في اعوام ماضية كنت في منطقة زلي ، التي تعرف بمنطقة المثلث ، أي المقصود المنطقة المحصورة بين حدود أيران وتركيا والعراق ، كنت آنذاك سكرتيرا” لحركة الديمقراطية الفيلية ، أي عام 1992 ، وكانت حركتنا مدعومة من قبل حزب العمال الكردستاني ، وفي ذلك الوقت التقيت المرحوم الخال عزيز عقراوي ، الذي كان يرأس حركة الديمقراطية الكردستاني ، تنظيم أسسه ، هناك ، ولكن من خلال الفترة التي عشناها سويتا” ، فأن تنظيمه كذلك مدعوم من قيادة حزب العمال وكان بأسم حركة البارتي الديمقراطي . وقد تطورت علاقاتنا أكثر مع المرحوم الخال عزيز عقراوي ، كنت أعرفه أيام زمان ، لكني تقوت تلك العلاقات لتصبح علاقة أكثر من أخوية ، وعائلة واحدة ، وكنا ندردش ليالي كثيرة عن الأوضاع والتطورات السياسية في المنطقة ، وعندما كنت أذهب الى مركز اربيل أو السليمانية ، ورجوعي لمقر الحركة الديمقراطية الفيلية ، كان المرحوم يستقبلني بحفاوة حارة ، مثل ما ينتظر شقيقه الصغير يعود ، وعند عودتي يسألني عن الأوضاع في المدينة ، وخاصة أربيل . وكانت له حسابات في ذهنه ، وهو كان مسؤول تنظيم ، لكنه في نفس الوقت أحد الخبراء والمستشاريين العسكريين في مجال حرب العصابات ، رجل قضى مجمل حياته في الحروب ، وحرب العصابات ، وهو من البيشمركة الأوائل ، وآنذاك ، مقراتنا كانت تقصف من قبل الجهة الأيرانية وكذلك التركية ، لكن المقرات كانت محصنة وصعوبة تحقيق شيء من خلال القصف العشوائي في أوقات معينة ، ودون فائدة . وكانت علاقتي بالمرحوم علاقة أكثر من جيدة ، وأنه يبقى في ذاكرتي رجل متمكن ، فكريا” وسياسيا” ، ودقيق في حساباته ، يحمل عقلية متميزة ، وفضلا” عن ذلك رجل عسكري ستراتيجي ، وله خبرة كبيرة في مجال حرب الثورية ، وقلما يوجد قائد بمستوى المرحوم الخال عزيز عقراوي ، لكن الظروف السياسية ، آنذاك لم تخدمه ، أضافة الى أنه رجل لايعرف التملق ولايقبل المجاملة على حساب قضايا شخصية . وكان المرحوم بشخصه في منطقة زلي له كل الأحترام والتقدير من لدن قيادة حزب العمال الكردستاني ، ولاسيما من الرفاق عثمان أوجلان وجمعة وقوجة وحسن حاجو وفرست وغيرهم .. ومرات كنت اذكره عن شخصيته ايام زمان كنت اقول له اتذكر عندما تقوم بالهجوم على القوات العسكرية لنظام صدام كانوا في اربيل يقولون جاء مقدم عزيز كان الناس يرهبونه لسمعته كبيشمركة محنك وكان يبتسم المرحوم الذي يبقى في ذاكرتي رغم كل السنوات التي مرت كان يناديني كاكه زياد ، وكانت علاقتنا صميمية واخوية واليوم حينما اتذكره كأنما اتذكر احد افراد عائلتي الذي تركوا الحياة وضلوا في الذاكرة ….