رفيقي العزيز طيب الذكر الراحل علي حامد ترك كتابا بعد رحيله بعنوان ( الغسق) يتطرق فيه الى مواضيع عديدة ويسرد تاريخ حياته معولا على اقوال الاخرين من قبيل : قال وقلت وسمع وسمعت وهذه الاقاويل اثرت سلبا على محتويات الكتاب الامر الذي قلل من قيمته وفي نفس الوقت يسمح بكثرة التسالات وخلق الاتهامات.
حبذا لو كان الرفيق علي حامد على قيد الحياة.
يشير الرفيق علي حامد في الصفحة (19) من الكتاب وفي موضوع ( الرجل ابو الماطور ــ دراجة هوائية) بانه سمع من الاسطة عزيز حسن الملقب ــ عهزهی ئایشێ ــ ان الرجل ابو الماطور كان يأتي يوميا من دربندخان الى عربت لتفقد بناية لدائرة الزراعة كمراقب وكنت اشعر بان السلطات تراقبه وفي يوم من الايام سمعنا بان السلطات القت القبض عليه ، وعن طريق الحزب علمنا بان الرجل هو أحمد رجب.
ان السرد اعلاه عار عن الصحة ويحمل جملة من الاكاذيب لان مواطني دربندخان يعلمون بانني لم اركب ماطورسيكل قط ولم يكن عندي الماطور اساسا، نعم آنذاك كنت عضوا في لجنة جوتياران { تشرف على منظمات الحزب من قه رة داغ، ناحية باوةنور، شيخ طويل، دربندخان، وارماوة} هي اللجنة التي كانت تقود مدينة دربندخان ونواحيها واطرافها ، ومع الرفيقين المناضلين الراحلين جلال كريم ( جلال ابو شوارب) وعلي احمد خورشيد كنا المسؤولين عن منظمة دربندخان المناضلة ٍ{ اكبر منظمة للحزب الشيوعي العراقي في محافظة السليمانيةْ} آنذاك ، وقد اطلق علينا اعداء الحزب نعوتا شتى منها : زمرة الشر، النيران الحمراء ، البوم ( طائر الشُّؤْمِ) وغيرها ولتلك الاسباب كانت الحكومة تراقب تحركاتنا وتحاربنا دائما.
.في نفس الصفحة يكتب علي حامد : أحمد رجب وحسين نادر وهما من مدينة خانقين، وعلمنا بأن حسين نادر مع الشيخ علي برزنجي وتوفيق احمد كانوا يشرفون على منظمات الحزب السرية في مدية كركوك، وبعد فترة تم القاء القبض عليهم وبعد فترة وجيزة تم اطلاق سراح احمد رجب وبعده تم اطلاق سراح حسين نادر وتوفيق احمد، ويظهر ان الجماعة القوا كل شيء على كاهل الشيخ علي.
لم يكن لي اي ارتباط بمنظمات الحزب في كركوك.
للعلم ان السلطات البعثية القت القبض على عامل النفط توفيق أحمد، عضو اللجنة المركزية وسكرتير لجنة منطقة بغداد، الذي لم يستطع الصمود أمام التعذيب فأسقط سياسيا. ودمرت منظمة الحزب في مدينة بغداد، وتوفيق احمد اعترف على علي برزنجي وعلى منظمة كركوك وعلى حسين نادر وبيته الحزبي وكشف بوجود مطبعة وسيارة شفروليت موديل 58 مسجل باسمه ، فعند نقل المطبعة من الدار القي القبض على حسين نادر وبعد حوالي النصف ساعة القي القبض على الشيخ علي عضو اللجنة المركزية واحمد رجب والسيارة ونقلوا جميعا الى قصر النهاية ، ويظهر جليا بان توفيق احمد الذي انهار هو السبب في اعتقالنا.
ولعلم الرفاق والاخرين استلمت في نيسان 1971 رسالة مباشرة من مكتب محلية السليمانية ( ملمس) وفيها طلب استدعائي لمهمة حزبية والذهاب الى كركوك، وقد لبيت الطلب وسافرت الى كركوك وذهبت الى البيت الحزبي، وهو بيت الشيوعية فوزية رجب ( شقيقتي) وزوجها الرفيق حسين نادر امين شواني، والتقيت بارفيق علي برزنجي ، واخبرني بان الحزب قد سحبني لمهمة حزبية وشرح لي المهمة وابديت استعدادي، ولكن السلطات قد القت القبض على توفيق احمد وانهار واصبح عميلا يجوب الشوارع ويكشف الرفاق والبوت الحزبية
. لقد أعتقل وعذب في هذه الحملة الإرهابية ، التي بدأت في ربيع 1970 وتواصلت حتى صيف 1971، آلاف الشيوعيين تعذيباً وحشياً واستشهد الكثيرون منهم تحت التعذيب أو الاغتيال من بينهم محمد الخضري وعلي البرزنجي وماجد العبايجي ومشكور مطرود وحسين نادر وأحمد رجب وعبد الله صالح ومحمد حسين الدجيلي وعبد الأمير رشاد وجواد عطية وكاظم الجاسم و عزيز حميد وغيرهم. واغتيل لاحقاً شاكر محمود، وقبل هذه الحملة جرى اغتيال الشهيد ستار خضير عضو اللجنة المركزية، وأستشهد تحت التعذيب الكادر العمالي عبد الأمير سعيد.
ان توفيق احمد عضو اللجنة المركزية هو الذي اعترف على الشيخ علي البرزنجي عضو اللجنة المركزية وكشف البيوت الحزبية ومنها بيت الرفيق حسين نادر.
لم يطلق سراحي وحيدا وأنما اطلق سراحي كمئات الشيوعيين الاخرين في تشرين الثاني 1971 بعد ان طرح حزب البعث العربي مشروع “” ميثاق العمل الوطني“” فدخل الحزب الشيوعي العراقي معه في حوار افضى الى قيام جبهة العار والمخازي بين الحزبين.
بعد اطلاق سراحي وعن طريق سروجاوة ــ رانية توجهت الى برسرين و دةركةلة حيث مقر قيادة الحزب وبعد ايام التقيت بالرفيق عمر علي الشيخ عضو المكتب السياسي للحزب، وعدت الى السليمانية ودربندخان لمواصلة العمل الحزبي، وبعد التوقيع على الجبهة اللاوطنية وقيام اللجان الحزبية ولجان الاختصاص عملت في المختصة العمالية وعضوا في لجنة ادارة مقر محلية السليمانية ومراسلا لطريق الشعب والفكر الجديد ـ بيرى نوى ـ واصبحت ممثلا عن محافظة السليمانية في المكتب الصحفي لاقليم كوردستان ٍ ٍ { مصاكِ } مع رفاق اخرين ومنهم الرفيق احمد حامد شقيق الرا حل علي حامد.
بقرار صادر من مجلس قيادة الثورة تم نقلي الي محافظة ميسان ( العمارة) وعليه تركت وظيفتي وزوجتي مع خمسة اطفال وتوجهت الى الجبال والتحقت بقوات الپیشمهرگه الانصار لحزبنا الشيوعي العراقي وعملت في مجالات عديدة منها الاعلام ومذيع في اول اذاعة للحزب وعند تشكيل القواطع اصبحت عضوا في مكتب الفوج مع الرفيق عمر حاد شقيق الراحل علي حامد واداري قاطع السليمانية وكركوك…..
عندما كنت اقوم بمعاملات السجين السياسي طلبوا مني شهودا وكان احدهم الرفيق الشيوعي علي حامد ورد على حاكم التحقيق عندما سأله هل تعرف احمد رجب ؟ وبحضور الرفاق والاخوة : الاستاذ كمال امين بشدري، عبدالرحمن حاجي محمد وفاتح فرج قائلا : نعم اعرفه، انه الشيوعي الغيوروالشجاع المناضل احمد رجب، وانه مناضل الايام والمهمات الصعبة، الف تحية والذكر العطر لذكراك ايها الشيوعي الكادح علي حامد، تبا لمن خان الامانة والحزب.
ولعلم ممن لا يعرفني بانني منذ انتمائي للحزب عام 1960 والى اليوم الذي التحقت بقوات الپیشمهرگه الانصار سجنت اربع مرات ( ماعدا الملاحقات والاهانات والتعذيب اليومي من قبل سلطات الامن والاستخبارات) ولم اضر اي رفيق او منظمة حزبية ولم انقطع عن الحزب وتواصلت مع رفاقي لحد اليوم.
الذكر العطر للشهيد علي البرزنجي وكل شهداء الحزب والفقيد الشيوعي علي حامد.
الموت لاعداء الشيوعية.
5/12/2021