ثورة شباب كردستان فی الإنتخابات البرلمانیة – د. عبدالباقی مایی

 

تحلیل نفسی إجتماعی-

لم یكن دور مشاركة الشباب فی الحركات الإجتماعیة غائبا فی الإنتخابات البرلمانیة الأخیرة فی أقلیم كوردستان العراق فی ٣٠ تشرین الأول سنة  ٢٠١٨. بل بدی ذلك شدید الوضوح بالأخص من خلال الموقف الإستثنائی الذی قامت به حركة الجیل الجدید. فقد تمیز هذا الموقف بالصفات النفسیإجتماعیة التالیة:

١العزم والتصمیم فی إتخاذ القرار: لكون حركة الجیل الجدید حدیثة العهد بالحراك السیاسی ولكونه یتألف من عنصر الشباب، وأغلبیتهم من الإناث، فقد إتسمت عملیة إتخاذ القرار بإجراء دراسة میدانیة سریعة و صارمة التی هی من الصفات النفسیة للشباب الواعی، بالإضافة إلی قوة الملاحظة التی تتسم بها نفسیة العنصر الإنثوی بصورة عامة.

 ٢وضوح الموقف: إتسم موقف الجیل الجدید بصفات نفسیة ممیزة  لفترة الشباب فی إختیار الأمور. فكان موقفها  واضحا خلال جمیع مراحل الفترة الإنتخابیة وأظهرت هذه الحركة مواقفها بتحمس وإصرار وتحدی دون تردد أو خوف أو خجل مع الإبتعاد المتعمد عن إستعمال العنف وعدم الرضوخ أوالإستسلام لعملیات التهدید والعنف والتهمیش التی تعرضت لها بشكل واضح من قبل الأحزاب السیاسیة السائدة فی المنطقة.

٣عدم الإنحیاز الحزبی: أعلنت حركة الجیل الجدید منذ البدایة عدم قبولها بالإستقطاب التقلیدی بین الأحزاب الرئیسیة فی المنطقة، ولم تترد فی الإعلان عن معاكستها لأی فعل أو موقف یظهر من الحزبین التقلیدیین الرئیسیین المتمسكین بزمام الأمور.

هذه المیزات النفسیإجتماعیة الواضحة لحركة الجیل الجدید تعكس صفات الشباب الواعی الثائر وتدل علی إستمراریة ثورة الشباب فی طریق النضال السیاسی بطرق سلمیة و دیمقراطیة لقیادة التغییرات النفسیإجتماعیة فی المجتمع الكردستانی.

حصول هذه الحركة السیاسیة الجدیدة علی (٨) كراسی فی برلمان أقلیم كردستان رغم حداثة عهدها وإستمرار منافسیها فی عملیات التزویر والعنف والتهدید ماهو إلا دلیل علی نجاحها.

أما خطورة تسییس ثورة الشباب بدخولها فی العراك السیاسی فلازالت تلوح فی الأفق وتكمن فی تسرعها فی خوض هذا العراك الحزبی الشائك فی كردستان و تجاوزها بذلك لحركة الشباب الكردستانی بصورة عامة بغض النظر عن الإنتماء الحزبی.

abdulnaghi.ahmad@neuro.uu.se

دهوك، ٤\١٠\٢٠١٨