هنا اريد ان اتكلم حصرا مع اللاعبين المتلاعبين بالكلمات لاغراض مضللة في شان الانسان و الوطن و ما يمت بهما من الافاكار, و الرغض من ما اتكلم به هو من اجل الهدف الاسمى و هو السعادة البشرية والحياة الحرة للجميع على حد سواء دون اية فروقات او اجحااف بحق اي كان مهما كان عرقه و لسانه و لونه و منشاه, و لكنني ما انا بتواصل معه هو هذه البقعة و ما بها و تاريخها و ما المشاكل الشائكة التي اودت بها دون ان يعترف المتشبثون بماهو بال و غير مفيد منذ امد طويل.
عندما تتكلم و تبرز الدلائل العلمية و تريد ان يقابلك المخالف بنفس السلاح فتظهر التضاليل و بتبجح واضح من اجل فرض ما يؤمن به الاخر و ان كان اجحادا بحق المقابل. كنت قد تلكمت كثيرا عن ماهو الصحيح في امور اليسارية و علاقتها و ارتباطاتها مع القومية و الطبقية او ما تحويها من الاراء و المواقف حول هذه المفاهيم العامة التي بحد ذاتها يمكن ان تجد العديد من التوجهات المختلفة جذريةً عن البعض في حالات التطبيق وفق فهم النصوص و كيفية تقييم الارضية المراد اتخاذ هذه الافكار سندا فلسفيا و قانونيا و فكريا فيها. هنا اتكلم حصريا عن العراق الموزائيكي التركيب شعوبا و تاريخا وجغرافية و ثقافة ايضا كي لا نتوسع و يختلف الامر حينئذ لو تكلمنا بشكل عام و عن البقع الاخرى.
لقد كتبت مقالا بالامس في الحوارالمتمدن حول العراق و ما فيه و الانتقاادات التي اتعرض لها من (هؤلاء) دون ان يدققوا في فيه و انما يقرئون سطحيا و بتقيم و نظرة و موقف مسبقعني و عنةكتباتي، و على الرغم من انني كتبت ذلك حرصا على ما يمكن ان يفيدنا في معرفة تركيبة العراق تاريخا و شعوبا و ما عاشت و تعيش فيه منذ القدم و قبل ان يسمى بهذا الاسم المستورد ربما كما هو بعض الدخلاء الذين اصبحوا اصحابه، و ذلك من اجل الاخذ به في تسيير اموره في هذا الوقت، و الذي بالامكان قطع دابر الخلافات المؤدية دائما الى سفك الدماء و تكرار المآسي التي تلحق به دون اي رادع او حل نهائي لمشاكله التي تتكررنفسه دوما بعد كل مرحلة و اخرى، اي الحل الجذري لقضايا عاصية لحد الان عن الحل نتيجة ما هو عليه العراق و ما فيه من العقلية و الثقافة، و الخلافات بين المكونات المختلفة عن البعض في كل ما يتمتعون به من الخصائص و السمات الخاصة بهم دون حتى تشابه يمكنهم التوافق و العيش بسلام متحابين و مسالمين فيه لازالت قائمة.
ارى من يتكلم و ينقدني بانه يرى نفسه على حق و علم و معرفة و لكنه لا يعلم بانه يجحد و يجحف بحق الاخر، و عندما تبين و توضح له ذلك فانه يستنكر حتى ما بدر منه او ما يذرف من الدموع علي مقولات و يتستر بنصوص مقدسة لديه, و على الرفم من انه هو يقف ضد ما يقول بانه يؤمن به، اي مثلا يتكلم عن حقوق القومية و الطبقية للجميع و كل ما يمت بحياة الناس انسانيا و لكنه يدافع عن التمييزج ون ان يعتقد بانه تمييز, بحجة الحفاظ على وحدة و سيادة الوطن، اليس هذا تضليل و اجحاد و انكار لحق الانسان الاخر ان لم يؤمن بالوطن الذي يدعي قدسيته، اليس كل تلك المسميات والمفاهيم الجديدة التي اتت بها القوانين الوضعية او الانظمة التي ابتكرها الانسان نفسه هي اتي قد تصيب بعض منها في مكان ما و تخيب في اخر، اليس كل ما يصدر من اجل الانسان تحمل اصحيح و الخطا.
المشكلة ان هؤلاء الذين يدعون العصرية في الفكر و الفلسفة و المعيشة انهم بنفسهم لا يعلمون بانهم لا يعلمون ماهو فحوى كل تلك المفايهم التي يدعونها و انهم ملتزمون بما ملأت به عقولهم منذ نعومة اظافرهم للاسف.
قال لي احدهم بكل صراحة و كانه وجد افضل ما لديه ليقوله لي، فقال؛ انك تدعي اليسارية و ليس لك صلة بها لانك متعصب عنصري قومي تكتب و تتكلم بغوغائية، فقال هذا دون ان يفكر ولو لحظة فيما ادعيه و اطلبه و ما انا مؤمن به، فلم يفهمه هو و لا الاخرين الذين لا يختلفون عنه في مثل هذه الافكار و الامور و في كل جولة ينبري احدهم ليتقدم و يحاول التشويش و التضليل. عندما اساله ماهو الوطن و ما الهدف من وجوده ان عاش فيه الشعب مذَلا مخذولا مخنوعا و ميؤسا، فيقول لي انه لا علاقة له بهذا و ان الانظمة و ما الموجود من نتاج ايديهم و هذا من نواتج تلك الانطمة المتعاقبة و من فعل ايدي السلطات و هي التي لم تحكم عدلا، و عندما اقارن ما يقوله، و اتكلم بمضوع اخر لافهامه فحوى ما اقصده ولو بمثل بعيد عن ما هو متحسس به كي يتقبله لا يريد ان يفهم ولو بقوة، فاساله ( هل يفيد الاسلام اكثر من العلمانية في التقدم العلمي و ما يخترع و يكتشف في ظلها لخير البشرية؟) يقول لا، فاقول اذا لابد ان تكون العلمانية هي التي تسخر الارضية لتلك الامور المفيدة، فانه يوافقني, فعندما اقول شبه ذلك المفهوم بالوطن ارضا و كل ما يتصل به، فهل يمكن ان يفيد الوطن حياة الناس ان لم يكن يؤمن به من هوموجود فيه و تنتشر فيه الخلافات و تمنع التوائم و التواصل لصالح معيشة الجميع و لا يمكن ان يجتمع عليه الجميع بساام، فيتفق معي. و عندما اقول ما الحل اذا، فانه يتكلم بامورخيالية لا تمت بالموضوع بصلة، فارجع و اقول، المرض المتعصي الخبيث الذي لا يمكن شفاءه الا بعملية قيصرية لاستئصاله، ماذا تفعله به, فيوافقني في ذلك و يقول يجب استصاله، فاقول اذاً نحن نحتاج لعملية قيصرية يمكن ان يقطع دابر الخلافات و اساسها و مسبباتها في الوطن المخالف عنه, و لكنه ينكر ان يصح هذا عن الوطن و ما يمت به، فاين تضع هذا في الثقافة و المعرفة؟
لا اريد ان طول في الامر و انما اريد ان اقول لمن يجحف بحق الاخر و يتكلم بتبجح و لا يعلم بانه يدعي ماهو مقتنع به بجحود دون ان يكون مفيدا له و لغيره، فانه يتسمك بالرجعي بل يصفك بمرتد من اليسار، يا له من تسمية يدعيها يساري وبحروفو فحوى و جوهر اسلامي خبيث. و للحديث بقية.