ترامب لم يضع حساب ( خنزير) لقادة العراق و غليان سياسي ضد زيارته الخاطفة

لاقت الزيارة السرية التي قام بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، برفقة زوجته إلى قاعدة “عين الأسد” غرب محافظة الأنبار للقاء الجنود الأمريكيين في العراق، ردود فعل غاضبة من أطراف سياسية، حيث اعتبروها خارجة عن كل السياقات الدبلوماسية. ترامب لم يضع أية أهمية لجميع قادة العراق  من الرئيس الى رئيس الوزراء و البرلمان و لم يلتقي بأي منهم  و لم ينزل حتى في مطار بعداد و كأن العراق هي ولاية أمريكية و هو حاكمها.

هددت حركة النجباء، الخميس، بأن  زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي اعتبرتها”خرقا للسيادة العراقية” لن تمر “دون عقاب”، فيما توالت ردود الأفعال على الزيارة التي قام بها ترامب مساء أمس إلى العراق.

وقال المتحدث الرسمي باسم الحركة، هاشم الموسوي، في بيان اليوم، 27 كانون الأول 2018،، إن “على الاحمق ترامب ان يعي ان سيادة العراق جاءت بالدماء ولا تبنى القواعد في بلد المقاومة والشهداء”.

وأضاف البيان، انه “أصبح واجبا على الحكومة الان طرد القوات الامريكية باعتبارها مساسا بسيادة البلاد”، مبينا ان “ترامب يريد اختزال سيادة العراق في قاعدة عين الاسد وهذا لن يكون مهما كلفتنا الاثمان”.

وأكد أن “الاستهانة بسيادة العراق من قبل ترامب لن تمر من دون عقاب”.

من جانبها علقت النائبة الكردية السابقة سروة عبد الواحد، على زيارة ترامب إلى العراق، بالقول “ترامب في العراق وحامي الدستور والحكومة لحد الان ساكتين والبرلمان في العطلة“.

وتابعت في تغريدة لها عبر “تويتر” “كيف يمكن للشعب ان يحترم هكذا رئاسات. الكل يدخل للعراق بدون علم اصحاب البيت”، وقالت “المنطق يقول إذا أصبح الدخول للعراق سهل من الإيراني الى السعودي والقطري والجيش التركي يعني بقى على ترامب؟”، وتساءلت: “وينهم اصحاب السيادة“.

كما أفادت رئيسة حركة “إرادة” النائبة السابقة حنان الفتلاوي، في تغريدة نشرتها عبر حسابها في “تويتر” “ترمب وزوجته في العراق اليوم! ترى زحمة رئيس يدخل دولة أخرى ليزور جنوده وحكومة الدولة الأخرى متدري! لو تدري والخبر سري لأن ترمب يستحي؟؟؟“.

وأضافت “يلا المهم قمتوا وياه بالواجب، مسگوف لو قوزي لو حتى باقلاء بالدهن!”، وهي 3 اكلات عراقية، يبدو أن الزيارات الرسمية تشهد تقديمها للتعريف بالأطعمة العراقية.

أما النائب عن تحالف “سائرون” غالب العميري، فقد أشار إن “زيارة ترامب إلى العراق مرفوضة ومستنكرة، فنحن ضد سياسة ترامب وضد اي تدخل بالشأن العراقي”، مبينا أن “أمريكا على رأس الدول المتدخلة بالشؤون الداخلية“.

بينما أكد القيادي في تحالف القرار، اثيل النجيفي، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، زار العراق دون اعتبار للرئاسات العراقية، وكتب في منشور له على “فيسبوك” قائلا “من هذا الذي سيصدق القيادات العراقية بعد ان صدعوا رؤوسنا بعدم وجود اي جندي اجنبي في العراق”.

وأضاف “تاليها ترامب يزور القواعد الامريكية في العراق ويحتفل بدون اعتبار للرئاسات العراقية. لماذا لا تصارحون شعبكم ؟؟ وحينها سيعذركم ويصدقكم”.

ونشرت مواقع التواصل الاجتماعي صورا تظهر برنامج زيارة الرئيس ترمب للعراق بحسب البيت الأبيض، مشيرة إلى ان الزيارة بدأت الساعة السابعة والربع مساء الأربعاء بتوقيت بغداد وغادر ترامب عند الساعة العاشرة وخمسين دقيقة ليلا بتوقيت بغداد.

وكانت “رويترز” نقلت أمس عن مصادر أمريكية، قولها إن السفير الأمريكي في العراق، دوغلاس سيليمان، التقى وزير الخارجية ، محمد علي الحكيم، وأبلغه بزيارة الرئيس الأمريكي قبل إجرائها.

وبحسب “رويترز”، فإن “الرئيس الامريكي قال لجنوده في قاعدة الأسد الجوية في العراق ان الوجود الامريكي في سوريا لم يكن أبدا بلا نهاية ولم يكن هناك نية ان يكون دائميا”، مبينا ان الولايات المتحدة لا تخطط لسحب القوات الأمريكية من العراق.

كما أوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، سبب عدم عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أي لقاء مع رئيس مجلس الوزراء العراقي، أو رئيس الجمهورية، خلال زيارته الخاطفة للبلاد، وقالت إن “الرئيس الامريكي دونالد ترمب لم يلتق رئيس الوزراء العراقي لان الزيارة أعدت على عجل، والإجراءات الأمنية التي رافقت الزيارة”.

بهذا الصدد أبدى تحالف “البناء” في بيان له اليوم الخميس، 27 كانون الأول 2018، استغرابه الشديد من زيارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب، إلى قاعدة الأسد العسكرية غربي محافظ الأنبار الخارجة عن كل السياقات الدبلوماسية، مؤكدا ان الزيارة “انتهاك صارخ وواضح للأعراف الدبلوماسية وتبين استهتاره وعنجيته وتعامله الاستعلائي مع حكومة العراق وهذا الامر مرفوض جملة وتفصيلا”.

وأضاف البيان أن” زيارة ترامب تضع الكثير من علامات الاستفهام حول طبيعة التواجد العسكري الأمريكي والأهداف الحقيقية له وما يمكن ان تشكل هذه الأهداف من تهديد لأمن العراق “، داعيا الحكومة لرفض هذه الزيارة وإبلاغ الأمم المتحدة بها واستدعاء السفير الأمريكي في بغداد على وجه السرعة.

من جانبه أفاد الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، في تغريدة على “تويتر”، اليوم، ان “زيارة ترامب لقاعدة عسكرية أمريكية بدون مراعاة الأعراف الدبلوماسية يكشف حقيقة المشروع الأمريكي في العراق”، مبينا أن “رد العراقيين سيكون بقرار البرلمان بإخراج قواتك العسكرية رغما عن انفك وإذا لم تخرج فلدينا الخبرة والقدرة لإخراجها بطريقة أخرى تعرفها قواتك التي اجبرت على الخروج ذليلة في 2011”.

أما رئيس كتلة السند الوطني، النائب أحمد الأسدي، فقد أبدى رفضه أيضا لاستمرار تواجد القوات الأمريكية بعد ان أصبحت عبأً على الشعب والحكومة العراقية، مشيرا إلى ان “الطريقة التي تم بها اعلان الزيارة كانت مقصودة لجهة الاستخفاف بمشاعر العراقيين”.

 ولفت إلى ان “هذه الزيارة المستفزة لمشاعر العراقيين رغم انها كانت بعلم الحكومة العراقية فان مطلب انسحاب هذه القوات اصبح مطلباً أساسيا يجب العمل على تنفيذه بأسرع وقت ممكن”.

وكان مكتب رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، أصدر بيانا مساء أمس بخصوص زيارة ترامب إلى العراق، جاء فيه أن اجتماعا بين القيادة العراقية والرئيس دونالد ترامب، ألغي بسبب خلافات حول كيفية تنظيم اللقاء، وأضاف أنه “كان من المفترض أن يجري استقبال رسمي ولقاء بين عبد المهدي والرئيس الأمريكي ولكن تباينا في وجهات النظر لتنظيم اللقاء أدى إلى الاستعاضة عنه بمكالمة هاتفية تناولت تطورات الأوضاع“.

 فيما أقر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، بوجود مخاوف أمنية رافقت زيارته الى العراق، معربا عن “حزنه الشديد” لحاجته إلى كل هذه السرية للقاء الجنود الأميركيين هناك.

وقال ترامب، إنه كان قلقا بشأن القيام بالرحلة “عندما سمعت بما عليك أن تمر به”، وتابع ترامب الذي ترك واشنطن ليلا في طائرة مطفأة الأضواء، أن “زيارتين” ألغيتا سابقا بعد تسرب أنباء عنهما.

وأوضح انه “من المحزن جدا عندما تنفق 7 تريليونات دولار في الشرق الأوسط، أن يتطلب الذهاب إلى هناك كل هذه السرية الهائلة والطائرات حولك، وأعظم المعدات في العالم، وأن تفعل كل شيء كي تدخل سالما“.

يذكر ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وصل أمس الأربعاء إلى قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار غرب العراق عند الساعة 19:16 بالتوقيت المحلي برفقة زوجته ميلانيا ومجموعة صغيرة من المساعدين ووكلاء الخدمات السرية، ومجموعة من الصحافيين، واستغرقت الزيارة نحو ثلاث ساعات فقط.

وتعد هذه الزيارة الأولى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى العراق منذ توليه السلطة في كانون الثاني 2017، وجاءت في أعقاب قراره خفض عديد القوات الأمريكية في أفغانستان وإعلان الانسحاب الكامل من سوريا.

ر.إ