عنوان المقال مقتبس من عنوان مقالٍ للكاتب جعفر الكوفلي, إخترناه لمقالنا الذي كان المفروض أن يكون تعقيباً يُذيّل مقاله ، لكن لطول التعليق جعلناه مقالاً مستقلّاً ، فهو جوابٌ لتساؤلٍ عام يطرحه كل مثقف كوردي حريص على مستقبل كوردستان .
أخيراً إهتدى إلى السؤال الأهم على الإطلاق, في الحقيقة سؤال بات مطروحاً منذ زمن غير قصير وبدأ الكثيرون يتجرأون على طرحه صراحةً, لكن الجواب لا يزال مُرّاً يسبقه تردد وتخوُّف, في الوقت الذي لم يبق لنا شيءٌ نخسره ونخاف عليه .
شكراً على سؤالك ، وسأجيب عليه لكنك لن تقتنع بالجواب ومجرّد عدم إقتناعك بالجواب هو أحد الأسباب التي تبحث أنت عنها :
1 ـ الإسلام الذي فرضوه عليهم بالسيف, وبعدما تأصّل فيهم الإسلام, تنصّل الكورد من قوميتهم, وإلى وقت غير بعيد كان للكورد دين دون قوميّة وللكثيرين منهم هو كذلك حتى اليوم, وأصبحوا يُفضلون القوميات الأخرى على قوميتهم ،
2 ـ إلاّ قوميتهم الحقيقية ( الإيرانيّة ) هم بعيدون عنها ويُنكرونها ويُعادونها حتى اليوم بمن فيهم أنت ، ألم تسمع بعبدالحكيم ادريس البدليسي الذي باع ولاية كوردستان الإيرانية إلى سليم العثماني بـ 25000 ليرة ذهبية وقاتل الإيرانيين إلى جانب الأتراك السنيين ؟ وليس هذا فقط فقد دأب الكورد على التمرد والثورة ضد الشاه الإيراني بدفعٍ من الأَستانة يسفكون دماءهم من أجل إستقطاع أجزاء كوردستان الإيرانية وضمها إلى تركيا مثل ثورة عبيدالله النيروةيي المُناضل الكوردي الذي ملأت شهرته الآفاق, و ثورة خان لةب زيرين لم تكن سوى عداء سني شيعي جعل الكورد أعداءً لبني جلدتهم الفرس ، وحتى لو سلّمنا بأن الشاه عباس خانه فليس ذلك إلاّ بسبب الإسلام السني للكورد ، أما المذابح التي إرتكبها الكورد ضد الأرمن بالتعاون مع الجيش العثماني, وفرماناتهم ضد الئيزديين الكورد فحدّث ولا حرج ، وحتى اليوم الكورد ليسوا نادمين على ذلك رغم ما يرونه بأعينهم من مجريات الأحداث في عفرين وتصميم أردوكان على محاربة الكورد في كل مكان.
3 ـ عندما فرض الإسلام على إيران بالقوة لم يستسيغوه وكافحوه حتى القرن الثالث الهجري ولما ترسخ فيهم بعد مذابح وثورات خاسرة كثيرة , إنحازوا إلى أنصار علي ضد الحكم الإسلامي الذي كان سنيّاً, فكوَّنوا المذهب الشيعي فأصبح نفور الكورد منهم أشد والعداء أَلد لهم من باقي القوميات التي إحتلّت وهضمت الكورد ، والدليل أنهم اليوم وبعد كل ما فعل بهم البعثيون فضلوا التعامل مع البعثيين وهم المُستولين على أراضي كوردستان المشمولة بالمادة 140 التي ماتت بسبب هذه السياسة المنحرفة ضد الشيعة شُركاؤهم في إضطهادات صدام ، وأَيّدوا تركيا السنيّة المعروفة بعدائها الشديد للكورد ضد إيران لأنها شيعيّة .
4 ـ أسألك سوالأً صريحاً : متى ظهر الكورد على مسرح التاريخ ؟ كن صريحاً ولا تتكلم عن الميديين فهم سلالة إيرانية بدأت الحكم وتناقلت السلطة عدة فروع إيرانية أُخرى : أخمينيين ثم أشكان ثم ساسان الذين يُرجحونهم كأكراد ومقر السلطة كان العراق معظم الأوقات حيث الأغلبية الكوردية .وفي كل عصرٍ سمّو بإسم أسرة الزعيم الحاكم ، حتى سماهم العرب بالعجم أطلقوه على جميع رعايا الساسان من الكورد والفرس ، وبعدها كانت الآفة الثقافية الكبرى هي أن المؤرخين المسلمين ترجموا كلمة عجم إلى فرس وضاع إسم الكورد من التاريخ مع العلم أن أغلبهم كوردٌ وليسوا فرساً من جبال زاكوس طوروس وحتى البصرة والكوفة وسورية كلها مواطن الكورد سكان تدمر كان بعضهم فرساً ,إذا سألت عن العلويين قالوا فرساً من أين سكن الفرس بلاد الشام ؟ سكان المدائن عاصمة الساسان كانوا كورداً سنجاريين أغلبهم إستعربوا بعد إسلامهم بالمذهب الشيعي ، كما ساهم المذهب السني الكوردي على توسيع الهوّة بينهم وبين الفرس الشيعة خاصةً بعد صلاح الدين إذ فرز الكورد عن الفرس ليظهرو على مسرح التاريخ كقومية مستقلة إحتار المؤرخون في معرفة أصلهم ومن أين جاؤوا بعد أن تنكروا للتسمية العجمية ونفوا أن يكونو عجماً فرساً ، ولم يكن في بلاد إيران والعراق الحالي غير العجم والأقوام الآرامية الساميّة ، أكد ذلك المؤرخون المستشرقون فقال أرنولد توينبي الإنكليزي أن الكورد ظهروا عن العجم تحت ظل الإسلام ، ورفع العرب نسبهم إلى الجن والترك إلى قطاع الطرق وهم يُفضلون هذا النسب على أن يكونو عجماً أو فرساً .
5 ـ أما تقسيم كوردستان إلى أربعة أجزاء فتلك مسؤوليّة الكورد ، أيّاً من الدول المحتلّة لكوردستان ليست مسؤولة عن تقسيمها ، ولا معاهدة سايكس بيكو التي كانت نعمة هبطت من السماء للطوائف المضطهدة تحت الدولة العثمانيّة ، إنها ماء الكوثر ومنّ السما شرب منه من أراد ونال الحياة, لكن الكورد كانوا صائمين لرمضان فلم يشربو منه شيئا وهذا هو المصير الذي إنتهوا إليه .
سايكس بيكو لم يأت إلى ذكر الكورد ولا كوردستان ، هم قسموا ميراث الدولة العثمانية فيما بينهم (( فرنسا وبريطانيا وروسيا )) لكن روسيا إنسحبت على الفور بعد الثورة الشيوعية فتفرغت فرنسا وبريطانيا للتعامل مع ممتلكات الدولة المهزومة , جميع العرب وفي جميع الولايات العثمانية, تعاونوا معهما ضد الخلافة الإسلاميّة في اسطمبول إلاّ الكورد فقد وقفوا إلى جانب الخليفة في كل مكان في تركيا وفي العراق وبالتأكيد في سوريا أيضاً .
بالتعاون معهما تمكن العرب من تكوين عدة دول عربية مستقلة ساعدهم الإستعمار على سن قوانين ودساتير ونظام الحكم ووحدت لهم عدة ولايات في دول كبيرة مثل مصر وسوريا والعراق ولبنان وتمكن اليهود من جمع شملهم والإستحواذ على جزء من هذا الصيد الثمين فكوَّنوا لهم دولة في فلسطين ما أثار عداء العرب كلهم حتى اليوم ومع ذلك فقد كان العرب وما يزالون يُفضلون الغرب على المعسكر الشرقي السوفيتي والروسي ونزاع العرب الشكلي ضدهم لم ينشأ إلاّ بعد تشكيل إسرائيل التي أربكت الولاءات وغيرت الخطط . في بلاد الكورد المُتحرّرة كل الظروف كانت مُهيّأة لإقامة جمهورية كوردية مستقلّة لو أرادوها ودون عناء فشمال العراق ( باشوية الموصل ) لم تكن تابعة لبغداد ولا لسوريا ولا ضمن تركيا الحالية التي كان كمال باشا يُناضل من أجلها أي أنها كانت ( رةها كري/ ليس لها صاحب ) لم تكن لأحد إلاّ أطماع بريطانيا في إستثمار كركوك وكانت تتوسل من الشيخ محمود أن يُطاوعها فيستقل بدولة كوردية تضم أجزاء من سوريا الحالية وجنوب تركيا لو كان هناك رجالٌ أكفاء لا يُصلون ، لكنه إمتنع . . . . والقصة معروفة ، وأخذ يُناضل للخليفة ضد الإنكليز ولما أطاح كمال باشا بالخليفة سقطت في يده ولم يعلم لمن يُقاتل بعد أن طارت الخلافة الإسلاميّة فلم يقبل بأحد إلاّ إبن عمه الملك فيصل الأول بإعتباره من نسل الهاشميين وهو أيضاً حفيد السادة من نفس الذرية بحسب الإدعاءات التي تملأ كوردستان بالسادة الذين إذا صح ذلك فهم كُلّهم من أصل عربي ، هكذا سلم الكورد باشوية الموصل للعرب السنة هدية ما من وراها جزية بدون ثمن ، على الأقل البدليسي قبض ثمن كوردستان تركيا ذهباً لكن الشيخ محمود لم يقبض فلساً .
6 ــ الحدود لم يرسمها أحد ضد الكورد ، فالحدود الإيرانية الحالية هي حدود طبيعية جبليّة وكانت ساحة قتال بين العثمانيين والإيرانيين وكان الكورد إلى جانب الترك فكان النصر إلى جانبهم دائماً إلاّ أنهم كانوا ينسحبون طواعية من الأراضي التي يتوغلون فيها, إلى غرب الجبال كما حدث في زمن سليم خان وسليمان القانوني ومراد الرابع وثورة عبيدالله النيرويي وغيرها كثيرة حتى وضع البريطانيون والروس حدوداً ثابتة بينهما في أرضروم 1847 وهي التي تفصل بينها وبين تركيا والعراق حاليّاً . أما الحدود بين الأقطار العربية فهي إقتسام الميراث العثماني بين فرنسا وبريطانيا ولم يكن الكورد على بال أحد عدا ما ذكرناه عن الشيخ محمود وبريطانيا .
7 ـ ومع ذلك نجد معاهدة سايكس بيكو على لسان الكورد ليل نهار في أية مناسبة أليمة ومحبطة للنضال الكوردي يعتبرونه من أول الأسباب التي قسمت كوردستان وقضت على وحدتهم ، ولو درسوا شيئاً من التاريخ لعلموا أن سايكس بيكو كان من أهم العوامل التي كانت في صالح الكورد لتأسيس دولتهم , الكورد لا يقرأون التاريخ وإذا قرأوا فسيقرأون التاريخ الإسلامي فقط ، وقبل أن يُعالجوا هذه المشكلة عليهم أن لا يتطلّعو إلى أي شيء ، لا حياة للكورد بدون إيران ،
حاجي علو
16 . 3 . 18
3 Comments on “(( الكورد وقول الحقيقة )) – حاجي علو ”
Comments are closed.
استاذي العزيز حاجي علو المحترم. ان السيد جعفر كوفلي…يقول (الولاء للمناطق و المدن و الاحزاب و القوى السياسية اكثر من ولاءنا لقوميتنا الكوردية فكل تيار و اتجاه ربط وجود الشعب الكوردي بوجوده و يرفع شعاراً قومياً براقاً و يجعل من نفسه حامياً و حارساً امنياً لحقوق الشعب الكوردي ، و يصنف غيره بالخيانة و اداة المؤامرة بيد الاعداء، لذا بات حب الاحزاب و القوى السياسية اولى من حب القومية و الوطن)…وهنا هو نفسه يطبق (اللاحقيقة) ويقول و اذا كان مبررنا انها وقعت منذ زمن (ويقصد قصف حلبجة)وله الكلام فأن مأساة كركوك و طوز خورماتو و عفرين لا تزال جراحاً ينزف الدم منها و ان احتجاجاتنا و استنكارنا لم تخرج من اطار شبكات التواصل الاجتماعي او آصدار البيانات من هنا و هناك …تمعن جيدا يقول مأساة كركوك و طوز خورماتو و عفرين لا تزال جراحاً ينزف الدم منها….ولايذكر خيانة سنجار العظمى لمسعود البرزاني لانها نقطة عار في جبين مسعود البرزاني وحزبه التي يكون السيد جعفر كوفلي منه….وهنا هو نفسه يطبق فعليا عنوان المقال
(( الكورد وقول الحقيقة ))
عزيزي نوردار ولاءات المناطق والأحزاب والفساد المالي , هي وليدة يوم أمس بعد بوش الإبن ونحن نتكلم عن النضال عل مدى التاريخ ، لم يكن هناك نضال كوردي أبداً ، هو نضال ديني إسلامي سني فحسب ، إاّ أحدهم وأنا مضطر أن أعترف بالحقبيقة ، فهو محمد الراوندوزي الذ أباد الئيزديين ، بدأها ثورة قومية كوردستانية بدفع إيراني ، ملالي الغسلام حولوها إلأى إبادة كوردية ، ونفس الملا الخطي سلم رقبه للحبل وبأسم الإسلام ، تتبع أحداث ثورته لتعلم ماذا فعل الإسلام بالقضية الكوردية وبعده البارزاني الخالد بدأ ثورة كوردية بدفع من إيران , لكن قبل أن تنضج إختلف مع الشاه الشيعي فكانت نهاية ثورته ،
شكرى وتقديرى لكم ولمداخلاتكم واحمد الله العلي القدير تمكنت من فتح باب للحوار البناء الذي يخدم القضية الكوردية من جوانب متعددة ..عبدالله جعفر كوفلي