أيها السياسي والمثقف العربي لما لا تقول كلمة صدق بحق الشعب الكوردي الجريح وإقليمه الفتي؟! – محمد مندلاوي

 

“خاص لصوت كوردستان”:

حقيقة شيء خلاف مجرى الطبيعة البشرية، حين لا تجد بين مئات الملايين من العرب تياراً شعبياً يناصر الشعب الكوردي الجريح في محنته القومية والوطنية التي يعاني منها على أيدي الأنظمة القروسطية العربية، والإيرانية، والتركية، مع أن للشعب الكوردي دَين في رقاب الشعوب التي ذكرنا قبل قليل أسماء أنظمتها البالية، لقد استصرختهم الكورد ولم يقف مكتوف الأيدي حين استنجدوا به في أحلك الظروف التي مروا بها، وانتقلت بهم من الهزيمة المؤكدة إلى النصر المؤزر في فلسطين، وتركيا وغيرهما، إن أسماء العشائر والقرى الكوردية التي لا زالت قائمة وعامرة في بلدانهم شاهدة إلى اليوم عن دفاع الشعب الكوردي عنهم، فهناك وادي الأكراد قرب عمان عاصمة الأردن،وكذلك العشائر الكوردية المنتشرة في عموم المدن الأردنية إنها شهادة حية لدفاع الكورد عن الديار العربية. وأيضاً العوائل الكوردية في كل من القدس والخليل في فلسطين. والقرى الكوردية في اليمن. والمنشيات والقرى الكوردية في مصر، والقرى الكوردية قرب أنقرة في تركيا، والمدن الكوردية في سودان، وأبان الحرب العالمية الأولى ذهب شيخ (محمود الحفيد) مع جيشه الكوردي للذود عن عرب البصرة ضد جيش الإنجليزي في منطقة الشعيبة في ولاية البصرة. لازالت العشائر الجنوبية تحتفظ في ذاكرتها بتلك الهوسة الترحيبية بالجيش الكوردي القادم من جنوب كوردستان: ثلثين الجنة لهادينا… ثلث لكاك أحمد وأكراده… وشوية شوية لبربوتي. كل هذه الشواهد الحية وغيرها تظهر لكل ذي عينين دفاع الكورد عن العرب وغيرهم. لكن للأسف الشديد ليس فقط لم يردوا الدَين الكوردي الذي في رقابهم من تلك الأيام العصيبة، بل تجدهم اليوم يعادون تطلعات الشعب الكوردي العادلة، للأسف الشديد لقد وصلت بهم النذالة ليس فقط في سب الكورد وشتمهم وإرسال الميليشيات والجيش لقتلهم وتدمير مدنهم وقراهم وحرق مزارعهم الخ بل وصلت بهم الوقاحة والسفالة يخرجون من على شاشات التلفزة ويسردون الأكاذيب ضد الشعب الكوردي الجريح من أجل تحريض الشارع العربي ضده!!. عزيزي القارئ الكريم، بعد أن كان الكورد عرضة للتشويه على أيدي العرب السنة على مدى زمن طويل يصعب تحديده بالأرقام،  جاء الآن دور الشيعة لمعاداة الكورد، لا يمرروا ساعة واحدة لا يلفقوا بكذبة سوده وسخيفة مثل وجوههم ضد الشعب الكوردي المسالم وضد إقليمه الكوردستاني الفتي، تارة يتهموهم بسرقة النفط، وتارة بسرقة الجمارك الحدودية والمطارات، الخ ولا يقولوا للمشاهد العربي أن لحكومة المركز في بغداد ممثلين عنه في كل هذه الأماكن التي ذكرناها.

وفي الآونة الأخيرة خرج علينا الدكتور حميد عبد الله في برنامجه “تلك الأيام” ببدعة حقيرة حتى يساوي بها كذباً وبهتاناً بين مئات المقابر الجماعية لضحايا الكورد التي تمتد على مساحة أرض العراق وذلك بإدعائه، أن هناك مقابر جماعية لمنتسبي الأمن والمخابرات في كوردستان!!!. بل جعله الدكتور… عنواناً بارزاً لحلقة من حلقات برنامجه المذكور: مقابر جماعية في كوردستان لمنتسبي أمن ومخابرات النظام السابق متى وأين؟!. يبدأ حلقته هكذا:”ما مر يوم والعراق ليس فيه دم،ما مر يوم والعراق ليس فيه قتل” يا دكتور حميد، أنا لا أعرف أجامل، مَن جاء بالدم إلى العراق غير أنتم العرب؟ منذ أن وضعتم أقدامك على أديم هذه الأرض والدماء فيها تسيل كالأنهار؟ لما لا تقول الحقيقة للمشاهد؟ لقد دخلتم العراق لأول مرة بحد السيف في عام 18 للهجرة لنشر العقيدة الإسلامية تحت شعار اسلم تسلم…، لقد استسلمت الناس لكم ولعقيدتكم، لكنكم لم تعودوا إلى جزيرتكم الجرداء، غير ذي زرع، لقد طابت لكم القعدة في أرض التي يوجد فيها ماء وفير وغير آسن؟، وتدر عسلا ولبنا؟، وما تشتهي الأنفس.

يقول الدكتور حميد: “يعني فعلاً، صفحات العراق كلها صفحات دامية” لا دكتور حميد، ليس في العراق فقط،إن دماء البريئة تسيل في كل شبر من الأرض التي وطئتها أقدام العرب، بدءاً من بلدان شمال أفريقيا الأمازيغي، مروراً بسودان، ومصر، وانتهاءً بسوريا، والعراق، وكوردستان، وفي هذه الأيام أرقتم دماء الشعوب الأوروبية البريئة، التي استقبلتكم بالأحضان ووفرت لك كل ما تحتاجونها، لكن كالعادة رديتم زينهم بالشين، وذلك بذبح أنبائهم بدم بارد. هذه حقيقة لا تخطؤها عين يا حميد. فيما يخص إراقة الدماء في العراق، أن الكاتب (باقر ياسين) هو خير من نقل ما جرى من عنف دموي في العراق في كتابه الذي بعنوان: “تاريخ العنف الدموي في العراق”.

يستمر الدكتور حميد: أمامي ملف بتوجيه من الرئيس صدام حسين للوزارات المعنية بمعرفة المقابر الجماعية لشهدائنا في كوردستان للمطالبة بهم خلال شهرين من ذلك التاريخ اعتباراً من 14 01 1999، توجيه صريح من صدام حسين أن هناك عدداً من منتسبي الدولة العراقية قد قتلوا في كوردستان، منتسبي الأمن،منتسبي المخابرات، منتسبي المرور، منتسبي الجنسية، هؤلاء قتلوا بالـ91 أثناء الانتفاضة . ويتساءل الدكتور حميد: هل أن البيشمركة (پێشمەرگە) قتلتهم، وحدها؟، أم الناس؟ ويضيف حميد عبد الله: بعدين، لماذا يقتلون؟ هل كل هؤلاء مجرمين؟ هل معقولة كل واحد اشتغل بالمخابرات والأمن والمرور والجنسية مجرم؟ ويتساءل: لا توجد طريقة غير القتل؟ يعني أنا أعرف أن الأكراد متسامحين، الأكراد معروف عنهم التسامح. ثم يحاول تشويه صورة الكورد بطريقة ملتبسة حين يقول: بدليل حتى المسؤولين بالنظام السابق من الأكراد تسامحوا معهم من ضمنهم نائب رئيس الجمهورية طه محيي الدين معروف أعتقد هم أخرجوه من السجن، هم تبنوه واحتضنوه في أربيل. فعندهم مساحة التسامح عالية.

ردنا على ما زعم الدكتور حميد: يظهر أن الدكتور حميد لا يشاهد قنوات التلفزة التي تقدم حلقات عن تك الفترة الزمنية، كيف أن هذه الأجهزة القمعية المجرمة التي ذكرها كانت تقاوم الجماهير المنتفضة وقوات البيشمركة، متوهمة أن قوات الجيش العراقي المجرم ستصل على وجه السرعة لإنقاذها من غضب الشعب الثائر. للعلم يا دكتور حميد، هناك عدداً من المواطنين الكورد وقوات البيشمركة قتلوا على أيدي هؤلاء جلاوزة اللعين صدام حسين أثناء تلك المواجهة؟. لاحظ عزيزي القارئ، أن حميد عبد الله يسمي الكيان العراقي الذي تأسس على أيدي الإنجليز (الكفار) دولة!!! كيف دولة وعلى مدى نصف قرن بدستور مؤقت؟؟!!. كيف دولة تنام الليل تستيقظ الصبح وإذا بنظام جديد أزيح النظام الآخر بانقلاب عسكري مشبوه؟؟. أحدهم يقول: جئنا بقطار أمريكي. والآخر جاء بسيارة أجنبية. وعبد السلام عارف يقول: للثورة أسرارها. وصدام حسين يقول: ما هو القانون، هات ورقة وقلم بدقائق أكتب لك قانونا الخ الخ الخ. هل هذه هي دولتكم؟؟!! ربما بمفهوم عرب الصحراء إنها دولة شبيهة بدولة “غوار الطوشة” الذي في إحدى مسرحياته لا تسعفني الذاكرة ما اسمها، عندما أسس دولته… وخط حدودها من أربع جهات في إحدى أركانها تتاخم كومة زبالة كذا، وفي ركن آخر تتاخم حمار شخص ما الخ. مما لا شك فيه أن العراق كان دولة وفق مواصفات غوار. ثم، هل أن منتسبي الأمن والمخابرات منتسبي دولة!! أم أشباه بشر تربوا على الرذيلة والانحطاط؟؟ على أيدي أزلام حزب البعث المجرم ورئيسه اللعين صدام حسين. فليذهبوا هم ورئيسهم إلى الدرك الأسف من الجحيم. يسأل حميد عبد الله سؤالاً لا يسأله حتى الطفل الذي لم ير نظام المقبور صدام حسين: لماذا يقتلون، هل كل هؤلاء مجرمين؟. وهل وظف شخص ما في جهاز الأمن والمخابرات في ظل نظام حزب البعث أن لم يكن مجرما بامتياز؟؟. ألم تسمع بالقصة العراقية التي تقول عند توظيف شخص ما في الجهاز الأمني في زمن حزب البعث يأتوا بوالده، أو بعمه، أو بأخيه الأكبر ويخيروه بين أن يبصق على وجه أحد من هؤلاء أو لا يوظف في الجهاز وذلك من أجل إسقاطه نهائيا كي لا يرحم أحدا. يظهر أن حميد عبد الله لا يعرف، أو يعرف ويحرف في زمن البعث كان الكثير من الذين يعملون في دوائر أخرى منتسبي مخابرات، كشرطي مرور، أو موظف في دائرة الجنسية سيئة الصيت الخ. ويتساءل حميد: لا توجد طريقة غير القتل. لا يا حميد، لا يوجد غير القتل مع المجرم الذي قتل العشرات بدم بارد؟ ولم يترك مهنة القتل حتى آخر لحظة في حياته. نعم الكورد متسامحون إلى أبعد الحدود، وهذا التصرف الإنساني لم يخدمهم قط، لأنهم سامحوا الأفاعي بجلود بشرية. يا ترى ماذا جنوا من تسامحهم هذا؟؟ غير قتل أبنائهم وحرق مدنهم وقراهم بدم بارد، لأن المخلوق الذي سامحوه لا يوجد في قاموسه شيء اسمه التسامح. الذي يوجد في قاموسه، أنا وأخي على ابن عمي، أنا وابن عمي على الغريب ماذا تتوقع منه. أو الذي أخلاقه وسلوكه كالتالي: وأحياناً على بكر أخينا إذا ما لم نجد إلا أخانا. أي تسامح يعرفه هذا الجنس بهذا السلوك الإجرامي وهذه الأخلاق. أنا من متابعي كل شيء عن شعبي الكوردي، لكني لم أسمع أنهم احتضنوا اللعين طه محيي الدين معروف، لا أعتقد هذا، لأن هناك كورد بعثيون أعدموا أو بقوا في المعتقل حتى ماتوا قبل أيام ولم يتوسطوا لهم؟ كالمجرم طه الجزراوي، والمجرم مزبان خضر هادي الخ.

ويستطرد حميد عبد الله: أكتشف من خلال هذا الأمر، من خلال توجيه صدام حسين، أن هناك مئات قد قتلوا ودفنوا في مناطق أربيل وسليمانية ودهوك. على ضوء توجيه صدام حسن في ذلك الوقت تشكلت لجنة حسب توجيه الرئيس راحت لوزارة الداخلية و وزارة الداخلية ترجمته إلى تشكيل لجنة لهذا الغرض. اللجنة كانت برئاسة حميد حمادي جاسم من هيئة تفتيش قوى الأمن الداخلي وعضوية 1- علي حميد العبيدي ممثلاً عن وزارة الخارجية، 2- المقدم كريم محمد نصيف الحيالي من الأمن العام. ويضيف حميد: اللجنة طبعاً عممت على الوزارات المعنية على الجنسية وعلى المخابرات وعلى المرور وعلى جميع دوائر الدولة، قولوا لنا مَن مِن منتسبيكم فقد.

ردنا على ما جاء أعلاه: حقاً أفرحتنا وأثلجت صدورنا يا حميد، إذا صحيح انتقم أبناء الكورد الأشاوس من هؤلاء الكلاب المسعورة الذين قتلوا مئات الآلاف من الكورد الأبرياء بدم بارد. أتمنى من صميم قلبي أن يحدث هذا يوماً ما للمستوطنين العرب الأوباش في مدن كركوك وبدرة وجصان وزرباطية ومندلي وشهربان وجلولاء الخ. كما قلت لك، لو صحيح أنهم قتلوا هذه الحيوانات المفترسة وجب عليهم أن يرموهم للكلاب كي تأكلهم لا أن يدفنوهم في المقابر. لماذا تطولها، اختصرها وقل على جميع الدوائر، أم لك غاية في هذا أيضاً يا أبو حميد؟. لماذا لم نر منك يوماً ما أن تقدم حلقة أو عدة حلقات عن 182000 كوردي بين طفل وامرأة وشيخ طاعن في السن قتلتهم أيادي عربية مجرمة من الجيش والأمن والمخابرات الصدامية في صحراء السماوة؟ لماذا لا تتحدث عن 8000 من العشيرة البرزانية؟ وحين سؤل اللعين صدام حسين عنهم قال ذهبوا إلى الجحيم. لماذا لا تتحدث عن الآلاف من شباب الكورد الفيلية، الذين قتلتهم جلاوزة الأمن والمخابرات من هؤلاء المغدورين الكورد ابن عمي، واثنين من أقاربي. دعني أقص عليك ماذا حدث معي شخصياً في مديرية الأمن العامة في بغداد، اعتقلت عام 1980 أنا وابن عمي الصغير ليس الذي قتل فيما بعد، هجروا عوائلنا إلى إيران عبر أراضي جنوب وشرق كوردستان، اقتادوني للتحقيق وأجبرت أن أوقع على ورقة كتبت عليها: قبض عليه لكونه إيرانيا. ثم أعادونا إلى المعتقل، لا أدري ماذا نسوا في التحقيق نادونا واقتادونا مرة أخرى للتحقيق،أن شرطي الأمن الذي كان يحمل رشاشاً بيده قال لضابط الأمن: سيدي آخذهم أشطبهم من الدفتر. قال له الضابط: لا تحقيق بسيط ويرجعون. يا حميد، أنت فسر كلام هذا الشرطي واعرف مدى الاستهتار نظام حزب البعث المجرم بحياة الإنسان الكوردي؟. لماذا لا تتحدث يا حميد عن الـ5000 كوردي الذين قتلوا بالغازات السامة في مدينة حلبجة على أيدي جيش العراقي المجرم؟ الخ الخ الخ.

يقول حميد عبد الله: طبعاً الجيش من دخل اقتحم مناطق كوردستان وبسط سيطرته عليها أفراد من القوات المسلحة والقوات الأمنية استطاعوا أن يأتوا بعدد كبير من الذين استشهدوا – فطسوا- في تلك الأماكن وسلموهم لذويهم – اللعنة عليهم وعلى ذويهم- لكن هناك أعداداً كبيرة بقوا – نتيجة المسح والتدقيق والفحص خرجت اللجنة بنتيجة بأن هناك عدد من الذين توزعوا بين المقابر الجماعية وبين المصير المجهول فكانت النتائج بالشكل التالي، الذين دفنوا في المقابر الجماعية ولم تستلم رفاتهم عددهم 286 منهم كاظم عبد الرزاق عضو فرقة- بالله عليكم عضو فرقة في حزب البعث المجرم يعده حميد عبد الله شهيدا!!!!!- الفئة الثانية،الذين لم تستلم رفاتهم ولم تحدد المقبرة الموجودين فيها عددهم 43 شخص – حرام أن تسمي هؤلاء أشخاص هؤلاء مخلوقين…؟- يبدؤون بمقدم أمن أسعد درويش أمين مؤيد لحزب البعث ودفن في أربيل.

ردنا على ما يزعم حميد: الجيش العراقي المجرم لم يدخل إلى كوردستان كما تزعم، بل احتل كوردستان وتحديداً العاصمة أربيل. لا تلعب بالكلمات، كوردستان وطن محتل من قبل أربع كيانات مصطنعة من قبل الاستعمار البريطاني والفرنسي (الكافر) وهي كل من العراق، سوريا، إيران، وتركيا اللوزانية. نحن لا نقول قط للكوردي الذي يقتل شهيد، لأنها كلمة عربية لا نستسيغها، ولا نريدها في جلالة اللغة الكوردية، نحن نقول باللغة الكوردية: “جوانە مەرگ. أو نقول: خۆبەخت لە پێناوی گەل ونیشتمان دا= أفدى حياته من أجل الشعب والوطن” إن هؤلاء الذين بقوا كما تزعم لو يخرجهم الشعب الكوردي من مقابرهم ويحرقهم كما فعل بنو عباس برفات الأمويين. لنفترض جدلاً، أليس كل الأعداد التي ذكرتها يا حميد لم تتجاوز 500 بينما خلال حكمه الدموي قتل المجرم صدام حسين، وقياداته العسكرية المجرمة، وأجهزته القمعية، المتمثلة بحزب البعث، والأمن، والمخابرات، أكثر من مليون كوردي بريء بين قتيل وجريح. لو إنك يا حميد تجيد اللغة الكوردية وتابعت القنوات الكوردية التي تبث من كوردستان لشاهدت أن الجماهير الثائرة التي فقدت أعزائها وفلذات أكبادها على أيدي هؤلاء الهمج الرعاع هددوا المسؤولين الكورد إذا لم يدعوهم ينتقموا منهم لأبنائهم سيقتلونهم معهم. وأنا أقول خير ما فعلوا، وعاشت أياديهم. لأنكم أنتم من بدأتم، لم يأتي الكورد إلى الناصرية أو كربلاء أو الأنبار واحتلها، أنتم جئتم إلى كوردستان واحتلتم مدنها وقراها، وهذا مصير كل محتل ومستوطن غاشم في كوردستان. ليعرف من يقرأ مقالي هذا أنا لست بقاسي قلب ولا عنصري، صدقوني لو أشاهد مشهد تمثيلي في التلفزيون يبكيني، لكن هؤلاء الوحوش أحرقوا قلوبنا بفلذات أكبادنا دون أن نقوم بشيء ما ضدهم، ذنبنا الوحيد إننا كورد ونقيم في وطننا كوردستان الذي اسمه مقترن باسمنا القومي. هذا أنا يا حميد، أختلف عن جميع الكورد الذين يكتبون أقول كلمتي بكل صراحة دون أن أهاب أحدا. لا أعرف أنافق، الذي لا يعجبه كلامي فليضرب رأسه بأكبر صخرة في جبل “چگا سوور= حمرين”.

يذكر حميد عبد الله قائمة أخرى: قائمة 3 تضم الذين ما زال مصيرهم ومصير رفاتهم مجهول وعددهم 100 يبدؤون بالرفيق جاسم سرج شلو من أربيل وينتهون بالرفيق عبد الله مصطفى محيميد بأربيل المجموع الكلي – لهؤلاء السفلة- 429 شهيد بين مفقود وبين مدفون في المقابر الجماعية. ويستمر حميد في سرده: طبعاً، كم مقبرة جماعية، اللجنة طبعاً توصلت إلى وجود ما يقارب من 29 مقبرة جماعية 9 مقابر في سليمانية، – طبعاً إذا لم نقل كلها، بل غالبيتها مقابر وهمية لا وجود لها في الأرض- ويضيف: مقبرتان في دهوك، 18 مقبرة في سليمانية.

ردنا على ما زعم حميد: إذا لجنة أحصت عدد المقابر، لماذا لم يعط رقم محدد؟ لماذا يقول: ما يقارب!!.إذا الذي تزعمه صحيح، لماذا لا يذهبوا إلى كوردستان لجلب رفات ذويهم؟؟!! لماذا لا يطالبوا برفاتهم من خلال منظمات دولية؟؟!!. أنا أقول لك لماذا، لأنه لا وجود لهذا العدد الوهمي الذي ذكرته. وفاءً لحزبك، حزب البعث، لماذا لا تنصب لهم سرادق عزاء وتأخذ عزاءهم؟؟ وتقرؤون بدل سورة الفاتحة على أرواحهم نصوصاً من كتب اللعين ميشيل عفلق.

يقول الدكتور حميد عبد الله: يعني أكثر من 450-429 شهيد – فطيس- قتلوا في كوردستان في ذلك الوقت، يعني هؤلاء في جميع الحالات هم عراقيون!! في جميع الأحوال هم ضحايا، صار حالة انفلات، حالة فوضى. ويضيف: لكن يفترض أن تكون القوة المتنفذة الأحزاب الكوردية وغيرها تبسط سيطرتها على الوضع الاجتماعي بعد انهيار الجيش – المجرم- وتمنع عملية القتل. ويزعم: وأنا لا أعتقد عملية القتل قام بها ناس أكراد، مواطنين مالهم علاقة بالقضية ، يعني المواطن الكوردي ما أعتقد هذا الغل على موظف بالدولة يقتله،ولا كل هؤلاء كانوا قتلة،يعني مفوض بالجنسية ما هو ذنبه حتى يقتل؟. أو منتسب بالمرور ما هي علاقته حتى يقتل والعدد ليس قليلاً 429.

ردنا على ما سطر حميد: عيب يا حميد، تسمي شرطي أمن ومخابرات في زمن صدام اللعين شهيد؟؟!!. هل هؤلاء رحموا العراقيين عندما كانوا في السلطة حتى تقول عنهم عراقيون؟؟!! لا، هؤلاء ليسوا ضحايا، هؤلاء نالوا جزائهم العادل على يد الشعب الكوردي. كيف تقول أن المواطنين ما لهم علاقة!! هل يوجد بيت في كوردستان لم يفقد عزيز له على يد الأجهزة الأمنية الصدامية؟؟. يجب أن تعرف أنت وغيرك لم يقتل في كوردستان من الأجهزة الأمنية إلا الذي يديه ملطخة بدماء الكورد. كما قلت لك شرطي مرور أو موظف في دائرة الكهرباء لكن في حقيقته هو عنصر مخابرات، هل أنك لا تعرف هذا؟ أم تعرف وتحرف؟. أنا أتذكر في سوق شورجة التجاري شخص كان يبيع كبة قيل أنه عنصر مخابرات الخ. بلا شك حين تسنح الفرصة للشعب ينتقموا من هؤلاء الأوباش. ألم يكن هتاف جماهيركم في كل العهود: ثوري يا بغداد ثوري خلي فلان يلحق نوري. أي: اسحلوه في الشوارع كنوري السعيد. ألم تدخلوا أنتم العرب في العراق مصطلح السحل في القاموس العربي؟؟. ألم تدخلوا مصطلح الفرهود في المعجم العربي حين فرهدتم، نهبتم أموال اليهود في القرن الماضي؟؟. ألم تقتلوا زوج بنت نبيكم وهو قائم يصلي؟؟. كفى، أطوي هذه الصفحة ولا تفتحه وإلا نفتح صفحاتكم التي تسود وجوه الذين قاموا بها من الأعراب، ومن سكت عن جرائمهم ولم ينبس ببنت شفة.

يقول حميد عبد الله: أول منطقة بدأت بها الانتفاضة هي رانية في 5 آذار بالـ91. ثم يضيف: مفارز من الأمن جاءت لتلقي القبض على مجمعة من الذين كانوا يمارسون الشغب هكذا كان توصفهم، فهذا الإجراء تسبب بحالة انفجار شعبي في المدينة وأدى إلى فقدان السيطرة وانتهى بسقوط المدينة.

ردنا على ادعاءات حميد: ما تزعمه حميد أعلاه غير صحيح، الانتفاضة خططت لها الأحزاب الكوردية ونفذت في الساعة  التي حددتها، وهكذا قامت الانتفاضة الشيعية في جنوب العراق. هناك بيانات وبرقيات بثتها إذاعات الثورة الكوردية قبل الانتفاضة للتواصل مع تنظيماتها وتحريضها لجماهيرها، ممكن العودة لها والاستماع إليها.

وفي جزئية أخرى يقول الدكتور حميد: بعد ذلك في 7 آذار امتدت الشرارة إلى السليمانية وسقطت المدينة – تحررت بسواعد الجماهير- عدى موقع مهم ظلوا يقاتلون فيه لأكثر من 20 ساعة التي هي مديرية الأمن العامة – خطأ مديرية أمن السليمانية- وكل المسئولين في السليمانية انتقلوا إلى مديرية أمن السليمانية، المحافظ، أمين سر الفرع، مدير الأمن، مدير الشرطة، ومنتسبي الأمن والشرطة والمخابرات ، كلهم صار ملاذهم وخندقهم مديرية الأمن العامة – خطأ ثاني، مديرية أمن السليمانية- وكانوا بالأجهزة يطلبون الإسناد من كركوك وبغداد ربما قوات الحكومة تنجدهم، تسندهم، وتسعفهم، لكن القضية طالت واستمرت المعركة لمدة 20 ساعة ثم قتل من قتل منهم وأسر من أسر وجميع الذين كانوا في مديرية أمن السليمانية مصيرهم مجهول.

ردنا على ما قال الدكتور حميد: عزيزي القارئ، في الجزئية أعلاه يتحدث حميد عن المجرمين الذين قاتلوا الجماهير المنتفضة لمدة 20 ساعة، وقتلوا عدداً من الجماهير. بعد هذا يسميهم حميد بالشهداء، وضحايا الخ كأنهم في بيوتهم وهجمت عليهم الناس وقتلتهم!!. يا حبذا تذهب إلى السليمانية وتزور مديرة الأمن الصدامية وأقبيتها، لترى بأم عينك تلك البناية المرعبة المعروفة بـ” ئەمنە سوورەکە= الأمن الأحمر” يقصدون بالاسم البناية الحمراء، التي كانت تحيط بها الدبابات في زمن الطاغية صدام حسين لحمايتها. هل الذين قاتلوا لمدة 20 ساعة يعتبرون ضحايا؟؟ أم أنهم يعرفون جيداً بأنهم أناس مجرمون والشعب لا يرحمهم قط، فلذا قاتلوا إلى آخر رصاصة لديهم.

يقول الدكتور حميد: وفي 11 آذار1991 سقطت أربيل – بل تحررت من الاحتلال العربي- قبلها سقطت شقلاوة، وكويسنجق، وأسرت قوات الـ”پێشمەرگە” أعداد كبيرة من منتسبي الجيش العراقي -المجرم- من الفيلق الخامس في أربيل من الفيلق الأول في كركوك. بهذا الصدد يقول اللواء محي: إن عدد الذين تم أسرهم من الجيش والعراقي 80,000 ألف. ويضيف حميد: 11 آذار صباحاً سقطت مدينة أربيل، لم تقاوم سوى منظومة الاستخبارات الشمالية من الساعة العاشرة صباحاً حتى الساعة الرابعة عصراً وهي تقاتل. حسب شهادة اللواء محي لم ينجوا منهم أحد.

ردنا على الجزئية أعلاه: للأسف أنهم عاملو أسرى الجيش العراقي المجرم بحس إنساني عالي، وجب عليهم أن يقتلوهم جميعاً، لأن كل واحد منهم يديه ملطخة بدماء الكورد. ألم يقل القرآن: النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص. كان على القوات الكوردية أن تقتص منهم أشد قصاص حتى يكون عبرة لمن يعتبر كي لا يجرؤا العودة إلى كوردستان كمحتلين أوباش. الدكتور حميد يقول أن المنظومة الاستخباراتية -المجرمة-  قاتلت من كذا ساعة إلى كذا ساعة ويريد الدكتور أن يسلموا بريشهم!!. إلى الجحيم وبئس المصير.

يقول الدكتور حميد عبد الله: طبعاً هنا نثير سؤالاً، أفواج الدفاع الوطني – جحوش مرتزقة- التي شكلها النظام أثناء الحرب العراقية الإيرانية والتي تشكلت من أبناء العشائر المناوئة للأحزاب الكوردية كالسورجية (سورچیە)، والهركية، وغيرهم، أين ذهبت الأفواج؟ حسب الوقائع قسم منهم نزعوا سلاحهم وانضموا مع البيشمركة وقسم يقولون انسحبوا إلى كركوك وغير كركوك، المهم لم يقاتلوا.

ردنا على الجزئية الأخيرة فيما زعم الدكتور حميد عبد الله: إن حميد عبد الله يستعمل هنا مصطلحات نظام حزب البعث المجرم، حين يقول: أفواج دفاع الوطني. بينما هم مرتزقة، الشعب الكوردية يحقرهم، فلذا يطلق عليهم اسم جحوش جمع جحش ولد الحمار. لم تشكل أيام الحرب العراقية على إيران، لا عزيزي هؤلاء المرتزقة عمرهم يوازي عمر الكيان العراقي، أو أقل قليلا. لقد أسسها السلطة العراقية لمحاربة الكورد، حتى أن اللعين عبد السلام عارف لديه قول مشهور في هذا المضمار: سأقضي على الكاكات بالكاكات. يعني أقضى على الكورد بهؤلاء المرتزقة الكورد. طبعاً لم يقاتلوا، لأنهم عرفوا جيداً أن مصيرهم سيكون الهلاك على أيدي الشعب الكوردي الثائر.

“الكذب عار لازم وذل دائم”

02 07 2020

2 Comments on “أيها السياسي والمثقف العربي لما لا تقول كلمة صدق بحق الشعب الكوردي الجريح وإقليمه الفتي؟! – محمد مندلاوي”

  1. هذه الرساءل هي التربيه القوميه الصحيحه التي كان يجب ان تدرس كماده ضمن المناهج الدراسيه وفي كل المراحل لتخريج شباب مؤمن مسلح بثقافه قوميه والغاء كل ماده التي تسبب في ضحاله فكر الكوردي وتخلفه كالدين التي تجعل من الشخص خاضعا ومستعمرا فكريا لثقافه عدوه.. ودمتم سالمين عزيزنا مندلاوي ودامت صوت الحق كوردستان

Comments are closed.