دجماتية روسيا وغوصها في أوكرانيا… عبد الستار حسين  

 

جميع التقارير والتحليلات السياسية بما فيها المؤشرات الأقتصادية دلت أن روسيا بغزوها على أوكرانيا هي ليس خطر على أوكرانيا فحسب أنما على الدول الأوربية بشكل عام والغرب بشكل خاص، ذلك بالقول أنها رسائل غير مباشرة بعودة الأتحاد السوفياتي بعد أنهياره سنة 1991 وأنه أن الأون للقضاء على النازية وذلك خلال يومين وهذا ما لم يحصل بتأكيد  فلأوكرانيون بقيادة رئيسه فولوديمير زيلينسكي وعلى لسان وزير خارجيته أكدو أنهم سيكتسبون الحرب، لكن في المقابل تداعيات الحرب ضدد أوكرانيا  والحرب الأقتصادية ضدد روسيا وأرتفاع الأسعار بشكل عام ومصادر الطاقة بشكل خاص ومن المتوقع أن تتجاوز سعر برميل النفط إلى 150دولار وقد تصل إلى 180 أذا وسعت دائرة الحرب الأقتصادية العالمية من جهة  والأثار المدمرة على سوق السلاح الروسي وبتالي أنهيار أقتصاده بشكل خاص، والجميع يتسائل كيف سيخرج روسيا نفسها من هذا المأذق؟؟!

ربما كان لدجماتية بوتين في البداية أفتراض أنه عند دخوله أوكرانيا فسيتفاوض مع الغرب من موقع القوة لكن ما جرى على الأرض كان العكس تماماً فستيلاء الأوكرانيين على النصف من العتاد ذلك يكتشف عدم قدرته حتى على المفاوضة والدليل على حسب خبراء في السياسة الخارجية يعملون لصالح مركز بحث روسي الذين لم يوافقوا على هذا الرأي…وكأجراء أحتياطي فلو أكتشف عدم قدرته على أستيلاء كل البلاد فربما يركز على المناطق الواقعة شرق نهر دينبر أو المناطق المتازعة عليها في دونباس وشوطئ بحر أزوف والتي تربط روسيا مع القرم كما صرح به الكاتب في الشؤون السلافية وشرق أوروبا مارك غاليوتي. لكن في المقابل رئينا تصريح المحللة الروسية تاتيانا ستانوفايا أنه يمكن لروسيا أن تخرج من  الحرب وذلك من خلال دفع مئة وخمسين مليار دولار مقابل القرم والمناطق الشرقية، أذا نحن أمام صراع جيوسياسي وأقتصادي دولي

والسؤل الذي يطرح نفسه ماذا لو أمر بوتين الضغط على الزر النووي؟ أستعدادا لأي حرب نووية بروسيا؟  فالبرجوع لعام 1978 الذي تم أعداده لمكتب البنتاغون للتقيم التكنولوجي بعنوان أثار الحرب النووية حينها أوضح بالتفصيل ما يحدث لو أطلق روسيا ترسانته على الولايات المتحدة، واليوم بينما أنتهى خطر الحرب النووية بين الولايات المتحدة والأتحاد السوفياتي سابقاً  تواجه أمريكا أحتمالية نشوب حرب مع روسيا أو الصين أي إن هناك أحتمالية نشوب حرب كبيرة تتطور إلى صراع نووي مع كل ما له من عواقب وخيمة على البشرية وليس على أوكرانيا فحسب إنما على أوربا بشكل عام والغرب بشكل خاص، لذلك فلدجماتية روسيا حول غوصها في الحرب مع أوكرانيا والغرب يؤدي إلى نتائج غير مبرحة وبتالي ضعف هيمنة روسيا الأتحادية وهذا ما لا يتمناه بوتين.