حان الوقت لتهب بهدينان، وكان عليها أن تهب عندما هبت منطقة سوران مرات عديدة، وبسبب عدم إنضمام أهلنا في إلى بقية المناطق الإقليم، فشل شعبنا في التخلص من حكم العصابتين العصابة البرزانية والطالبانية، والدائرين في فلكهما.
ولا يمكن لأي حركة جماهيرية أو ثورة تنجح ما لم ينضم إليها أبناء بهدينان وبقوة. السبب في ذلك أن المافية البرزانية وهي المسيطر على الإقليم وقراره، أخذت من بهدينان رهينة، كما فعل النظام السوري بالطائفة العلوية. ولهذا رأينا إنكفاء العلويين ووقوفهم خلف النظام الأسدي القاتل، وكبار الضباط العلويين شتت صفوف السوريين.
السليمانية وما حولها مهيأة، لأن تنتفض ضد المافيا الطالبانية، وشريكتها في النهب، وبدليل نشوء “حركة كوران” و “الجيل الجديد” وخروج الجماهير مرات ومرات إلى الشوارع والميادين، تطالب بالتغير ورحيل هذه الطبقة الفاسدة والمستبدة، التي حولت الإقليم إلى مزارع عائلية وشخصية. وقمعت تلك المظاهرات بقوة وعنف شديد، ولم تنجح بسبب عدم إنضمام جزء مهم من أبناء الإقليم لتلك المظاهرات، وهذا أمر مؤسف للغاية.
لقد تمكنت العصابتين من تقسميم المجتمع الكرد داخل الإقليم، إلى مجموعات وفرق متخاسمة وأحدثوا شروخ عميقة في نفوس الناس، بسبب حروبهم الإجرامية، التي خاضوها ضد بعضهم البعض، لا لشيئ سوى الخلاف على النفوذ والمال كرسي الحكم.
وكل الأزمات السياسية والإجتماعية والإقتصادية والأمنية، ومن ضمنها أزمة الرواتب وضياع كركوك وشنكال وشيخان ومندلي، وتدخل تركيا وإيران بالشؤون الداخلية للإقليم، هي نتاج تحكم هاتين المافيتين بالقرار الكردي والتحكم برقاب الناس. وبفضلهم تحولت قوات البيشمركة إلى مليشيات تعمل لصالح العائلتين كمرتزقة وخدم عندهم.
لقد كتبت قبل سنوات، وأعود وأوكد لا حل ولا تقدم ولا تغير في الإقليم، إلا بعد إزاحة العصابتين عن الحكم نهائيآ، عبر ثورة جماهيرية سلمية عارمة، ولكن بشرط إنضمام بهدينان عن بكرة أبيها فيها، لا بل يجب أن تكون هي في المقدمة والمبادرة إليها.
لا كرامة اليوم لأحد في جنوب كردستان، حيث أن ضابط أمن صغير يمكن له أن يهين عضو مكتب سياسي ووزير، فما بالكم بأفراد عائلة البرزاني والطالباني؟ إلى متى هذا الخوف والجبن؟ هل عاصبة البرزاني أقوى من عصابة المجرم صدام حسين؟ لا أظن ذلك. إذآ لما هذه السلبية وقبول الذل؟ لا أظن هناك ما ستخسرونه، لأن العصابة لم تترك لكم شيئآ حتى تخافون عليه.
وكلما تأخرتم بالخروج على هذا النظام المافيوي الفاسد والمفسد والمستبد، سيكون الثمن غاليآ للغاية، وعليكم التعلم من تجربة الشعب السوري مع النظام الأسدي القاتل.
رأيتم كيف خرج الشيعة ضد الحكم الشيعي الفاسد والمستبد في بغداد، ولولا تدخل ملالي الفرس وتخاذل السنة والكرد لنجح الحراك منذ فترة طويلة وتغيرت الأوضاع. أنتم لستم أقل من الشيعة جرأةً ولم تولدوا لتكونوا عبيدآ لهذه العائلة، التي تحولت إلى مافية حقيقية بكل ما الكلمة من معنى، ويتصرفون مع الإقليم وكأنه ملكهم وورثوه عن أبائهم، تمامآ كما فعلت عائلة الأسد مع سوريا.
يا أبناء بهدينان العزيزة، هل حاربتم الأنظمة العراقية المتعاقبة، مع بقية أبناء شعبنا الكردي بجنوب كردستان لأن يحكمكم مستبد وطاغية كردي، بدلآ من طاغية عربي؟ وإلا حاربتم من أجل الحرية والكرامة الإنسانية؟
أجزم، أنكم قاتلتم وناضلتم لأكثر من 60 عامآ، ودفعتم ثمنآ باهظآ من أجل الحرية والكرامة الإنسانية.
ندائي لكم إخرجوا ولن تكونوا وحدكم، بل سينضم لكم بقية مناطق الإقليم وحتى مدينة هولير ستتحرك وتنضم إليكم كي تتخلصوا من الطغمة الحاكمة الفاسدة والمجرمة. وكما قلت أنفآ، يجب أن يكون تحرككم سلمي، ولا تنجروا إلى إستفزازتهم، لأنني واثق سيلجأؤون إلى ذلك، مثلما فعل حكام بغداد الشيعة مع الحراك الشيعي السلمي، والنظام الأسدي مع المتظاهرين السوريين السلميين.
04 – 07 – 2020
حان الوقت لتهب كوردستان هكذا وبدون تخطيط وتفكير بالنتائج معناه دعوة الى اضطرابات وفوضى وعنف وتعريض امن واستقلال الإقليم وما بناه الكورد بثمن باهض و بانهار من الدماء الزكية الطاهرة الى الخطر والزوال في هذا الوقت العصيب واعتى أعداء الكورد متربصون بالتجربة في الداخل والخارج وفى خضم مشاكل وخلافات داخلية متفاقمة انها دعوة غير حكيمة ولا عقلانية لا يجب ان تصدر من عاقل لان نتائجها كارثية ومهلكة لا يستفيد منه الا أعداء الكورد ويلحق بقضيتهم وسمعتهم ابلغ الاضرار . بالتوعية والتنوير والتثقيف وباللجوء الى الانتخابات وصناديق الاقتراع هو الطريق الاسلم والاضمن للتغير وازاحة الوجوه القديمة الفاشلة بوجوه جديدة و بالمخلصين والاكفاء