كاتب وسياسي عراقي –
كثف عدد من الدول العربية وإسرائيل اتصالاتها الدبلوماسية وسط أجواء متوترة في الشرق الأوسط قبل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ، والتي من المتوقع أن تسفر عن مزيد من التنسيق العسكري والأمني في المنطقة.
ستتم زيارة بايدن في الفترة من 13 إلى 16 يوليو ، لكن المنطقة تعج بالفعل بالشائعات والتكهنات حول جدول أعمال القمة التي التي ستلتئم في جدة بالمملكة العربية السعودية .
قال عبد الله: “سأكون من أوائل الأشخاص الذين يؤيدون إنشاء حلف ناتو في الشرق الأوسط”.
وأضاف: “يجب أن يكون بيان المهمة واضحًا جدًا جدًا. وإلا فإنه يربك الجميع “. قال الملك الأردني: “آمل أن يكون ما تراه في عام 2022 هو هذا الجو الجديد ، على ما أعتقد ، في المنطقة ليقول ،” كيف يمكننا التواصل مع بعضنا البعض والعمل مع بعضنا البعض “.
تم الحصول على القليل من التفاصيل حول ما يسمى بحلف الناتو في الشرق الأوسط. لكن مصادر أردنية مطلعة ، قالت إن “البنتاغون يسعى إلى إقامة حالة من التنسيق المشترك بين حلفائه في الشرق الأوسط ، من خلال غرفة عمليات خاصة وتوحيد أنظمة الرادار في الدفاع الجوي بحيث تكون مرتبطة بغرفة عسكرية أو غرفة عمليات واحدة”.
و يشير حديث العاهل الأردني عن ضرورة تحديد مهمة التحالف الجديد ، الى أن الاستعدادات قد تمت و قد يعلن عن الناتو الاقليمي خلال زيارة بايدن للمنطقة .
عموماً ، إذا كان هذا التحالف صحيحًا ، فهو لن ينجح بسبب وجود التناقضات بين الدول العربية على عدة نقاط هيكلية، أولها ما يرتبط بتحديد مصادر التهديد .لكن مع ذلك إن صحت الفكرة في أنها ضد ايران ، فذلك يعرقل الجهود الدبلوماسية الحالية لإصلاح العلاقات بين إيران وبعض الدول العربية المجاورة .
منذ عام 2021 ، شرعت إيران في تنفيذ أجندة سياسية خارجية جديدة تسمى سياسة الجوار والتي تعتمد على تعزيز التعاون مع الدول المجاورة . تبادل المسؤولون الإيرانيون والعرب الزيارات خلال الأشهر القليلة الماضية وما زالوا على اتصال وثيق مع بعضهم البعض. وبالتالي ، من غير المرجح أن تنضم الدول العربية إلى تحالف إقليمي يركز على أجندة معادية لإيران، وإذا حصل فستتجه الأمور الى تصعيد لا يصب على الاطلاق في مصلحة هذه الدول.
ستعارض إيران بشكل مؤكد هذا النوع من جهود بناء التحالف الذي يدمج كيان إسرائيل الغريب في المنطقة، ويمنح الولايات المتحدة ، قوة أجنبية معادية للعرب والمسلمين ، موطئ قدم جديد في المنطقة. وسيدفع هذا الأمر أكثر ، إيران و عموم الحلفاء في محور المقاومة وحتى العراق الذي يعاني من تدخلات خارجية ، نحو سياسة خارجية إقليمية مبنية على رفض التدخل الأجنبي في المنطقة. وسيحرج هذا المشروع العراق أيضاً ويضعه بين فكي كماشة لا ينجو منها إلا برفض الانضمام اليه.
وقبل ذلك يجب التذكير بأن ايجاد “حلف الناتو الاقليمي” مشروع كان قد دعا له الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب -و هو في الواقع ليس إلا مشروع سلفه باراك أوباما- الذي كان قد وُلد أو جاء إلى الحياة ميتاً بسبب أن دول مجلس التعاون الخليجي ليست على متفقة على تعريف العدو المشترك. فبينما ترى السعودية والإمارات والبحرين أن العدو هنا هو إيران، لا ترى قطر والكويت وعمان ذلك وتنظر إليها قوة إقليمية يجب احترامها أولا، ومن ثم ترى أهمية الحوار والتعايش معها بل وحتى التعاون في مجال الأمن الاقليمي.