لماذا القيادات الكردية لم ترد على قمة طهران بقمة كردية خماسية؟- بيار روباري

 

 

اليوم المصادف لي (19-07-2022) إجتمع أعداء الكرد التاريخيين (الفرس، الروس والأتراك) وغيب عنه العربان، العدو الرابع للكرد في طهران، ليقرروا مصير جزء مهم جدآ من كردستان، لا بل هو الجزء الأهم من بين الأجزاء الخمسة من كردستان، لأسباب تاريخية تتعلق بنشأة وتبلور الهوية القومية الكردية، والتي تبلورت في منطقة الجزيرة الفراتي، ويمكننا إختصار ذلك بأربعة مدن أساسية التي كانت مهدآ للإمة الخورية سلف الشعب الكردي والمدن هي:

مدينة “گوزانا” أي تل حلف والتي أحضر دراسة تاريخية عنها، وعاصمة الدولة الخورية مدينة “أور-كيش” ومدينة “واشوكاني” عاصمة الدولة الميتانية، ومدينة “هموكاران”، التي يعتبرها علماء الأثار في العالم أجمع، أنها أقدم مدينة في التاريخ الإنساني، ومنها إنطلقت الحضارة إلى جنوب الرافدين وليس العكس وذلك قبل (7000) ألاف سنة قبل الميلاد. وقد نشرت دراسة تاريخية مهمة عنها، وهي الأولى من نوعها من قبل طرف الشعب الكردي.

 

السؤال: هل هناك ظرف أخطر من الذي يمر به الشعب الكردي وقضيته القومية من الظرف الحالي؟ بقناعتي لا.

ومادام الحال كذلك لماذا لم تبادر القوى السياسية الكردية الكبرى (حزب اوجلان، حزب البرزاني، حزب الطالباني وحزب قاضي، حزب ب ي د)، وعقدت قمة خماسية في هولير أو في قامشلو وعلى مستوى قيادات الصف الأول وعلنآ وأمام الكميرات، لبحث الوضع الكردستاني العام، ووضع خطة عمل شاملة وإستراتيجية يواجهون بها مخططات أعدائهم المجتمعين في طهران وإدانة إجتماعهم، ومطالبة تركيا بوقف إعتداءتها ضد الشعب الكردي في غرب كردستان، ووضع خطة لمساعدة غرب كردستان تمكنها من مواجهة التهديد التركي الفاشي، بدلآ من تدبير المؤأمرات ضد بعضهم البعض، وعمل كل طرف منهم لصالح أحد محتلي كردستان كالأجير الذي يعمل لدى معلمه.

 

قادة الأحزاب الكردية السياسية وفي جميع أجزاء كردستان، يتصرفون وكأن غرب كردستان لا تعنيهم، ومن يقرأ أدبيات هذه الدكاكين الإسترزاق، سيظن أنهم كردستانيين حتى النخاع، طبعآ بالكلام. لكن في الحقيقة هم لا يختلفون عن أي محتل من محتلي كردستان وتجربة جنوب وغرب كردستان تثبت أقوالي.

إن كانت تلك القيادات والأحزاب كردستاني لهذا الحد، لماذا لم تجتمع وتصدر بيانآ جماعيآ على الأقل تدين فيها إجتماع طهران، الذي حضره القتلة والزعران المعروفة أسمائهم (رئيسي، بوتين، أردوغان) وحليفهم بشار المجرم المدان؟؟؟؟؟

طبعآ لا يجرأون لأنه يربطهم بهؤلاء القتلة والمحتلين المصالح الشخصية، العائلية والحزبية وبفضلهم على الكراسي جالسون. طبعآ محبكجية كل تنظيم من هذه التنظيمات سيحملون المسؤولية للطرف الأخر، يا لتعاسة وبؤس تلك القيادات وأولئك الأنصار المغفلين.

 

لو كانوا يملكون قليلآ من الكرامة والإحساس الوطني الكردستاني، لكانوا تداعوا لإجتماع خماسي في غرب كردستان قبل إجتماع أعدائهم في طهران وأصدروا بيان أدانوا فيه التهديدات التركية ضد الشعب الكردي في كل أجزاء كردستان، وطالبوا الإتحاد الأوروبي وأمريكا بالتدخل لمنع الغزو التركي وشكلوا وفد توجه إلى كل من: واشنطن ولندن وباريس وبروكسل وطلب منهم بالتدخل لحماية شعبهم في غرب كردستان.

كيف سيفعلون ذلك وتركيا تملك (22) قاعدة عسكرية ضخمة في إقليم جنوب كردستان، وتملك حوالي عشرين مقرآ للإستخبارات التركية في كافة المدن الكردية، الإستخبارات الإيرانية أيضآ هي الأخرى تسرح وتمرح في مدن الإقليم؟؟؟ فإن الفعل وعكسه لا يلتقيان، فلذلك أحزابنا إلتزمت الصمت كالخرسان

لا إجتماع ولا بيان!!!!!

 

وأختم، مقالتي هذه بالسؤال التالي:

لماذا لم يطالب حزب (ب ي د) وقوات قسد، بنشر قوات من بيشمركة البرزاني المتحالف مع أردوغان على الحدود مع شمال كردستان أي (تركيا)؟؟؟

 

19 – 07 – 2022

One Comment on “لماذا القيادات الكردية لم ترد على قمة طهران بقمة كردية خماسية؟- بيار روباري”

  1. القیادات الكوردیة شأنها شأن جمیع سلطات إحتلال كوردستان و القوی العالمیة المتعاونة معها تبحث عن مصالحها فی كیفیة التعامل مع نموذج روژئاڤا “عابر الأزمات”:
    https://sotkurdistan.net/2019/12/13/%d9%86%d9%85%d9%88%d8%b0%d8%ac-%d8%b1%d9%88%da%98%d8%a6%d8%a7%da%a4%d8%a7-%d8%b9%d8%a7%d8%a8%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b2%d9%85%d8%a7%d8%aa-%d8%af-%d8%b9%d8%a8%d8%af%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d9%82/

Comments are closed.