منذ تاسيس الدولة العراقية عام 1921 م وحتى سقوط الطاغية صدام حسين وزمرته الفاشية لم يطبق اي نظام ديمقراطي عادل مطلقا وحتى بعد التغيير واستلام الشيعة سدة الحكم لم ينجحوا تطبيق نظام ديمقراطي تعددي عادل بل لا تزال ” الدكتاتورية و الشوفيني و الفوضى ” مستمرة و قرارات وتعليمات نظام البعث ساري المفعول في دوائر ومؤسسات الدولة ، ويعيش المواطن في ظل حكومات دموية – سادية – ظالمة شعارها ” عش ودع غيرك يموت ” تقودها زمرة من الافاعي السامة تسرق وتنهب ثروات البلاد بلا رحمة ولا شفقة هدفها خراب ودمار وتحطيم كل شيء ولا وجود للقانون ولا للدستور ولا لحقوق الانسان ولا يوجد اي انفراج حقيقي حتى هذه الساعة ، ويمكن القول : العراق تعاني ” مرض بلا شفاء ” .. حكام الشيعة وقبلهم السنه لم يقدموا اية خطوة نحو بناء وتطويرالبلاد مطلقا ، المواطن العراقي فاقد شخصيته واحترامه وكرامته و مهان داخل بلده ، واصبح مشردا ومهاجرا بلا مأوى وبلا معين وبلا قيمة لوجوده ، يعيش في دهاليز الظلام بدلا من النور وفي اسفل الفقر والمجاعة بدلا من الغناء والسعادة وفي العطش و الضمئ في بلاد النهرين ، وفي المرض بدلا من العافية ، وفي الدمار والخراب بدلا من البناء والعمران ، وفي الجهل و الامية بدلا من العلم و المعرفة ، وفي الحقد والكراهية بدلا من الحب والصداقة ، وفي الشر والحروب بدلا من الاستقرار والسلام ، وفي الكذب و الدجل بدلا من الصدق و الوفاء والاستقامة … هذا هو حال المواطن في العراق اليوم ” قتل وذبح وتهجير و اضطهاد و تدمير و عنف وفقر و تعريب ” واصبحت الساحة العراقية مكشوفة لمن هب ودب ومعرضا دوليا مفتوحا للفرهود .ااا .. سنوات من الزمن الطويل يعيش المواطن العراقي تحت كابوس الظلم واضطهاد ” طغاة السنه ” واليوم جاء دور” طغاة الشيعة ” فلا أمل للخلاص من الظلمات ، ولم يحدث اي تغيير نحو الافضل بل كل شيء يسير نحو الاسوء وهو مؤشر واضح وخطيرعلى فشل حكام العراق ، وما نشاهده اليوم من تناحرواقتتال بين الساسة ومليشياتهم والعشائر المسلحة وتوغل ” داعش ” من جديد الى داخل المدن العراقية ، والخلافات الشديدة على كرسي الحكم ” رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ” كلها من اجل المصالح الشخصية و الحزبية وفي المقدمة ” المال ” ولا ننسى سيطرة حكام ايران على كل صغيرة و كبيرة في العراق وقطع المياه وقصف اقليم كوردستان كلها مؤشرات واضحة على حقد وكراهية الزمرة الحاكمة في ايران لشعب العراق وخضوع واستسلام احزاب وساسة الشيعة .. كما لا ننسى ايضا تقصير قنوات البث والصحافة العراقية بجميع اشكالها وانواعها عن ابراز الحقائق وقول الصدق بل شن حملات مغرضة ومقصودة وحاقدة ضد اقليم كوردستان بسبب عدم الارتياح لما يحصل من تقدم وتطور وازدهار في هذا الاقليم والعكس في بغداد و الجنوب والوسط ” خراب وتدمير وتمزيق وفوضى ” …كان على الاعلام العراقي وطنيا و انسانيا نشر اخبار صحيحة و مفيدة تقوي وتعزز اواصر الاخوة والمحبة و المساواة بين الجميع بدلا من نشر اخبار كاذبة و مضللة و مزيفة ” يخلق التوتر و الاستفزاز و الفوضى ” ويدفع بالناس نحو الكراهية و العنف و التفرقة .. فضلا عن الدور التخريبي لايران ” المسيطره على الاحزاب الشيعية ” و تركيا على ” الاحزاب التركمانية ” والسعودية ودول عربية اخرى على ” الاحزاب السنية ” و جميع تلك الدول لا ترغب ولا تريد الاستقرار و الخير للعراق .. كما ان المراجع الدينية الشيعية يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية ، فبدلا من نشر وتقوية المفاهيم الدينية و الانسانية و الحضارية بين المجتمع العراقي وخاصة جيل الشباب وانقاذهم من الفساد الخلقي و التفرقة والكسل والمخدرات وتوجيههم نحو بناء وتعمير العراق ” ارض الخيرات ” وخلاصهم وتحريرهم من الثقافات المتخلفة والتي لا تمت للدين الاسلامي باية صلة مطلقا كالطمية وضرب الصدر و الظهر بالزناجير وضرب الراس بالسيف ومسح الجسم بالطين الوحل وغيرها ” قمة الجهل و التخلف ” كان من الواجب على رجال الدين الكرام و الحوزات منع هذه الظواهر المتخلفة والمسيئة للدين الاسلامي وتمزق وحدة المسلمين و القيم الانسانية و الحضارية ، نجد العكس تماما تشجيع استمرار وديمومة هذا النوع من الغوغاء والصخرية والفوضى والخرافات .. علما الامام الحسين ” عليه السلام ” عندما توجه للعراق كان من اجل محاربة ظلم وكفر وفساد طغاة الحكم الاموي البغيض بقيادة ” الطاغية يزيد ابن معاوية ” عليه اللعنة ” وكان يهدف الى انقاذ الامة الاسلامية من الظلم و الفساد .
Related Posts
4 Comments on “المواطن العراقي وظلم الطغاة – ا . د . قاسم المندلاوي ”
Comments are closed.
الدكتور قاسم المحترم شكرا لكم على مقالكم الرائع و الذي وضعتم فيه النقاط على الحروف في كل ما يتعلق بالوضع الماساوي الذي يعيشه الشعب العراقي وخاصة الطبقات المسحوقة التي عانت ما عانت من ظلم الحكومات السابقة ، ولكن لا حياة لمن تنادي ، فرغم كل المرارات نرى الطبقة الحاكمة غير ابهه لما يحصل في المجتمع العراقي من دمار في جميع مناحي الحياة ، حيث انها لازالت مصرة بكل وقاحة على تحقيق منافعها الشخصية واصرارها على تنفيذ مآربها وكسب المغانم والعراق يتعرض الى عدوان مستمر وتدخل سافر من دول المنطقة دون ان يحركوا ساكنا … وفقكم الله لخدمة وطنكم الجريح وشعبكم المظلوم .. مع فائق احترامي
شكرا كاك عبد الرسول لمرورك الكريم … وتعليك حول ماساة شعبنا العراقي المظلوم على ايدي حكام ظلام طغاة .. نقول … الظالم مهما طال امده و جبروته وظلمه فانه ينتظر مصيره الاسود ومكانه مزبلة التاريخ .
بارك الله بك ايها الكوردى المندلاوي الاصيل والغيور وبكتاباتك النابعه من ضمير حى وشعور وطنى فياض واخلاص وسدد الله خطاك ووفقك وكثر من امثالك الشرفاء والمخلصين
شكرا للاخ العزيز استاذ ابو تارا على مرورك اللطيف ورقي تعبيرك الجميل .. اقول اذا كنا نحن لا ندافع عن حقوق شعبنا المظلوم فمن الذي يدافع عنهم و يتحمل جروحهم ومعاناتهم و مصائبهم ؟ سنبقى مخلصين لشعبنا الكوردي الى الابد … مرة اخرى نقدم شكرنا و تقديرنا لك ولجميع الكتاب و المعلقين المخلصين .. وفقك الله