رأى محلل سياسي ومدرّس جامعي سابق في جامعة أنقرة أن “توقيت تقدّيم المقترح هو الذي يجعل تشكيل مجموعة الصداقة بين تركيا ومصر ذات أهمية خاصة أنها تأتي في وقتٍ تحاول فيه أنقرة التقرّب من القاهرة”.
كما قال إلهان أوزغل، الأكاديمي التركي المختص في العلاقات الدولية إن “لدى تركيا هدفين اثنين من مجموعة الصداقة مع مصر، فأنقرة تحاول إصلاح علاقاتها المتدهورة مع القاهرة من جهة، لكون حكومة أردوغان معزولة عن العالم الخارجي. ومن ناحية أخرى تريد أن تظهر للولايات المتحدة ولإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن حرصها على إقامة علاقاتٍ جيدة مع حلفاء واشنطن في المنطقة مثل مصر التي تعد قوة إقليمية مهمة. وأيضاً إسرائيل”.
وتابع حديثه للعربية.نت، قائلا “لا يمكن لحكومة أردوغان الاستمرار في مثل هذا الوضع الراهن، لذلك لجأت إلى تشكيل هذه المجموعة، لكن نجاحها مرهون بتنفيذ أنقرة شروط القاهرة التي تريد أن تضبط جماعة الإخوان المسلمين التي هربت شخصيات منها إلى تركيا”، مشدداً على أن “أنقرة تتفاوض مع القاهرة حالياً بشأن الإخوان”.
كما أشار إلى أن “لدى مصر شروطاً أخرى سوف تتحكم بمدى نجاح مجموعة الصداقة مثل انسحاب القوات التركية من ليبيا وأيضاً إعادة المتطرفين الذين نقلتهم أنقرة إلى ذلك البلد”.
ولا يختلف رأي المحلل السياسي المختص بالشؤون التركية خورشيد دلي عن قراءة أوزغل للمقترح البرلماني الساعي لإعادة ضبط العلاقات مع مصر.
كما أضاف لـ “العربية.نت” أن “توقيت هذا المقترح يحمل رسالتين سياسيتين، الأولى موجّهة إلى القاهرة وتريد أنقرة أن تقول فيها إنها ماضية في اتخاذ الخطوات المطلوبة لإصلاح العلاقات معها، وبالتالي فتح الطريق أمام اللقاءات الرسمية بين المسؤولين السياسيين في البلدين”.
وتابع: “بينما الرسالة الثانية، فهي موجّهة إلى الداخل التركي، بمعنى يريد أردوغان القول إن هدفه لا يكمن في المصالحة مع حكومة الرئيس عبدالفتاح السيسي وإنما مع الشعب المصري في محاولة منه لتبرير موقفه بعدما ذهب بعيداً في عداء الرئيس المصري ودعمه لجماعة الإخوان ضد حكمه”.