نرى و نقرا من نتاجات المفكرين حول الحضارة و التاريخ و الفكر و الفلسفة و غيرها، و هم قلة قليلة و يتعمقون فيها بما يحملون من النتاجات الموروثة التي اتتنا في هذه المنطقة بالذات. وعندما نتمحص فيها و ندقق في المعلومات و ما يفسحون منها و نقيًمها بشكل حيادي و نقارنها مع البعض اننا نتاكد بانهم يتكلمون وفق خلفياتهم و توجهاتهم الايديولوجية، و الواضح ان العديد منهم يعملون في هذا السلك و هم مستندين على حزبيتهم او نرجسيتهم الفكرية و تحيزهم المناطقي او العنصري في اكثر الاحيان. و بعد ان نتاكد من خلافحتى في رأين حول موضوع واحد و نجد تناقضات مختلفة في بيان الامر و محاولة ايجاد الدليل لبيان الحقيقة و كشف الاصح، لم نخرج الا بمعلومات قيمة و لكن غير حيادية و بعد محاولة علمية جادة للكشف عن الدوافع للخلل و الانحياز و عدم الحيادية المطلوبية التي تؤثر على علمية المادة و نسبة النجاح و كشف المغمور تاريخيا لاسباب كثيرة و منها تاثير انخفاض نسبة الثقافة العامة للمجاميع التي يبرز منها المفكر و العالم، فاننا نيأس من اثبات حيادية النتاجات.
ليس من المعقول ان تبرر توجههك الانحيازي بايديولوجية او سياسة ضيقة الافق و تدعه مقياسا لبيان حقيقة تاريخية او حضارة و ما يتمسها . لو قارنا بين ادعاءات و مزاعم مفكرين في قطرين مختلفين في قياداتهما فقط و متشابهين بشعبيهما و صفاتهما و تاريخهما، نجد انهما عندما يتكلمان عن الحضارة و التاريخ يعيدان الاصالة و الاشعاع و اليؤرة التي بعثت منها تلك الحضارة الى ما ينتمون اليه في بقعة او مساحة ضيقة .
هنا يمكن ان نسال عن اقدمية الحضارة و الاصالة و النتاجات و الثمرات العلمية التي ابرزتها حضارات، فاننا نجد لهم العديد من الاصحاب و اكثير من المتباهين و المتفاخرين بها، بينما ما نلمسه من الفشل و التخلف و الخسائر و الزيف من الادعاءات و النتاجات فمن الصعب ان نجد من يدعي بانها تخصه، و يعترف بانها تحص و تمس تاريخ و حضارة شعبه دون الاخر.. بينما في الغرب نرى العكس تماما، فهل شاهد احد يوما بان يدعي اي يوناني بان له الفضل في تاريخ العالم و ما حدث فيه و دورهم في التطورات التي حدثت في التاريخ القديم و احقيتهم بالتباهي و الافتخار بما حصل و ما شهده العالم من التطور العلمي الفلسفي بفضل ما قدموه مما يملكه تاريخهم من الثراء الفكري الحضاري العلمي، و ان العالم استنهل من منتجاتهم و ثمراتهم الفكرية الفلسفية العلمية و ما شهدته مراحل تطورهم الحضاري و هم مستندين على ثمرات جهودهم و استنتاجاتهم. اما ما عندنا في الشرق من البارزين في الحضارة و خاصة وادين الرافدين او الشام او الفرعونية او اليمنية فانهم يتصارعون و يتناطحون على ادعاء الاسبقية لما عندهم دون غيرهم و ان كانت قليلة او غير اصيلة. و في جانب اخر نجد من كان غنيا فكرا و ثريا حضاريا و غاصت ما امتلكها من لا حضارة و تاريخ له او سرقت نتاجاتهم عن بكرة ابيها و اليوم يدعي السارقون احقيتهم في الحديث عنها .فيمكن ان نسال ، لماذا؟ و من ثم نجيب من اجل العبرة و تلافي ما يحصل و نجد الكبير المتواضع عندنا على الاقل و نعيد ما يسير الى نصابه و سكته و الحق الى اصحابه.
* لماذا يفتخر من ليس لديه ما يدعيه، اهل هو نتاج النقص و عدم الثقة بالنفس و محاولة تعويض ما لا يملكون، ام محاولة تغطية ما جرى من السرقة على ايديهم وما يمارسون من الاجحاف بحق اصحاب الحضارات و النتاجات الفكرية الفلسفية الحقيقيين لاسباب سياسية فكرية عسكري دينية؟
* فهل يمكن تعويض ما حدث من افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها بشكل كامل و واضح لاسباب؟ لا يسعنا هنا ذكرهذه الاسباب نتيجة غزارتها و حساسيتها و خشيتنا من اصحاب الافكار و الخلفيات القاتلة قبل اي شيء اخر
*انعدام مرحلة تاريخية طويلة مشرقة او نهضة اجتماعية اقتصادية فكرية و حضارية خاصة في هذا الاطار الضيق و في هذه المساحة المعينة من الخارطة العالمية والتي ارغمت انفها في كل ما جرى في العالم، بينما برزت منه الاكثرية المطلقة من القصص والخرافات و الاساطير و الملاحم و الاديان؟
بناءا على الموجود، فاننا نجد الصراع المناطقي و الايديولوجي على بيان اصالة هذه الافكار و الحضارات و كشف البقع الحقيقة لمنابعها الحقيقية بعيدا عن الميول السياسية و الايديولوجية و الخلفية الفكرية المتارجحة لما يتسم به اهل هذه المنطقة.
كاك عماد علي المحترم
تحية
للاطلاع
“الغول” = الوحش
التوغل، الخوض !
محمد توفيق علي