تفاهة وجنون… مع سبق الاصرار –  عبد الخالق الفلاح

كل العلامات التي تستنتجد واكثر المؤشرات عند ترامب من خلال لغة الجسد والإبتسامة الساذجة التي تطفو على وجهه والإستعراض والمزاج المرتفع الدائم والذي يسمى ( داء العظمة)، تدل على احتمال إصابته باضطراب ثنائي القطب ، ومروره بمرحلة الهذيان والمزاج المرتفع ويقابلها حالات من اكتئاب نفسي وحزن واتخاذ قرارات خاطئة وما يزيد الطين بلة هو تناوله للمشروبات الكحولية في المناسبات الرسمية كما ظهر مع نتانياهو عند زيارته للكيان الصهيوني ، ونحن نتحدث هنا عن شخص مسؤول لأهم دولة بالعالم والذي يجب ان يتخذ قرارات مهمة ومصيرية محلية وعالمية ومع تنصيبه فقد تم اضافة مشكلة غير سليمة تماما بالنسبة للمجتمع الدولي و نجد أن هناك جنوناً واضحاً فيه، إذ يوجد الان في امريكا فلتان أمني رئاسي، فترامب يريد أن يحكم من قبل التوجيهات المزاجية، ولديه القليل من الصبر للحكم في ديمقراطية حيث يعتقد انه يمكن الاعتماد على حب الظهور، ونشر التهديد والوعيد والترهيب. “من احدى التهويلات والتهديدات المتسرعة في ضرب سوريا بالصواريخ الذكية ، رغم ان مفوّض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ذهب إلى ما هو في إطار الضّربات الصاروخيّة أو الجويّة للغوطة الشرقيّة يرتقي إلى “جرائم حرب” ويستدعي بحثه أمام محكمة الجنايات الدوليّة . نرى ان ترامب يتوعد سوريا بضربة أمريكيّة لأهداف عسكريّة سورية كرد على العملية المفبركة  الاخيرة ، على غرار قصفها لقاعدة الشعيرات الجويّة جنوب حمص بصواريخ كروز في نيسان (إبريل) الماضي، بدأ يتردّد بطريقة متسارعة في أروقة البيت الأبيض والدّوائر الأوروبيّة، ولعلّ المطالبة الأمريكيّة مجلس الأمن بإنشاء لجنة تحقيق دوليّة لتحديد المسؤولين عن شنّ هجمات بأسلحة كيماويّة في الغوطة (غاز الكلور) هي المقدّمة، أو “الذّريعة” لتبرير هذه الهجمات.” والتي جوبهت بفيتوا روسي في مجلس الامن، و نقل موقع غلوبال ريسيرش الكندي في وصفه لشطحات ترامب ومنها حول محاربة اللاجئين . وأضاف الموقع ان هذه الاجراءات بدأت مع الخصوم الذين يعملون في الخارج وسط صراعات طويلة وعنيفة في ديارهم مع امريكا، وسوف يتم الاستفادة منها وسط الاعتقاد بأن الحظر الذي فرضته إدارة ترامب على السفر هو هجوم ضد جميع المسلمين، وهذا بالتأكيد سيؤدي إلى عالم أكثر خطورة بالنسبة للأمريكيين واللاجئين على حد سواء، والتي يمكن أن تثير حلقة مفرغة دون قيود واضحة.وهو قليل الاحترام لوسائل الإعلام والذي اوصله الى هذا المنصب بشقيه التقليدي والبديل ، رغم دورهما في نجاح انتخاب ووصول دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة؟، باستثناء الصحافيين الذين يبجلونه. لقد كرر مرارا أنه يحترم الصحافة، ويتشبث بحرية الإعلام، ولكن حينما ننظر لسلوكه خلال المؤاتمرت الصحافية، فإن كلامه يعتبر امتدادا لتعليقاته الغير اخلاقية وتجاوزه على الاعلامين مستمر في مواقع كثيرة و خلال لقائاته وكذلك الأمر يتعلق بالرسائل القصيرة التي تصله. مع الفوز الصادم لدونالد ترامب في الانتخابات وتبوئه منصب الرئيس الـ45 للولايات المتحدة، سَرَتْ قشعريرة خوف في أوصال مؤسسة السياسة الخارجية الأميركية الى الحضيض وفعلا ” فقد حتى الآن عدد كبير من موظفيه، على راسهم وزير الخارجية وموظفين كبار اخرين مثل مستشاره للأمن القومي، ومدير الاتصالات بالبيت الأبيض، وسكرتيره الصحفي، كل ذلك في وقت وجيز” وهي كانت محقة فعلاً واثبت من خلال المدة الزمنية التي مضت وهو في كرسي الرئاسة حيال مستقبل العديد من مناطق العالم العربي اهما ابتزاز اموال تلك البلدان ومطالبته منهم في دفع اجرة الدفاع عنهم وهذا لم يفعله اي رئيس سابق للولايات المتحدة وبهذا الشكل الوقح وخلاف للدبلوماسية  ولا يُعتد به في قرارات ترامب المقبلة في السياسة الخارجية و يرى الولايات المتحدة الأمريكية كشركته ويتصرف وفقا لشعاره الخاطئ في الحياة “إنني أربح دائما”.. وهذا كان أمراً متوقعا لانه ليس رجل سياسة انما هو رجل اعمال . ففي خضم الحملة الانتخابية الطويلة له والتي بدات وكأنها لاتنتهي، فقد ادلى ترامب بتصريحات مرعبة حول الشرق الأوسط، تماماً كما فعل في مروحة كبيرة من القضايا الأخرى.اما على الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني مع دول 1+5، الذي يُعتبر أحد أبرز إنجازات إلادارة السابقة ا، في وضع الاتفاق في دائرة خطر ماحق. وفيما وصف ترامب مراراً وتكراراً هذا الاتفاق بـ”الكارثي”، اعتبره عموماً أشبه بوراثة عقدٍ تجاري سيِّء، يمكن تصحيحه عن طريق إنفاذ بنوده بشكلٍ صارم. والذي لايمكن ذلك كما يعتقد الكثير ومن المستبعد أن يستطيع الرئيس ترامب ببساطة إلى إبطال الاتفاق، لأن ذلك قد يفضي إلى نشوب أزمة نووية يتمرّغ ترامب في وحولها طيلة عهده الرئاسي. وواقع الحال أن كلّاً من طهران وواشنطن يحصدان منافع هذا الاتفاق  لو عملت واشنطن على استثماره بشكل منطقي لا بابتزاز دول الخليج الفارسي ويمكن من بناء علاقة دقيقة ومتوازنة قائمة على سياسة الربح المتقابل .وقد انتقدت صحيفة غارديان البريطانية الرئيس دونالد ترمب بشدة واصفة إياه بالجهل والعجز الذاتي والفقدان المزمن للمصداقية والهيبة، واعطى صورة حقيقية في ذهن كوريا الشمالية وروسيا وإيران بأن أميركا عاجزة عن فعل اي شيئ، وكذلك الغرب وهو أمر في غاية الخطورة لسمعة واشنطن الملوثة اساساً .

 عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي