من ادب المهجر- رسالة عتاب الى جدي- بدل رفو

 

غراتس \ النمسا

امطرني الناي الحاناً ،

يتردد صداها بين جبال الكورد..

آمالاً لعمر جمراته متوقدة ..

ناي الحانه عصافير جنة ،

تختبأ بين احضان الطفولة ..

تغرز عصا الترحال لتضيء مشاهداً

من نكهة التراب،

وملوحة البحر.

تنطلق الألحان فوق الروابي،

تستقي من بئر القرية احلام نضال

في النخاع..

تتسكع وتراقب الأرض ،

لتبرئها جرائم العصر ..

فحيح افاع  اهلكت عبق الأزاهير ..

انتهكت صباحات الزغاريد

افسدت ثِمار الدروب..

اغتالت بسمات القدود ..

لترسوا الخطايا في موانئ الشمس،

وفي راحات الجبناء وطناً اتعبته

الليالي الحمراء ..

يراقص الانتهازيون دموع الامس

ونضال الاجداد

في مرآى اعين الاحفاد !!

****     ****

مكثت ارتشف الترحال والشعر

وفي دواخلي اعتكفت بشهد

بطولات جدي وصبره

ودموعه الاخيرة ،

في خاتمة ثورة لم تبدأ بعد.. !

كحلت عيناي برحم الأسفار

وطعم البرد القارس

من دون قناع.. !!

****     ****

اسكرتني مدن العالم القديمة..

حرّضت عيناي ألاّ تتدلى باتجاه الاسفل

لتفك طلاسم الزمن في عنق الزجاجة.

أيا جدي…

يا سواحل الأضواء وصهوات النضال

من زمن البؤساء..

غدت حياتنا من دون سقف وسماء..

حزننا يتكسر يوميا على ابواب الضباب

فلم تعد لخيالاتنا نقوش..

لا في القلب ولا على الحجر..

ايا جدي..

اصبحنا  نتمايل ما بين الاسى والترحال

والاحلام على المعابر ..

فبواب مدينتنا شخيره يصم الآذان

والباب مكسور..

في ليل خَدّرَنا بحزن

وحلم اغتيل بدم بارد ياجدي..!