أشار تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية ” بي بي سي”، السبت، إلى ان ايران والسعودية عالقتان في صراع شرس من أجل الهيمنة الإقليمية، حيث تفاقم العداء المستمر منذ عقود بينهما بسبب الخلافات الدينية.
وأوضح التقرير الذي نشر اليوم ( 18 تشرين الثاني 2017)، انه وفي السنوات الـ15 الماضية على وجه الخصوص، زادت حدة الخلافات بين السعودية وإيران من خلال سلسلة من الأحداث، حيث أطاح الغزو الأميركي للعراق عام 2003 بصدام حسين، الذي كان من أبرز خصوم إيران وأدى ذلك إلى القضاء على قوة عسكرية مضادة للنفوذ الإيراني في العراق، والذي ظل يتصاعد منذ ذلك الحين.
وأضاف ان ثورات العالم العربي المختلفة في ربيع عام 2011، ساهمت في زعزعة الاستقرار السياسي في جميع أنحاء المنطقة، واستغلت كل من إيران والسعودية هذه الاضطرابات لتوسيع نفوذهما، لاسيما في سوريا والبحرين واليمن، ما زاد من حدة الشكوك المتبادلة بينهما، حيث يؤكد معارضو إيران بانها عازمة على ترسيخ نفوذها أو وكلائها فى أنحاء المنطقة، وتحقيق السيطرة على ممرٍ بري يمتد من إيران إلى البحر الأبيض المتوسط.
وتابع التقرير بالقول إن حدة التنافس الاستراتيجي بين الدولتين في تصاعد مستمر، لأن إيران حققت أفضلية من نواح كثيرة في النزاع الإقليمي، وساهم الدعم الإيراني والروسي للرئيس السوري بشار الأسد، بشكلٍ كبير في هزيمة فصائل المعارضة التي تدعمها السعودية، مبينا ان السعودية تحاول بحرصٍ شديد احتواء النفوذ الإيراني المتزايد، لكن المغامرة العسكرية التي يقودها ولي العهد محمد بن سلمان الحاكم الفعلي للبلاد، قد تؤدي إلى تفاقم التوترات الإقليمية، بحسب “بي بي سي”.
وفيما يتعلق بالوضع في لبنان، أفاد تقرير الشبكة البريطانية بان الكثير من المحللين يعتقدون أن السعودية مارست ضغوطا على رئيس الوزراء، سعد الحريري، للاستقالة من أجل زعزعة استقرار البلاد التي تقود فيها ميليشيا حزب الله المسلحة حليفة إيران تكتلاً سياسياً وتتحكم في قوة قتالية مسلحة ضخمة وثقيلة، كما ان هناك قوى خارجية تؤدي دوراً أيضاً في ذلك الصراع، حيث جاءت خطوات السعودية الجريئة الأخيرة، نتيجة دعم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في حين تدعم إسرائيل -التي ترى إيران تهديداً مميتاً بشكل ما- الجهود السعودية لاحتواء إيران.
وأشار التقرير إلى انه بصفة عامة، فان “الخريطة الاستراتيجية للشرق الأوسط تعكس الانقسام الشيعي السني، حيث توجد في المخيم الموالي للسعودية، القوى السنية الكبرى الأخرى في الخليج، وهي الإمارات، والكويت، والبحرين، فضلا عن مصر والأردن، أما لدى الجانب الإيراني توجد الحكومة السورية، التي تدعمها إيران بشدة، وتقوم ميليشيات شيعية موالية لإيران من ضمنها حزب الله اللبناني بدورٍ بارز في سوريا في محاربة فصائل المعارضة التي يتكون أغلبها من السنة، وتعتبر الحكومة العراقية التي يُسيطر عليها الشيعة هي أيضاً حليف وثيق لإيران، رغم أنَها تحافظ أيضاً على علاقةٍ وثيقة مع واشنطن.
وأوضحت “بي بي سي” ان الصراع السعودي الإيراني، يشبه الحرب الباردة، التي تواجهت فيها الولايات المتحدة مع الاتحاد السوفييتي في مواجهةٍ عسكرية متوترة لسنواتٍ عديدة، حيث لا يتقاتل الطرفان بشكلٍ مباشر، لكنَّهما متورطان في عددٍ من حروب الوكالة في أنحاء المنطقة.
وأضاف تقريرها انه حتى الآن تواجه الطرفان عن طريق الوكلاء، كما أن كلاهما غير مستعد لخوضِ حرب مباشرة مع الآخر، إلا أن “هجوما صاروخياً ناجحا واحدا” على العاصمة السعودية من اليمن قد يؤدي إلى تغيير الوضع الراهن وإثارة نزاع مباشر بين البلدين، كما انه من المناطق الواضحة التي يمكن أنَ يقع فيها صراع مباشر مياه الخليج، حيث تواجه الدولتان بعضها بعضاً عبر حدودٍ بحرية.
وفي نهاية التقرير لفتت “بي بي سي”، إلى انه لفترةٍ طويلة، كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها تنظر إلى إيران كقوة مزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط، بالمقابل ترى القيادة السعودية بشكل متزايد أن إيران تشكل تهديدا وجودياً، ويبدو أن ولي العهد مستعد لاتخاذ أي إجراء يراه ضروريا، حيثما يراه ضرورياً، لمواجهة نفوذ طهران المتزايد.
nrt
على الأغلب هذا لن يحدث ، والتقارب السعودي الإسرائيلي يبدو أنه إستعداد لهذا الحرب ، لكن هدف السعودية يختلف عن هدف إسرائيل في إيران كثيراً فالسعودية تريد موت وتمزيق إيران إلى الأبد ، لكن إسرائيل على العكس تريدها قويّة وإلى جانبها ضد السعودية وشقيقاتها في المستقبل ، وهذا هو المرجح الذي تخطط له إسرائيل فمصائر شعب إيران وشعب إسرائيل هي واحدة ومضادة لمصير العرب المسلمين بينما الدين الإيراني ينهض من نومه العميق الطويل