ان تأثير الاحداث والظواهر تختلف من دولة الى اخرى خاصة السلبية منها فاختلاف الانظمة والمجتمعات تجعل من ردود افعالها للأحداث ايضا مختلفة فقد لا يتاثر مجتمع متأخر بالمظاهر السلبية كما هو الحال في المجتمعات المتقدمة وكذلك الانظمة الرجعية تقييمها يختلف، فالأنظمة التي تعتمد وتحترم مؤسساتها والتي ترسم برامج متقدمة لمعيشة شعوبها تتاثر كثيرا بالطوارئ الغير متوقعة حتى وان كانت تملك إمكانيات تلافيها . فماحصل في واشنطن أرى ان تأثيره سيكون كبيرا على النظام الحاكم والمجتمع بشكل عام وعلى الحزب الجمهوري بشكل خاص ان المظاهرات التي افتعلها دونالد ترامب والاعتداء على الكونغرس الامريكي ارى انها عمل غير عقلاني وتصرفا فوضويا تهريجيا ويفتقد كل ما اتصفت بها امريكا من قيم ومبادي عامة ومنها الحرية والمساواة والاستقلالية والخصوصية ، وبذلك ضرب ترامب قيّم وهدف شعار الثورة التحررية الشهيرة (لا ضريبة بدون تمثيل) بعرض الحائط مستهينا بتاريخ امريكا ومكانتها في العالم فضلا عن استهانته بالمكانة التي يحملها الكونغرس والذي يجمع تحت قبته ممثلي الشعب الامريكي ، وهنا سؤال يفرض نفسه : اين ترامب من فلسفة حزبه في “تحمل المسؤولية الشخصية عن افعالهم”. في الواقع الموضوع اصبح اكثر من احراج امريكا امام العالم وشعوبه لان ما حصل سيحمل امريكا عبئا إضافيا هم في غنى عنه خاصةً والعالم كله يمر بوضع اقتصادي سياسي متازم غير مستقر اثر معطيات فيروس كورونا . وعليه اعتقد ان على الكونغرس القيام بخطوه ما كتفعيل تعديل المادة 25 من الدستور المتعلقة بتنحية الرئيس ترامب ،وإن كان هناك حاجة لأغلبية الثلثين وستصبح سابقة في تاريخ الولايات المتحدة ، او محاكمته او معاقبته بشكل او اخر المهم تجعله في حل من صلاحياته والهدف من معاقبة ترامب لتكون عبرة لمن اعتبر ، اما الحزب الجمهوري فعلى رئيسة الحزب رونا ماكدانيل لملمة البيت الجمهوري ومن ثم اتخاذ موقف للاصلاح .