من جديد يدفعنا السيد سليمان يوسف وكعادة الجوقة التي تتلمذ عليها وانتمى اليها ، فبات – يستولد – نظريات رغائبية لا اساس لها ، فيطفي عليها ووفق نظارته التي تخلق لاوعيا في وعيه الواهن ، وليسع بكليته الى غاية تستهدف صناعة راي تسويفي يقفز من خلالها على حقائق التاريخ وتجليات علم الأثريات ومعها الأجناس البشرية بسلالاتها ، هذا الأسلوب والطريقة اللامنهجية في التاريخ ، وكذلك الممارسة والمستندة من الفها الى يائها على رؤية شفاهية مؤدلجة ترافقا مع طوابير من الدجل العفلقي ، وكذلك التسويف والتكذيب الممنهج لا غاية منها سوى إثارة نعرات تدحض حواديتها بذاتها كما مثال أغنية المطران – مطرانو – التي شوهها ولازال حبل الدجل سار وبفعالية محنطة بعنصرية وإثارة نعرات مقصودة ، وازداد تداولها والكتابة عنها بتسويف وتشويه غريبين ، قرأناها في مجموعات وكروبات عديدة ، تفوح منها رائحة التسويف والإستهداف المشوه للواقع والأغنية ، وهنا احيل الجميع بما فيهم سليمان يوسف للإستماع الى ذات الأغنية وكما اداها مغنون من الاخوة المسيحيين امثال عيس براوري وغيره ، والتي وفي العودة الى كل الأنساق التي تؤدى بها هذه الأغنية حيث تشيد وتمدح بكرم وأصالة المطران وكيف انه حماهم وقدم لهم كل واجبات الضيافة المتاحة ، إن العقلية العفلقية وبنزعتها العنصرية المركبة والتي يعلمها كل من سمع بإسم سليمان يوسف ، والذي دأب ووفق منهج البعث الذي رضعه حتى الثمالة وللأسف لم يفطم بعد ، ولازال حتى اللحظة يساير البعث العروبي في منهجية التحريف والتزييف التاريخيين ! وهنا وبمنطق الجدل التاريخي الحقيقي ، ووفق كل المعطيات المتداولة من اثريات وتلل ومنذ مرحلة الذقورات ، وبالترافق مع المنهجية التاريخية زمالة مع العلوم المساعدة بالتقاطع مع الوسائل والأجهزة بادواتها المساعدة ، وايضا دخول حتى الأقمار الصناعية بمجالها كعلوم مساعدة وكذلك اجهزة المسبار التي تخترق الطبقات الاثرية المتعددة وتكشف محتوياتها ، هذه المبتكرات التي نسفت معطيات كانت اشبه بمسلمات واسست وبوضوح منهجا لإعادة صياغة تاريخ اقرب الى الحقيقة ، ومنها مثلا نظرية الهجرات البشرية عبر التاريخ ، ولعل نظرية اصل السومريين الكلاسيكية والتي نسفتها في الواقع كثير من المعطيات والحقائق التاريخية بمدلولاتها الاثرية والتي لم ترتكز قط على الرقيم الاثري وباستدلالاتها الكلاسيكية وبما فيها المنطوق اللغوي ، بقدر استنادها على العوامل الجيولوجية وحركاتها الباطنية ، ومن ثم المتغيرات المناخية من عوامل الجفاف وما شابه . لقد ركز معلمو ومنظرو سليمان يوسف كثيرا على نظرية الهجرات من شبه الجزيرة ، وان كان الامر لم يخل من ذلك ؟ ولكنهم تجاهلوا ببساطة ظاهرة ردة فعل الشعوب الموجودة اصلا كانت في المنطقة ، لها مدنها وممالكها ومعابدها ولغاتها ، وهنا ساعيد بالسيد يوسف الى ذاكرته والحقائق التاريخية لاوفق المنهجية العلمية ومطابقات كبريات الجامعات العالمية ، ومن ثم تحرك الموجات البشرية ترافقا مع المتغيرات المناخية ، ولن ادخل في جدل بيزنطي معه ، رغم استحواذي على معلومات موثقة من كبريات الجامعات العالمية وخيرة رجالاتها وباحثيها المختصين في كافة هذه المجالات وساذكر انموذجا نقلا عن مجلة ساينس الامريكية – المعرفة وذلك في احد اعداد عام 1990 ونقلا عن جريدة تشرين الحكومية السورية – وذلك بعد الإكتشافات المثيرة في تل – كري ليلان – مابين قامشلو وتربسبي المعربة الى القحطانية – حيث نسفت معطياتها معلومات كانت قد اصبحت بديهة ثابتة ، ومن هذه المعطيات مثلا مرحلة البراكين الكبرى في المنطقة والتي وجدت اصلا في التلة في واحدة من طبقاتها ( الرابعة او السادسة ) رماد بركاني كبير ، هذا الأثر الذي عزز معلومات مرحلة البراكين الفظيعة والتي تمتد من جنوب جبال ارارات وصولا الى جبل كوكب البركاني ( كوكه ) شرقي الحسكة ، هذه الموجات البركانية المتتالية ، والتي دفعت بالمجموعات البشرية والرعب الذي ساد كنتاج من البنية الجيولوجية ، وكذلك ظاهرة الجفاف المترافق الى الإنسياحات الكبرى ، وعلى إثر هذه المكتشفات اطيحت بالنظرية التاريخية الكلاسيكية حول اصل وجهة مقدم السومريبن ، هذه النظرية التي تبنتها جامعة الملك خالد في المملكة العربية السعودية ودعمتها الأثريات ايضا بوضوح ، وذلك بمقدمهم من جبال جنوب شرقي تركيا وانهم مروا واستقروا طويلا واسسوا مستعمرات اثناء تقدمهم وخاصة بالترافق مع مجرى نهر جقجق والذي تم اكتشاف مستوطنة لهم بالقرب من قرية تل الخنيدج قرب قامشلو ، ومنها ساروا حتى الخابور والفرات وهكذا ، وهذه المعلومات لم تستق من مصادر عدوة بل من احد اعداد جريدة تشرين السورية نقلا عن مجلة ساينس الامريكية عام 1990 ، وساضيف امرا آخرا قد يهم السيد سليمان يوسف حول الإشتقاقات اللغوية ، وساذكره بموقف الراحل سيد علي القمني في مبحثه الهام – الاسطورة والتراث – الذي دحض فيه ووفق منطوق اللغة وكل اشكال الإنتماء السلالي باية صلة للسومريين بالقبائل والمجموعات السامية التي وفدت الى المنطقة ، مستندا على الصفات السلالية كشكل الجبهة والانف مثلا ، وكذلك اللغة ومقاطع الصوت ، واستشهد بعبارة – إنشو كرا – اي حمار الجبل ! . وهنا وفي العودة الى السريالية التاريخية ، وبالترافق حتى مع منهجية العقل الإستعلائي في صياغة تاريخ مؤدلج يتوافق مع نظرية عفلق وتلامذته ، اقول في العودة حتى الى مراحل ماقبل السومرية فهل سيتقبل منطق العفالقة وجود ممالك – او كما يسميها العفلقيون غوتو وهم جوتو او جوتيبن او القبائل التي تعد من اوائل من امتهن الزراعة ؟ وهم من وجدت آثار قمح معبأة بطريقة حرفية في اوان لهم بكهف شيندار ، وايضا قبائل او ممالك اللولو ومعهم سوبارتو وغيرهم ؟ والذين دخلوا في صراعات مع غالبية ملوك سومر ؟ ولن اغافل السيد يوسف بل سأسله ؟ عن اولئك الملوك الذين تلقبوا ( ملك كاردو وسومر وجهات العالم الاربع ) والأهم من المهم ياسيد يوسف ووفق هذه السياقية ، لن نستبخس التاريخ ونتجاهل وجود الاخوة الكلدان والآشوريين وحتما لن تستطيعوا بكبسة زر او محبرة ولو بسعة مياه دجلة ان تنسفوا الحقائق ! وساذكرك بممالك الهورو ميتان ومعها ايضا مقولة رائعة للراحل طيب تيزيني استذكرها منقولة من مجلده السادس في مشروعه لرؤية جديدة للفكر العربي باستشهاده بمقولة لأمير عربي من بصرى الشام منحوتة على صخرة وقد كتب ( سنة اتى الميد ) يشير الى حملة قمبيز المتجهة كانت لاحتلال عاصمة الفراعنة ، إن التاريخ بمعطياته وآثاره هي كبصمة ال دي إن إن مهما حاول بعضهم العبث بها فلن يفلح هذا من جهة ، ومن جهة اخرى ، اذكر السيد يوسف : ان كل المعطيات وحتى بالإستناد على تصنيف السيدة سونيا كول للبشرية ( علم السلالات ) توحي بوجود نوع من الترابط الجيني والتقارب في بعض من اعضاء الجسد بين الأرمن والكرد والآشوريين وكذلك التشابه في اللباس وايضا التقارب الفولكلوري . والنقطة الأهم : دعونا نحيل السيد سليمان يوسف الى مقال للدكتور محمد غندور واظنه كان محاضرا في قسم التاريخ بجامعة بيروت وفي مقال له نشره عام 1980 حول تاريخ جزيرة ابن عمر وماذا كانت تتسمى في عصر الآشورين ، وخلاصة القول : مثلما فشل سليمان يوسف متقصدا ومجموعته في ترجمة حقيقية وكخيانة عملية للحقيقة العلمية المفترضة وكزعم ممارس من جوقة العنصريين امثال القاطع وغيره في ترجمة كلمات اغنية وقصة – مطرانو – هكذا هم وسيبقون في نطق وتصديق الحقيقة التاريخية ، فيزج بالمناضل سمكو وقصة ذلك المغني الرائع الذي صدح مغردا في وصف ومدح المطران الراحل .
وللمقال بقية