وفي 29 أيلول (سبتمبر) 1971، فشلت محاولة دبرهاناطم كزار مدير الامن العام في عهد صدام لاغتيال القائد الكوردي الملا مصطفى البارزاني، وذلك بعد عام ونصف على توقيع بيان آذار السلمي بين الكورد والحكومة في بغداد، وذلك حين توجه عشرة رجال دين بأمر من قيادة الحزب الحاكم في بغداد في زيارة للقائد البارزاني غرضها التحدث اليه عن السلم بين المسلمين.
كان الوفد يضم كلاً من الشيخ عبد الجبار الأعظمي وشقيقه عبد الوهاب والشيخ عبد الحسين الدخيل والسيد نوري الحسني والشيخ احمد الهيتي والشيخ غاوي الدليمي والشيخ باقر حسن المظفر والشيخ ابراهيم الخزاعي واثنين أو ثلاثة آخرين.
زود كزار أحد أعضاء الوفد بجهاز تسجيل، وضع بصورة سرية تحت ثيابه، وابلغه أن قيادة الثورة ترغب بتسجيل حديث البارزاني، وأوصاهم بالجلوس أمامه، وقيل له حينما يتحدث البارزاني تضغط على الزر بشكل لا يلفت الانتباه، وبالفعل حينما اقبل البارزاني بصحبة حراسه بعد أن ترك مقعده المألوف واتخذ صاحب جهاز التسجيل أو في الحقيقة صاحب قنبلة مقعده مقابله وبينهما طاولة ذات قوائم قصيرة وضعت فوقها أقداح الشاي، فلم يكون بينهما والحال هذه اكثر من مترين.
وافتتح الحديث الشيخ عبد الحسين الدخيل ثم تلاه الشيخ عبد الجبار الأعظمي بمقدمة بعد تقديمه هدية الوفد للبارزاني، وهي نسخ من المصحف الشريف كانت واحدة منها مفخخة ولم ينطق حامل القنبلة بكلمة.
ويقول البارزاني عن محاولة اغتياله هذه: “ما أن فتحت فمي ونطقت بكلمة نحن حتى دوى صوت انفجار هائل و تصاعد الدخان وتطايرت شظايا النوافذ فمددت يدي إلى حزام مسدسي ونطقت باسم الله، ولم اشعر بغير صدمة هوائية وانطلقت خارجًا”.
نقلا عن كتاب يحمل عنوان “اللغز في إعدام ناظم كزار مدير الامن العام وعبد الخالق السامرائي عضو القيادتين القومية والقطرية وأربعة آخرين اعضاء مجلس قيادة الثورة”، للمؤرخ والاعلامي العراقي سيف الدين الدوري، المقيم في لندن. الكتاب أصدار جديد