المثقف الكردي ودوره في صنع القرار- بقلم : زيد محمود علي

باعتقاد البعض ان قدرة المثقف محدودة في التأثير على النظم والسياسات لكن في الواقع ان اكثر القادة السياسيين يضعون احترامهم لقدرات المثقفين ويعتبرون انفسهم تلامذة المثقفين من حيث تأثيرهم في السياسة – ولاحظنا على مدار التاريخ ان اكثر المثقفين وخريجي الجامعات والصحفيين قاموا بقيادة حركات التحرر والحركات الوطنية وكان لهم التأثير المباشر على مجتمعاتهم وخاصة مثل فرنسا البلد الذي يهتم كثيرا” بقضايا المثقفين ، وبعد الحرب العالمية الثانية ، طلبت الحكومة الفرنسية بقيادة الرئيس ديغول افساح المجال للمثقفين في مناقشة الدستور الفرنسي ،واعتماد الساسة على الملاحظات والارشادات التي تتمخض من حوارات المثقفين ووجهات نظرهم في السياسة الفرنسية والحكومة بالذات ، ولم يقتصر ذلك ، بل تصاعد ذلك في اكثر من دولة في الاستعانة بقدراتهم ، وحتى في المجتمع الكردي الذي واجه الظلم والمعاناة والاقصاء والابادة من قبل الانظمة والقوى الشوفينية ، لكن رغم كل ذلك فأن المبدعين الكرد خدموا الانسانية وهم تحت رقابة اجهزة السلطة ومنهم من تعرض للآقصاء والحرمان والابادة والملاحقة ورغم كل ذلك فقد ساهموا كداينموا في تحريك الوعي الثوري ، واليوم يعيش المثقف الكردي في حالة دوامة ذاتية وموضوعية يحتاج لسجال عميق في فهم المعضّلات التي تصاحب واقعه والتعرف على مايحمله من آراء ووجهات نظر تخص دوره اليوم ، الملاحظ ان اكثر المثقفين الكورد يعيشون توابع للمسؤولين السياسيين من اجل الحصول على بعض الثروات ، من خلال تبؤهه في بعض المنتديات والمجمعات الثقافية والادبية الحكومية. اما الاخر منعزل بعيدا عن كل شيء   ، يعتبر نفسه اكثر ثقافة من الجميع يعيش في ابراج عاجية  ، وهكذا المثقف الكردي ليس لديه كلام مسموع من المؤسسات الحكومية ولا من التجمعات السياسية ، فقط يحمل كأسم مثقف  مجرد لا اكثر ، السياسي هو الأهم ومثال على ذلك لاحظت في بعض الامسيات الثقافية عندنا في الاقليم ، لاتحادات مهنية ، عندما يحضر احد المسؤولين السياسيين نرى اكثر المثقفين يقدمون رضاهم واحترامهم لهذا السياسي او المسؤول وعند خروجه بعد ختام الأمسية نرى افضل المثقفين يتبعه من القاعة الى وصوله سيارته ونرى المثقف كالذليل وشبيه باحد مساعديه،  بينما في واقع الحال هذه الشخصية السياسية لاتصل الى ١٠ بالمئة  من ثقافة وفكر المثقف .وفضلا عن ذلك اصلا المثقف الكردي مهمش ولادور له عشت هذا الميدان فقط عليه إنتاج الفكر لا اكثر ، فأنا الاحظ نفسي خمسون عام اكتب لكن لمن
هل لديك اعتبار او دور في ما تقدمه ، وهل يوم من الايام طلبت المؤسسات الحكومية الاستشارة للمثقفين، في قوانين وتعليمات ونظم الحكومة ، وانا هنا لا اقصد المثقف الكوردي المهمش لكن اكثر المثقفين في دول العالم الثالث على نفس الصعيد
وكما قلت المثقف في الدول الأوربية لديه بعض الامتياز ات والاعتبارات،  في حين مثقفنا  ليس لديه اية قدرة في صنع القرار ولا في الاعتبار وفقط اسمه مثقف لا اكثر خزن المعلومات في عقله ونشر الافكار ، هذا هو المفهوم في المجتمع الكردستاني ، وهنالك حتى بعض التصورات لأناس في المجتمع يعتبرون المثقف الرجل الناقص او المتخلف عقليا هذه بعض المفاهيم المطروحة من البعض ، باعتبار ان المطالعة لها تأثير سلبي على فكر او دماغ الانسان العادي ، هذه المفاهيم البالية التي تعيش في قرن التحولات والتقدم ، شيء غريب ، مع الاسف لما يعيشه اليوم المثقف من معاناة خارجية اثرت على شخصيته وكذلك فقدان شخصيته نتيجة تصرفات البعض من المثقفين،  ومطالبين اليوم تغيير واقع التصورات للمثقف الكوردي الذي يجب ان يعتمد على قدراته الفكرية والعقلية من قبل الحكومات والمؤسسات واعادة اعتباره في صنع القرار في المجتمع الكوردستاني ، وليس من قبل المقابل ، بل من قبل المثقف نفسه كيفية فرض شخصيته اليوم …..