نشرت صحيفة “برافدا” الروسية، اليوم الأحد، ً مقالا لسيرغي كوجيمياكين، تحت عنوان “( ّفكة)
واشنطن في العراق”، تحدث من خلاله عما أسماه لعبة واشنطن بين دعم الأكراد والتحالف مع
بغداد ضد إيران.
ويقول كوجيمياكين، إن “الاستفتاء الذي أجري في 25 أيلول كان من المفترض أن يكون نقطة
تحول في تاريخ كردستان العراق.. العديد من المراقبين والخبراء أعلنوا عن ظهور دولة جديدة
على خريطة العالم، إلا أن الأحداث أثبتت تسرع هذه الاستنتاجات”، ً مبينا أن “الإجراءات الصارمة
التي قامت بها بغداد ألغت فعليا نتائج الاستفتاء”.
ويضيف كاتب المقال، أن “استقلال كردستان كان على مدى زمني طويل مشروعا جيوسياسيا
أمريكيا وإسرائيليا وسعوديا، إلا أن ردة فعل واشنطن على إدخال بغداد قواتها إلى المناطق
المتنازع عليها، بدت كأنما تلغي المشروع السابق”.
ويرى ّأن “تخلي واشنطن عن حليفها الكردي قام على حسابات مصلحة مختلفة، فقد كان من
شأن تأييد استقلال كردستان أن يضر بالعلاقة مع بغداد حليفة إيران وربما يطيح بحكومة بغداد
ويوصل شخصية أخرى أقرب إلى طهران مما هي إلى واشنطن”.
ويكمل كوجيمياكين أن “جهود الدبلوماسية الأمريكية تتجه نحو تحويل العراق إلى حليف
أمريكي وإخراج طهران” منه.
ويرى من نتائج ذلك “الانتقادات العراقية لروسيا”، فيسوق مثالا اتهام وزير النفط العراقي
لشركة “روس نفط” الروسية، في 21 تشرين الأول الماضي، بالتدخل في شؤون العراق الداخلية،
وانتهاك سيادته، والمعايير الدولية.
وواصل: “في بغداد، يقولون إن روس نفط لم يكن لها الحق في إبرام عقود تتجاوز السلطات
المركزية”. ويلاحظ الأثر الأمريكي الواضح في بيان وزارة النفط العراقية. وفي تأكيد اللعب
الأمريكي، يقول: “إذا ما خسرت واشنطن الرهان على بغداد تعود إلى سياسة تقسيم العراق”.