من المرّات القليلة التي يتسلل فيها الفرح إلى أيامي الرتيبة في الغربة ـ وبالتأكيد هي أقل من التسلل الذي يلقفه “الفار” في مونديال قطر ـ أقول، من المرّات النادرة التي ينشرح فيها صدري؛ خبر صدور كتاب مهم لشخص يستحق الاحتفاء به، مثل صديقي الشاعر الكرمانجي دخيل كارو مثلا.
أعرفه شاعرا يجيد النقش بالكلمات الكرمانجية الأصيلة؛ وكأنه من الجوقة التي شربت ماء ينابيع السكينية على جناح خفاش. وتحققت النبوءة التي تقول:
من يشرب من ماء قرية السكينية العليا على جناح خفاش؛ مستقبلة مهنة نقاش.
صدور ديوان صديقي الأول “بوزنكا هشين” وبالكرمانجية تعني (اللوري الأزرق) ذكرني بلوري المرحوم (هادي الرومي) عندما كان يأتي محملا بالتمر والتفاح في مثل هذه الأيام، عندما نقترب من موعد الصيام. وذكرت تفاصيل مدهشة عن زيارات لوري هادي الرومي في الحكاية رقم 17 من كتاب (حكايات من شنكال) وطبعا لم ينشر الكتاب كما كتبي العديدة التي تعلوها الغبار وتلفحها الشمس.
لوري أيام الصيام كان لونه أخضر وكان محملا بتمر البصرة، والتفاح اللبناني. ولوري صديقي أزرق محمّل بالشعر.
وحستا فعل الشاعر حين صبغ مركبته بالأزرق، فهذا اللون يهدأ من روعنا ويذكرنا بالبحر الذي نحلم بعبوره إلى جهة الشِعر. وبالسماء التي نتمنى الطيران فيها لنرافق السنونو والحجول في هجرتها.
ومما ذكرته في حكايتي الشنكالية إليكم شيء منها حين كتبت:
“…تغريدي هذا تضامنا مع البصرة، وأهلها، وتمرها، ونخيلها، وبلابلها التي كانت تنقر التمور مساء وتضع فيها قطرات من الماء ثم تأتي فجرا لتشربه وقد تحول إلى عصير متخمر فتغرد نشوى.
هل رأيتم أجمل من هذا الفعل، يحدث هذا في غابات نخيل البصرة دون مدن العالم، البصرة وحدها تغني مع بلابلها ونحن فقراء شنكال كنا نسكر بتمورها في فطورنا أيام صوم الشتاء.
أما التفاح فيوجد منه في العالم حوالي 7500 نوع حسب معلومات عمنا كوكل، والفرد منا يحتاج 20 عاما ليجربها جميعا؛ لو تذوق كلّ يوم نوع واحد منها…”.
في ألمانيا الخير وفي المدينة التي أعيش فيها يوجد أنواع لا تحصى من التمور. وأنواع لا تعدّ من التفاح. وكذلك يوجد لوريات كثيرة بأشكال وألوان وأحجام مختلفة محملة بالشعر الألماني. ولوري وحيد أزرق اللون واقف على بابي مليء بالشعر الكرمانجي بيد صديقي دخيل كارو.
قويم ومتعلم محنك في الكتابه ومتاثر بعمق لا يوصف ويقاس، ، كلام مفهوم الذي يريد أن يفهمه ..لا نقول هذا قدرنا ولا بد للنور أن تجلي الظلام لان الظلام هو عتم وعدو لاهل النور والنور هي الاقوى لانه مستمده من الشمس .سلام
ربمّا على بابنا شخص باسم مستعار. شكرا للوقوف.
هل هذا الاسم المستعار لا سمح الله اتى بكلام يقلل من قيمه المقال..وشكرا وشكرا على عدم فتح باب الدار للواقف الزائر وعلى العموم هذا يتبع ذات الانسان، والذات لا يتغير بمتقلبات الظروف
شكرا لوقوفك معنا ومشاهدة حمل اللوري العجيب من الشعر أخي الكريم
لا أقصد الأنتقاص من شخصكم، رغم اسمكم المستعار