولايات المتحدة دورًا محوريًا في الأزمات السياسية التي شهدها إقليم كردستان. كانت طهران وواشنطن تسهمان في فرض الحلول على الأطراف الكوردية، مما يمكّن الإقليم من تجاوز أزماته السياسية بشكل من الاشكال. لكن اليوم، يبدو أن ملف إقليم كردستان قد فقد أولويته على جداول الأعمال الدولية بسبب التغييرات التي حصلت بعد وصول ترامب الى الحكم.
الولايات المتحدة:
تركز على قضايا إقليمية أكبر، مثل الاستقرار في الشرق الأوسط وأزمات أخرى ذات أولوية أعلى بالنسبة لها. هذا الانشغال الدولي أدى إلى ترك إقليم كردستان في حالة من الفراغ السياسي، حيث لم يعد هناك ضغط خارجي فاعل لدفع الأطراف الكردية نحو التوصل إلى اتفاق.
في ظل غياب الرعاية الدولية، توسعت دائرة الخلافات بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني حول توزيع المناصب والصلاحيات داخل الحكومة الجديدة.
الأسباب الرئيسية للخلافات تتركز على :
توزيع الحقائب الوزارية السيادية.
تحديد آليات اتخاذ القرار داخل الحكومة.
التنافس على النفوذ بين الحزبين في المؤسسات الإدارية والخدمية.
وتُشير بعض الأوساط السياسية في أربيل إلى أن غياب الضغط الخارجي سمح للأطراف الكردية بالتماطل والمناورة دون رادع، مما أطّر الأزمة في حلقة مفرغة من التأجيل والمماطلة.
و يحذّر مراقبون من أن استمرار الفراغ التنفيذي قد يؤدي إلى فتح ثغرات خطيرة في السلطة، مما قد يستغل من قبل جهات داخلية أو خارجية لتحقيق أجنداتها. كما يتسبب في تراجع الثقة الشعبية حيث يشعر المواطنون في الإقليم بالإحباط بسبب عدم قدرة القوى السياسية على إدارة الأزمات، مما قد يؤدي إلى تآكل الثقة بالعملية السياسية بشكل عام. في ظل غياب أي مؤشرات على انفراج قريب، تدعو أصوات سياسية ومدنية إلى ضرورة التدخل العاجل لتجاوز الأزمة.
و قبول حلول محلية بدلا من انتظار أمريكا أو يران كي يتم تشكيل حكومة الاقليم و هناك دعوات للاطراف الكردية إلى تقديم تنازلات متبادلة لصالح الإقليم، بعيدًا عن الحسابات الضيقة.
تشكيل حكومة إقليم كردستان لم تكن مجرد شأنا داخليا و بسبب تراجع الاهتمام الدولي بالإقليم في ظل تغير الأولويات الإقليمية والدولية قل الاهتمام بتشكيل حكومة الاقليم. استمرار الفراغ التنفيذي يشكل تهديدًا حقيقيًا للاستقرار الإداري والخدمي في الإقليم، مما يتطلب من الأطراف الكردية والمجتمع الدولي العمل بسرعة لتجاوز هذه الأزمة.
الى القرّاء الكرام.
تحية.
للاطلاع:
https://sotkurdistan.net/2025/05/02/%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%86%d8%a7%d8%b2%d9%8f%d8%b9-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%aa%d8%b4%d9%83%d9%8a%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%83%d9%88%d9%85%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%a5%d9%82%d9%84%d9%8a%d9%85-%d9%83%d8%b1/
محمد توفيق علي