:” ماذا عن مشروع التحالف بين التلمودية اليهودية والمسيحية المتصهينة !؟” – بقلم :هشام الهبيشان.

 
 
“نص المقال “
 
 
إن البحث عن مسارات تطور المشروع الأميركي الصهيوني الذي يستهدف  المنطقة العربية، يقودنا إلى حقيقة التحالف بين التلمودية اليهودية والمسيحية المتصهينة، وقبل الحديث عن مسارات هذا الحلف سأعطي لمحة بسيطة عن ما هو المقصود «بالمسيحية المتصهينة»، أولاً وللتأكيد، فليس هناك رابط يربط مسيحيي المشرق العربي بهذا المصطلح لا من قريب ولا من بعيد، كما لا يمكن تعميم مفهوم هذا المصطلح على كل مسيحيي الغرب، فالكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية عارضت بشكل صريح أن ترتبط الصهيونية على أساس العقيدة بالدين المسيحي. ولتوضيح هذا المفهوم أكثر فعندما نقول مسيحياً متصهيناً، فإننا نقصد بعض مسيحيي الغرب وأميركا الشمالية وتحديداً البروتستانت منهم، وهذه العقيدة الجديدة قائمة بالأساس على مفهوم غيبي عقائدي، وهي شراكة عقائدية بين البروتستانت المسيحيين والصهيونية التلمودية اليهودية، وتتلخص أهدافها بسيطرة هذا التحالف على كل أركان ومفاصل دفة القيادة لهذا العالم، وبوجوب أن تكون بلاد المشرق العربي خاضعة لليهود، وبالأخص فلسطين، وإن المسلمين هم العدو الأول «للمسيحيية المتصهينة»، ولهذا تجب محاربتهم.
 
 
 
 
لقد استطاع المسيحيون المتصهينون، من خلال تحالفهم مع العقيدة التلمودية لليهود، منذ قرون طويلة من الزمن، تجميع قائمة عريضة من نخب المسيحيين البروتستانت تحديداً، ونجحوا بتشكيل لوبي عالمي تمدد بشكل واسع بكل أنحاء العالم بدأ من بريطانيا وأميركا الشمالية، وتديره من خلف الكواليس عقائد غيبية تلمودية، فقد استطاع المسيحيون المتصهينون السيطرة على قطاعات مالية واقتصادية وإعلامية وسياسية بمناطق كثيرة من العالم، وبدأوا يسيرون هذه القطاعات بحسب معتقداتهم التلمودية، فهناك على سبيل المثال لا الحصر بأميركا الشمالية وحدها أكثر من 86 منظمة مسيحية متصهينة تستهدف العرب والمسلمين بالغرب والشرق إعلامياً وسياسياً واقتصادياً وأمنياً، كما أن هناك في أميركا الشمالية كذلك أكثر من 3689 وسيلة إعلامية أميركية شمالية تحكمها أو تديرها أو تملكها الجماعات المسيحية المتصهينة، وهي تحرض بشكل مستمر على المسلمين بشكل مباشر أو غير مباشر.
 
 
 
لقد كان للمسيحية المتصهينة بأميركا دور كبير برسم معالم مشاريع التفتيت والتقسيم التي تستهدف الجغرافيا والديمغرافيا العربية، وكان هناك دور كبير للتحالف المسيحي المتصهين والتلمودية اليهودية بكل المحافل الدولية التي تستهدف المنطقة العربية ومنذ عقود مضت على الأقل، والتي كانت تستهدف تمزيق الجغرافيا والديمغرافيا العربية، فقد كان للمسيحية المتصهينة دور كبير برسم معالم مشروع سايكس ـ بيكو، كما أنهم هم من وضعوا أسس ومعالم وعد بلفور، مروراً بكل المشاريع الهدامة التي استهدفت العرب منذ مطلع القرن العشرين وحتى اليوم.
 
 
 
بالمحصلة، استطاع المسيحيون المتصهينون بالشراكة مع التلموديين اليهود الوصول إلى بعض أهدافهم التي رسموا وخططوا لها من خلال بروتوكولات حكماء بني صهيون، واليوم هم من يملكون مقاليد تسيير الأمور في العالم ككل، وهم اليوم من يقودون دفة قيادة العالم، وهم اليوم من يحرضون على العرب أينما وجدوا، فهناك اليوم في أميركا الشمالية رجال دين من المسيحيين المتصهينين يدعون إلى مثل هذه الأفعال ومنهم على سبيل المثال لا الحصر، بيللي غراهام، جيري فولويل، جون هاغي، وغاري باور، بات روبرتسون، وغيرهم. فهؤلاء يعرف عنهم عداؤهم المطلق للعرب وللمسلمين لا سيما الفلسطينيين منهم، ولهم دعوات عنصرية كثيرة في هذا الإطار.
 
 
 
ختاماً ،إن الحديث عن الروابط التاريخية والتحالف بين المسيحيين المتصهينين واليهود التلموديين، وعلاقة هذه الروابط بجرائم تاريخية جرت بحق العرب والمسلمين سوف يوصلنا إلى خريطة وفسيفساء مركبة من جرائم ومجازر كبرى تمت بحق المسلمين والعرب أينما وجدوا، فهذا التحالف المتطرف هو من أوجد التطرف بهذا العالم، وهو من يحرك اليوم قوى التطرف بهذا العالم، وهذا التحالف هو أصل التطرف العالمي، وهناك قوى كثيرة من مسيحيي الغرب وخصوصاً رجال الدين بالكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية، التي تقر وتعلم بخطورة التحالف بين المسيحيين المتصهينين واليهود التلموديين على العالم أجمع، وهناك أصوات كثيرة بالغرب بدأت ترتفع للتحذير من خطورة مشاريع هذا التحالف على العالم أجمع، وقد كان لهذا التحالف بين المسيحية المتصهينة واليهودية التلمودية، دور بارز مؤخراً بتحريك فوضى ما يسمى بـ «الربيع العربي» الذي انطلق بمطلع عام 2011، والذي شهدت تفاصيله مرحلة خطرة من تاريخ ووجود الأمة العربية ككل.
 
*كاتب وناشط سياسي – الأردن .

One Comment on “ :” ماذا عن مشروع التحالف بين التلمودية اليهودية والمسيحية المتصهينة !؟” – بقلم :هشام الهبيشان.”

  1. و ماذا بشأن التحالف الشيعي (الاثني عشري تحديدا) و الجماعات السنية (الاخوان المسلمين تحديدا) و التي تشكل الام الولادة و الحاضنة لكل الجماعات المصنفة اليوم على لائحة الارهاب العالمية من القاعدة الى النصرة الى داعش كلهم كان القاسم المشترك بينهم ان قيادتهم كانوا من الاخوان المسلمين ثم اصبحوا ارهابين … ?

    اذا كنت تريد ان تقول بان التحالف بين الشيعة الاثني عشرية الاخوان المسلمين هو تحالف ضمن الدين الاسلامي بالنهاية وليس من خارج الدين الاسلامي, عندها اسمح لي ان اذكرك بان الدين المسيحي هو متمم لليهودية والدليل ان كتاب المسيحية الانجيل يسمى ايضا بالعهد الجديد … عهد جديد بالنسبة الى ماذا ؟
    عهد جديد بالنسبة الى العهد القديم (اي كتاب التواراة) وضمن هذه الروئية تحديدا يتحرك كلا الجانبين (الانجلين = فئة من البروتستانت) مع الصهيونية (فئة من اليهود) . فكما ان تحالفكم الاثني عشري مع جماعة الاخوان المسلمين هو من اجل مواجهة التحالفات (الاسلامية و العالمية ) ترونه انه مبرر و صحيح وتكتيكي …
    ايضا هم يرون ان تحالفهم مبرر وتكتيكي و صحيح. ان ما تسمحه لنفسك عليك ان تسمحه لغيرك و ان ما هو من حقك هو ايضا من حق غيرك.
    فلا تكونوا كالاعور الدجال اي النظر(بالعين الواحدة فقط) الى قضايا (سياسية وفكرية وعقائدية وغيرها)التي تتحمل وتجوز فيها اكثر من رؤية و اكثر من وجهة نظر واحدة.

    ثم انك تتحدث و تكلمتم عن جرائم التاريخ, هنا تحديدا يجب ان اوقفك و اسأل كل من يقرأ هذا التعليق:
    كمية الجرائم و القتل والحروب والجواري والعبيد والغلمان و كافة ضحاياهم المباشرين والغير المباشرين التي قد فعلها اجدادك العرب في حروبهم من اجل الاستيلاء على العراق و الاردن و لبنان وسوريا فلسطين ومصر و ليبيا وتونس والجزائر و المغرب وموريتانيا والسودان … ؟؟؟

    مع العلم و المفارقة انه انكم (كمسلمين) تسمون حروبكم و قتلكم للاخرين اسم ( الفتوحات ) بينما تسمون حروب الاخرين باسم ( الاحتلال و الاستعمار) … و الذي يعتبر نفاق و كذب وتضليل في المصطلحات من وجهة نظري و من وجهة نظر كل من ينظر الى التاريخ بحيادية.
    طبعا التاريخ والمؤرخ التاريخي الرصين يقول: كل من يقوم بالتعدي و الدخول على الغير بقوة السيف و السلاح هي حادثة حرب تاريخية مهما تكن اسبابها (دينية, سياسية, اقتصادية, استيطانية. استيلائية … الخ) ونفس الحكم ينطبق على المسلمين الاوائل الذي دخلوا بلدان الغير بقوة السيف بحجة ايصال رسالة دينية ولكنهم بعد ان اوصلوا الرسالة لم يرجعوا الى اوطانهم ابدا بل استولوا على اوطان الاخرين.

    وايضا اسأل عن كمية مال الجزية التي دفعتها الشعوب الغير الاسلامية الى المسلمين على مدى 1400 من البطش الاسلامي بالشعوب الاخرى و على اراضيهم ؟؟؟ كم هي قيمة ذلك المال مما دفتعها الشعوب الاخرى للمسلمين على طول هذه المدة ؟؟؟ الا يجب ارجاع كل ذلك المال الى اصحابهم ممن بقوا سلموا من القتل له بعد كل هذا الزمن .. ؟؟؟

    وللامانة التاريخية اقول:
    هناك في التاريخ المعروف بين ايدينا و الذي قد قراته انا, نجد انه فقط دينين اثنين هما من انتشرا بحد السيف و باراقة الدماء (اي حروب دينية بحتة و صرفة) وهما:
    – المسيحية بدأ من عهد قسطنطين (سنة 450 ميلادية وما بعدها ) الذي ادخل الدين مع الصراع السياسي و العسكري وليس قبل تلك الفترة حيث كانت المسيحية بعيدة عن السياسة.
    – الثاني هو الدين الاسلامي والذي كان وما يزال عبارة عن تركيبة من دين-سياسي في نفس الوقت منذ بداية نشأته الى اليوم ولعل العبارة الاسلامية القديمة والشهيرة خير دليل على ما اقول (الاسلام دين ودولة) وهذه العبارة لا تترك مجال للشك فيما اقوله.

    وقبل هذ الفترة (تحديدا قبل فترة قسطنطين) لم يكن هناك شيء في التاريخ البشري اسمه حرب دينية (الحرب المقدسة -حرب الجهاد) ابدا …
    هل سمعتم ولو مرة واحد في كافة حروب بان الامبرطورية الساسانية والتي كانت الزردشتية الديانة الرسمية للدولة انذاك كانت تحارب من اجل نشر الديانة الزردشتية ..؟
    او هل سمعتم بان حضارة الفراعنة و على كامل امتدادها التاريخي الطويل كانت تحارب وتخوض حروب من اجل نشر دينها (او اديانها المختلفة) و تفرضها على الاخرين … ؟
    او هل سمعت مصطلحات تقابل ما لدينا (حروب اسلامية ) مثلا حروب يهودية او حروب هندوسية او حروب بوذية او حروب كنفوشيسة … بينما مصطلح ( حرب اسلامية) هو قديم منذ تقريبا نشئة الاسلام نفسه او ببضع سنوات من بعد ظهور الاسلام و في فترة حياة محمد نفسه (اي المصطلح يرجع الى قبل فترة مقتل محمد نفسه).

Comments are closed.